إطلاق نار بين الصرب وشرطة البلاد..

قلق من اشتعال توتر عرقي في شمال كوسوفو

أغلق محتجون صرب في كوسوفو وسط منطقة البلقان طرقا رئيسية لليوم الثاني..

2022-12-14

الوفاق/وكالات- تصاعد التوتر في شمال كوسوفو بين الأقلية الصربية والسلطات، بعدما تبادل مهاجمون مجهولون إطلاق النار مع الشرطة، وسط تحذيرات أوروبية من هجمات محتملة على بعثتها.

وشهدت الأيام الماضية هجمات على دوريات للشرطة الكوسوفية، على خلفيتها جرى اعتقال شرطي صربي سابق للاشتباه بضلوعه في الهجمات.

وشارك الشرطي في استقالات جماعية للصرب من الشرطة الشهر الماضي، بعدما قالت بريشتينا إنها ستنفذ قانونا يلزم الصرب بالتخلي عن لوحات السيارات القديمة التي يعود تاريخها إلى ما قبل حرب كوسوفو 1998- 1999 التي أدت إلى الاستقلال.

وعلى خلفية اعتقال الشرطي السابق الصربي، فقد أغلق محتجون صرب في شمال كوسوفو طرقا رئيسية لليوم الثاني.

وأطلقت صفارات الإنذار في عدد من بلدات ذات غالبية صربية في شمال كوسوفو لبدء الحركة المنظمة السبت. وقال متظاهرون إنهم يريدون منع “نقل الشرطي السابق الى بريشتينا”.

*إطلاق أعيرة نارية

وأعلنت سلطات كوسوفو، عن ثلاثة حوادث جرى فيها إطلاق أعيرة نارية في مواقع مختلفة على وحدات للشرطة كانت في مهمة رسمية شمال البلاد. وذكرت في بيان، أن “جماعات إجرامية قطعت عدة طرق شمال البلاد، وأطلقت أعيرة نارية من مواقع محتلفة على وحدات للشرطة كانت في مهمة رسمية بالقرب من سد بحيرة غازيفود في طريقها إلى معبر برنجاك مع صربيا”.

ولفتت إلى أنه وفقا لمعلومات واردة من وحدات الشرطة، فقد “سمع إطلاق أعيرة نارية في مناطق عدة”. وأعلنت الشرطة الكوسوفية في وقت سابق عن إغلاق المعبرين الحدودين مع صربيا شمال البلاد لدوافع أمنية. وذكرت مهمة الاتحاد الأوروبي للتحقق من سيادة القانون في كوسوفو (يوليكس)، وهي بعثة معنية بتسيير دوريات للأمن في شمال كوسوفو، أن قنبلة صوتية أُلقيت على إحدى مركباتها المدرعة في المنطقة مساء السبت دون أن تؤدي إلى سقوط مصابين.

*كوسوفو طالبت بإزالة الحواجز

وطلب رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي من مهمة حلف شمال الأطلسي هناك المعروفة باسم (قوة كوسوفو) إزالة الحواجز. وقال كورتي: “نطلب من قوة كوسوفو ضمان حرية التنقل (وإزالة الحواجز)… وتطلب قوة كوسوفو مزيدا من الوقت لإنهاء هذا… فسننتظر إذا”. من جهته، حذر مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، من هجمات محتملة على البعثة الأوروبية، وقال إن الاتحاد لن يتسامح مع العنف ضد أفراد بعثته.

وكتب بوريل على “تويتر”: “الاتحاد الأوروبي لن يتسامح مع الهجمات على بعثة يوليكس كوسوفو أو استخدام العنف أو الأعمال الإجرامية في الشمال. يجب أن تزيل جماعات صرب كوسوفو الحواجز على الفور. يجب إعادة الهدوء”.

*قلق أمريكي وتحذير ألماني

وأعربت سفارتا الولايات المتحدة وصربيا في كوسوفو في بيان مشترك عن قلقهما العميق إزاء الوضع الحالي في شمال كوسوفو. وأدان بيان السفارتين الهجمات على وكالات الأمن الكوسوفية والدولية، ودعا الجميع إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ إجراءات فورية لتهدئة الموقف. وجاء في البيان أيضا ان سلطات كوسوفو اعتقلت شخصا يشتبه في تورطه في هجوم عنيف على سلطات إنفاذ القانون، واعتبر البيان أن هذا الاعتقال يتم استخدامه كمبرر لإغلاق الطرق غير القانوني، وكذلك التهديد والتخويف ضد سلطات كوسوفو والسكان المحليين.

*كوسوفو تأمل في التوصل إلى اتفاق

في السياق، قال النائب الأول لرئيس وزراء جمهورية كوسوفو غير المعترف بها دوليا، بيسنيك بيسليمي، إن سلطات الجمهورية تأمل في حل التناقضات مع الدول الأوروبية التي لا تزال لا تعترف بها. جاء ذلك في تصريحات رسمية له عشية تقديم الجمهورية طلبا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، حيث تأمل كوسوفو في حل التناقضات مع الدول الخمس الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي يمكن أن تعرقل انضمامها. يأتي ذلك على خلفية تصريحات الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش السبت الماضي بأن سلطات ألبان كوسوفو سوف تتقدم، 15 ديسمبر الجاري، بطلب “على وقع الأبواق الصادحة” للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعد انتهاكا لمعايير الاتحاد الأوروبي والاتفاقيات التي تم التوصل إليها في وقت سابق، بما في ذلك في بروكسل نفسها، وبوساطة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في واشنطن.

وأضاف فوتشيتش أنه سيرسل رسائل إلى زعماء الدول  الخمس الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي لا تعترف باستقلال كوسوفو (اليونان وإسبانيا وقبرص وسلوفاكيا ورومانيا) مشيرا إلى أنه، ووفقا لقواعد الاتحاد الأوروبي، يمكن للدول الأوروبية ذات السيادة فقط التقدم بطلب للحصول على العضوية، والجمهورية المعلنة من جانب واحد لا تتمتع بهذا الوضع.

*الانضمام عملية طويلة الأجل

وكان بيسليمي، نقلا عن موقع “كوسوفو أونلاين”، قد قال: “إن البلدان التي لم تعترف باستقلال كوسوفو لن تسبب لها مشكلات وهي في طريقها إلى الاتحاد الأوروبي، وبما أن الانضمام عملية طويلة الأجل، فأنا على يقين من أننا بحلول ذلك الوقت سنكون جاهزين لحل جميع الخلافات التي تحول دون موافقة هذه الدول والاعتراف بكوسوفو، وسوف تكون تلك قضية غير ذات صلة”. وكانت القيادة الصربية قد تلقت في وقت سابق تأكيدات من ممثلي الدول الخمس الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (اليونان وإسبانيا وقبرص ورومانيا وسلوفاكيا) بالحفاظ على موقفها بشأن عدم دعم الاعتراف باستقلال كوسوفو المعلن من جانب واحد.