شجرة التين رمز لأرض فلسطين وهويتها

تعتبر شجرة التين واحدة من الأشجار المباركة في فلسطين وأقدمها، وهي من التراث الشعبي الفلسطيني لأنها ترمز إلى الأرض التي كان الفلاح الفلسطيني يعتني بزراعتها بشكل دائم وهي منتشرة في كل مكان بفلسطين خاصة في المناطق الجبلية منها.

عرف الفلسطينيون شجرة التين المباركة منذ آلاف السنين، واهتم المزارعون الفلسطينيون بزراعة التين، لأنها شجرة مباركة، ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة حملت اسمها “التين”، مما جعلها تحتل مكانة مرموقة في فلسطين.ويرى الفلسطينيون الأمل في هذه الشجرة حيث أن ثمارها حلوة المذاق والطعم، وقد راقت لهم ناضجة وطازجة، وعند تجفيفها بما يعرف باسم بـ “القُطين”.

 

 

وتعتبر ثمار شجرة التين غنية بالفيتامينات والمعادن إضافة إلى أنها حافظت على مدار السنوات الماضية على هوية الشعب الفلسطيني لتكون عنوانا لفلسطين وهويتها.وعلى الرغم من سعي الاحتلال الاستيلاء على الكثير من الأكلات والأشجار التراثية الفلسطينية ونسبها له إلا أنه لم يقترب من هذه الشجرة لإدراكه صعوبة تصديق العالم لروايته كونها ترمز إلى الأرض الفلسطينية وتم ذكرها في القرآن الكريم قبل أكثر من 1400 عام.

 

وتتحمل شجرة التين كل الظروف البيئية، وتعيش في كل أنواع التربة رملية وطينية وحتى الصخرية، ولأنها لا تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء والأسمدة، وأنها مقاومة جيدة للآفات والأمراض، كل هذه الصفات جعلت من هذه الشجرة المباركة، تحتل مكانة مرموقة في فلسطين التي بارك الله فيها وفي من حولها.

 

 

كما وفرت هذه الشجرة للشعب الفلسطيني على مدار السنين ثماراً طازجة في الصيف وثماراً مجففة يأكلها شتاءً لأنها قابلة للتخزين، وغنية بالسكر على مدار الأيام.

عرف الشعب الفلسطيني وشعوب منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط التين كغذاء ودواء، ومصدر رزق لهم حيث جففوا التين (القُطين)، وكان من تجارتهم الهامة أيضا، كما دأب المزارع الفلسطيني على زراعة أشجار التين نهاية موسم (أربعينية الشتاء) أي في أواخر شهر كانون ثاني/ يناير من كل عام، وذلك بأخذ غصن أو عُرف من شجرة تين معروفة الأصل وذات نوعية جيدة الإنتاج والمذاق، وأن يكون لها براعم وعيون قبل نمو الورق، وغرسها في المكان المناسب، وريها بالماء، كما تشكل مياه الأمطار عاملاً رئيسياً لنمو هذه الأغصان.

 

 

لجني محصول التين الذي يزرع كاستثمار اقتصادي تجاري، وحتى تكون عملية القطف اقتصادية وغير مُكلفة، درج المزارعون على دهان ثمار التين المتماثلة وذات النوعية الواحدة وفي فترة محددة بزيت الزيتون على رأس حبة التين بما يعرف بـ (التزيت)، وذلك لاستثارة عوامل النضج في حبات التين والتي يتم نضوجها في خلال 3- 5 أيام.

 

 

والتين أنواع مختلفة، من أهمها: الغزالي، وهو أطيب نوع وأكثر نوع حلو، بقراطي :حلو وحجمها أصغر من الغزالي، البياضي: أكثر تين يستوي بسرعة حجم حبته نسبيا كبيرة ويظل لآخر الموسم، السويدي : يوجد منه حجمين حجم صغير وحجم كبير يمتاز بالطعم الحامض نسبيا ولونها داكن كثير، سباعي: تين نسبيا حجم حبها كبير وطعمها كتير حلو.وأشار إلى وجود أنواع أخرى للتين مثل: موازي، حماري، خضاري، شتاوي، ونورسي وهو نسبيا قليل.

لقد تمكن المزارع الفلسطيني مؤخراً من جمع عدة أنواع من التين في شجرة واحدة وتحسين جودة إنتاجه بطريقة أخذ عدة براعم من أصول وأمهات مختلفة وتركيبها بطريقة (القلم) على عدة سيقان مختلفة في شجرة واحدة، وهذا ما يلجأ إليه منتجو البيوت والمنازل”.

 

أ.ش