التجمّع العلمي للنفسيين..

مُلتقى يتصدّى لأوبئة المجتمع

لأننا بِتنا في زمن الأمراض والاضطرابات النفسية، يجهد أصحاب الاختصاص للتكتّل والتجمّع من أجل التعاون على دراسة وعلاج كلّ الأوبئة التي تضرب مجتمعاتنا اليوم. مشاكلُ جمّة تطال كلّ الأفراد وأعباءٌ هائلة تفرضها الحياة العملية على الأُسر وأطفالها وشدائدُ جسيمة يتعرّضون لها بشكل متواصل.

2023-09-27

الأسبوع الماضي، أبصر التجمّع العلمي للنفسيين النور. منصّةٌ جديدةٌ لتبادل الخُبرات في مجال علم النفس ووضع كلّ الظواهر المُتسرِّبة الى مُجتمعنا بمُختلف فئاته العمرية تحت المجهر، والغاية المنشودة التصدّي للتهديدات التي تزيد من مصائب العائلات والأزواج والأولاد والمُراهقين.

رئيسة التجمّع العلمي للنفسيين المُعالجة ريما بدران توضح  أهداف وبرامج هذا المُلتقى، فتقول إن مهنة علم النفس لم تأخذ مجراها الرسمي إلّا بعد عدوان 2006، في ذلك الوقت رأى عددٌ كبيرٌ من المُتخصّصين في هذا المجال مع ظهور اضطرابات نفسية لم نكن نشهدها سابقًا، أن هناك حاجة لتنظيم الفورة والفوضى في هذا القطاع العلمي بعد تصدّي الكثيرين لموضوع العلاج النفسي بشكل عشوائي، هذا الأمر أدّى الى تأسيس نقابة للنفسانيين عام 2017 ككيان قانوني عمل على تنظيم المهنة ووَضَع خططًا للمُعالجين.

بدران تشير الى أن “حاجة الكثير من المُتخصّصين لأن تكون لديهم مِظلّة تُطالب بحقوقهم ضمن النقابة دفعتنا الى تأسيس التجمّع الذي من شأنه أن يكون جسرًا سهلًا بينهم وبين النقابة”.

وفق بدران، بدأ التجمّع بقبول طلبات الانتساب والإقبال على الانضمام إليه  بوتيرة يمكن وصفها بالجيّدة.

كذلك تُبيّن بدران أن “هناك اختصاصيْن رئيسييْن للتجمّع العلمي: علم النفس العيادي وعلم النفس التربوي”، وتؤكد أن “المُنتسبين إليه هم حُكمًا مُنتسبون الى النقابة ولديهم إذن بمزاولة المهنة”.

ماذا عن برامج التجمّع؟ تُجيب بدران أن “العمل جارٍ لاستقطاب طلاب الماجسيترات المهنية بالتعاون مع مشروع “اقتدار” لطلاب الدراسات العليا، ليوضع مسار لهؤلاء الطلاب يوجّههم ويجعل منهم مُعالجين ذوي كفاءة”، وتضيف “نعمل أيضًا على فتح باب التدريب العلمي للمُعالجين بشكل مستمرّ وتسهيل وجود مُدرّبين بكلفة مقبولة، فالهدف تقديم نموذج تجمّع تخصّصي حائز على الثقة والمصداقية في التدريبات يُعتمد كجهّة مُدرِّبة، ما يعني أنه حاصل على طابع رسمي وعلم وخبر من الدولة”.

تُشدّد بدارن على أن “العلاج النفسي اليوم أصبح ضرورة، خاصة في لبنان، البلد غير المستقرّ أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، والذي تحوّل الى بؤرة للأمراض النفسية، والشاهد على ذلك تزايد حالات الانتحار والقتل بسبب عدم تحمّل الناس لبعضها بعضًا جراء الضغوطات النفسية العالية”.

أكثر الظواهر المرضية تفشّيًا في المجتمع اللبناني، وفق بدران، هو الوسواس القهري الذي تفجّر مع انتشار “كورونا” والانقلاب الذي سبّبه في كلّ معالم الحياة، يليه الاكتئاب المتزايد بشكل واسع جراء تفاقم الأعباء المعيشية والاجتماعية على الأفراد، وهذا ما يؤكد الحاجة الى مُعالجين نفسيين يدرسون هذه الحالات ويُطبّبونها.

تلفت بدران الى أن “موضوع الشذوذ حاضر في علاجاتنا النفسية”، وتعتبر أن “التدخّل بأفكار الأفراد وترويج موضوع الشذوذ بالقوّة في المجتمع مسألة خطيرة”، مُطمئنة الى أن “المُعالجين النفسيين يتصدّون للمشكلة التي يريد البعض وضعها في خانة الحرية، من خلال برامج بالتعاون مع الهيئة الصحية الإسلامية وزرْع مفهوم الثنائية عند الأطفال ومنع التعدّي على مساحتهم الجسدية والتوعية لدى الأهل في التربية والألعاب المُختارة للأطفال والمُراهقين ولا سيّما عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

 

أ.ش

المصدر: العهد