ولد الشهيد محمود كاوه في عام 1961م في إحدى أحياء مدينة مشهد وترعرع في أسرة متدينة. وبعد أن انهى دراسته الابتدائية، اتجه إلى دراسة العلوم الدينية بتوجيه من والده. ولمّا ذهب الشهيد مع والده إلى سماحة آية الله الخامنئي (حفظه الله) ــ إذ كان في حينها إمام جماعة مسجد الإمام الحسن المجتبى(ع) ــ قال لهما: إذا أنهى محمود دراسته الأكاديمية ثم أخذ بدراسة العلوم الدينية فإن ذلك أفضل. ولذلك عاد الشهيد إلى مواصلة دراسته المتوسطة في مدرسة غزنوي. ويومذاك أخذت أفكاره الثورية تتبلور عبر حضور مجالس الشهيدين هاشمي نجاد وكامياب، وبدأ تحركه الثوري باستنساخ وتوزيع أشرطة وبيانات الإمام(قدس).
الانتساب إلى حرس الثورة الإسلامية
وبتشكيل حرس الثورة الإسلامية دخل الشهيد في هذا السلك المقدس ليتوجه بعد حين إلى طهران للمشاركة في دورة تدريبية متقدمة، حتى إذا انتهى منها عاد كمدرب تكتيكي إلى معسكر الإمام الرضا(ع) ليقوم على تدريب قوات الحرس والتعبئة في محافظة خراسان، وعندما انتقل الإمام الخميني(قدس) للإقامة في منطقة جماران، توجه الشهيد محمود إلى طهران على رأس مجموعة مكونة من عشرين شخصاً لحماية منزله.
مواجهة مناوئي الثورة في كردستان
ومع اندلاع الحرب المفروضة، وعند تأجج المعارك ضد أعداء الثورة في كردستان دخل المعارك ضد مناوئي الثورة في الداخل؛ ومنذ دخوله مدينة سقز، تعهد بمهمة مجموعة الحماية، واستطاع عبر التكتيك الهجومي أن يكون أول فرد في كردستان يقوم بتخطيط وتنفيذ عمليات مضادة للكمائن ضد مناوئي الثورة، وتمكن في فترة وجيزة من جعل المعارك في مدينة سقز وأطرافها لصالح القوات الإسلامية.
قيادة حرس الثورة الإسلامي في كردستان
كانت قيادته لعمليات الحرس في سقز مهمة حساسة كشفت عن استعداداته وقدراته الذاتية، إذ تمكن من خلال عمليات حرب العصابات أن يشرّد العدو الذي كان يسيطر على المدينة إلى الجبال. وبتشكيل لواء الشهداء الخاص من قبل الشهيد محمد البروجردي وناصر الكاظمي، أصبح محمود مسؤولاً عن عمليات اللواء؛ فاستطاع توجيه ضربات مهلكة إلى أعداء الثورة فرصدوا مبلغاً ضخماً كجائزة قيمة لمن يستطيع قتله، وباستتباب الهدوء في كردستان، وجه كل طاقاته إلى مواجهة الجيش العراقي ليصنع البطولات في عمليات بدر، والفجر 9 وكربلاء 2.
العروج الملكوتي
لقد جُرح الشهيد عدة مرات على مدى سني الدفاع المقدس ولكنه لم يترك موضعه في الدفاع عن الثورة. استشهد محمود كاوه عام 1986م في سن الخامسة والعشرين عندما كان يسير أمام جند الإسلام للسيطرة على “مرتفعات 2159” الحساسة على أثر إصابته بشظايا قنبلة في رأسه، ليغادر بذلك هذه الدنيا نحو أمله القديم بالشهادة. وقد خلّف الشهيد وراءه بنتاً واحدة اسمها “زهراء”.
أ.ش