فتحي يكن … داعية الحوار والوحدة

الداعية فتحي يكن مؤسس جبهة العمل الإسلامي في لبنان، يُشهد له بأنه كان رجل الوحدة في زمن الانقسام ولطالما عُرف على أنه حمل بشخصيته ما يمثل التوافق والتلاقي في مواجهة التحريض والفتن.

2023-10-03

العلامة يكن: المفكر الجامع

 

ولد فتحي محمد عناية المعروف بـ فتحي يكن، في 9 شباط/ فبراير عام 1933في مدينة طرابلس شمال لبنان، حائز على الدكتوراه في اللغة العربية والدراسات الإسلامية.

 

بدأ العمل الإسلامي منذ الخمسينيات، حيث انخرط في إحدى فروع تنظيم الإخوان المسلمين، ووصف نهجه بالاعتدال والوسطية. وظل يكن مسؤولاً عن الأمانة العامة للجماعة الإسلامية حتى خوضه الانتخابات النيابية اللبنانية عام 1992، ونجاحه فيها، حتى عاد وقدم استقالته منها بُغية التفرغ للعمل السياسي والإسلامي، حيث حظي باحترام خصومه ومعارضيه قبل أصدقائه ومؤيديه.

 

أصدر عدة مؤلفات تزيد على 35 كتاباً، ترجم معظمها إلى عدد من اللغات، يقول السيد نصرالله  (حفظه الله) عن مؤلفاته “أنا شخصياً تعرفت عليه عن طريق كتبه ومؤلفاته وخصوصاً عندما كنا نبحث عن أي كتاب إسلامي يتحدث بلغةٍ معاصرة، ويتحدث عن التحديات أمام الشباب المسلم والحركة الإسلامية”. ومن أبرزها:مشكلات الدعوة والداعية، كيف ندعو إلى الإسلام؟، نحو حركة إسلامية عالمية واحدة،الموسوعة الحركية (جزءان)، ماذا يعني انتمائي للإسلام؟،حركات ومذاهب في ميزان الإسلام، الاستيعاب في حياة الدعوة والدعاة، نحو صحوة إسلامية في مستوى العصر، المناهج التغييرية الإسلامية خلال القرن العشرين، الإسلام فكرة وحركة وانقلاب،الشباب والتغيير، المتساقطون على طريق الدعوة، أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي، قطوف شائكة من حقل التجارب الإسلامية.

 

القدس بوصلة فكره السياسي

 

اتخذ موقفاً صارماً حازماً من العدو الصهيوني، وموقفاً مناصراً للمقاومة الفلسطينية، واحتلت القدس وقضية فلسطين أولوية ومكانة عالية من مسيرته، وكان يرى أن كل ما يحاك في الدول العربية والإسلامية من مؤامرات ومكايدات يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وكانت بوصلة فكره دوماً موجهة نحو الأقصى وتحرير الأمة، وكان يؤمن بأن العمل الجهادي والمقاومة هو الحل الأول لوقف غطرسة اليهود في بلاد المسلمين.

 

الوحدة درع المقاومة

 

في حرب تموز عام 2006، التي شنها كيان الاحتلال على لبنان، أعلن الداعية الدكتور فتحي يكن في مؤتمر صحفي تأسيس جبهة العمل الإسلامي في خطوة تركت أثرها الكبير الفاعل نتيجة لتوقيتها المدروس الذي أتى للوقوف إلى جانب المقاومة الإسلامية والوطنية بوجه الجرائم الإسرائيلية. وهو ما تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال حفل تأبين الدكتور الراحل عام 2009 بالقول: “خلال الحرب كنت أواكب التطورات السياسية والإعلامية، وشاهدت في غمرة التحديات والتضحيات الجسيمة، المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه سماحته عن تشكيل جبهة العمل الإسلامي وسمعت خطابه التأسيسي والخط الذي أعلن أن جبهة العمل تلتزم به. في تلك الساعات كان هذا الموقف من عناصر القوة المعنوية والنفسية والشرعية التي استمدتها المقاومة الإسلامية في لبنان في تصديها البطولي والتاريخي لذلك العدوان”.

 

أ.ش

 

المصدر: الوفاق/ وكالات