ذكرت وسائل إعلام عبرية أنّ هناك تقديرات غير رسمية تشير إلى أن نحو 750 إسرائيلياً لا يزالون في عداد المفقودين، وأضافت: “لا يزال هناك فلسطينيون في” إسرائيل””، بعد مرور يومين على العملية الفلسطينية.
وأطلقت القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، صباح السبت، عملية عسكرية غير مسبوقة ضد ” إسرائيل”، شملت إطلاق آلاف الصواريخ واقتحام مستوطنات، وذلك ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته.
وقال مصدر محلي إن المقاومة الفلسطينية أطلقت – الأحد- دفعات صاروخية جديدة من غزة، فيما كشفت كتائب القسام أنها وجهت ضربة صاروخية كبيرة لسديروت بـ100 صاروخ ردا على استهداف البيوت الآمنة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن حماس أسرت 100 إسرائيلي منذ بدء الهجوم. وأشارت إلى أنه “لا يمكن حصر” أعداد القتلى والجرحى حتى الآن.
كما بثت كتائب عز الدين القسام مشاهد لإطلاق عدد من الطائرات المسيرة الانتحارية في عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد” إسرائيل”، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى.
ويبدو أن الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يستفق بعد من صدمة “طوفان الأقصى”، مصرا على الاستمرار في سياسة الهروب إلى الأمام من خلال مواصلة عدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني.
يأتي ذلك في وقت يعيش الاحتلال الإسرائيلي تخبطاً داخلياً، إذ قالت صحيفة “هآرتس” العبرية في افتتاحيتها إنّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “مسؤول عن الكارثة التي ألمّت بـ” إسرائيل” في عيد فرحة التوراة”.
دمار ونزوح
ومنذ مساء السبت لم تتوقف غارات الاحتلال العنيفة ضد الأحياء والمباني السكنية والمساجد والأراضي الزراعية في قطاع غزة، الذي استشهد حتى الآن 313 من سكانه، وجرح أكثر من ألفي شخص، وفق وزارة الصحة بالقطاع، فيما نزح نحو 20 ألف فلسطيني إلى مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
وقد أعلن جيش الاحتلال أنه هاجم 426 هدفا زعم أنها تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من بينها 10 أبراج سكنية حتى الآن.
واستخدم الاحتلال في عدوانه على غزة الزوارق والمقاتلات الحربية، التي سوّت أبراجا سكنية بالأرض، ودمرت مقرات بنكين على الأقل، علاوة على العديد من منازل المواطنين في أنحاء متفرقة من القطاع. وتظهر مقاطع مصورة حجم الدمار الذي لحق بالقطاع، والأوضاع الصعبة التي يعيشها سكانه، الذين فقد الكثير منهم بيوتهم وممتلكاتهم.
دعوات لمواجهة الاحتلال في كل المواقع
في المقابل دعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الأحد، الشعب الفلسطيني إلى النفير العام ومواجهة الاحتلال في كل المواقع وقطع الطرق الالتفافية على المستوطنين الإسرائيليين. وقالت حماس في بيانٍ “إنّنا نشدّ على أيدي المقاتلين الثائرين من كتائب القسام، وسرايا القدس، وكتائب شهداء الأقصى، وكل المقاومين لمواصلة الاشتباك مع العدو الإسرائيلي”. ودعا البيان الشعب الفلسطيني إلى المشاركة الواسعة في الفعاليات الجماهيرية في عموم مدن الضفة الغربية المحتلة، والتوجّه إلى نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي.
معركة” طوفان الأقصى” متواصلة
والأحد، أعلن الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة، أنّ المقاومين مُستمرين في معركة “طوفان الأقصى”. وقال أبو عبيدة: “لا يزال مجاهدونا في إطار معركة طوفان الأقصى المتواصلة بقوة الله يخوضون اشتباكات ضارية وبطولية، ويواصلون القتال على محاور عدة، مثخنين الجراح في صفوف العدو”. وأكّد أنّ قيادة القسام تمكّنت من استبدال بعض القوات بقوات أخرى في الداخل الفلسطيني المحتل، مضيفاً أن المقاومة قامت بتنفيذ عمليات تسلل جديدة خلال الساعات الأخيرة. وفي وقت سابق، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام في بلاغ عسكري، أن مجاهديها لا يزالون يخوضون اشتباكاتٍ ضاريةً في عدّة مواقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكانت مجموعة “عرين الأسود”، دعت الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية، إلى الخروج والاشتباك مع قوّات الاحتلال، تضامناً مع قطاع غزة، وذلك عند الساعة الـ11 ليلاً. وطالبت “عرين الأسود”، في بيانٍ، الفلسطينيين بالخروج إلى الشوارع “مكبّرين مهلّلين، متضرعين إلى الله بنصرِ المقاومين، الذين يخوضون معركة البطولة والانتصار”. وأسرت كتائب “القسام” عدداً من الجنود الإسرائيليين والمستوطنين، وقتلت عدداً كبيراً من قوات الاحتلال، فضلاً عن أنّها سيطرت على مستوطناتٍ في محيط غزة. وأكّدت “القسام” أنّ العملية تجري كما هو مخطط، وأنّ “طوفان الأقصى” تأتي رداً على العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ومقدساته وأسراه.
يُشار إلى أنّ عملية “طوفان الأقصى”، التي أطلقتها فصائل المقاومة، فجر السبت، من أجل اقتحام المستوطنات المحيطة بقطاع غّزة، ما زالت مستمرة حتى الآن.
تنفيذ عمليات تسلل جديدة
في السياق أعلن الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة، الأحد، أن المقاومين مستمرين في معركة “طوفان الأقصى”.
وفي التفاصيل قال أبو عبيدة: “لا يزال مجاهدونا في إطار معركة طوفان الأقصى المتواصلة بقوة الله يخوضون اشتباكات ضارية وبطولية، ويواصلون القتال على محاور عدة، مثخنين الجراح في صفوف العدو”.
وأكد أن قيادة القسام تمكنت من استبدال بعض القوات بقوات أخرى في الداخل الفلسطيني المحتل، مضيفاً أن المقاومة قامت بتنفيذ عمليات تسلل جديدة خلال الساعات الأخيرة.
ودعا الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام أبناء الشعب الفلسطيني للانخراط في المعركة.
وأشار إلى أن المقاومين يخوضون برفقة إخوانهم في كتائب القسام اشتباكات متواصلة منذ أكثر من 30 ساعة.
في وقت سابق، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام في بلاغ عسكري، أن مجاهديها لا يزالون يخوضون اشتباكاتٍ ضاريةً في عدّة مواقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف البيان أن الاشتباكات تدور في مستوطنات “أوفاكيم” و”سديروت” و”ياد مردخاي” و”كفار عزة” و”بئيري” و”يتيد” و”كيسوفيم”، لافتاً إلى أن مفارز المدفعية تقوم بإسناد المقاتلين بالقذائف الصاروخية. وفي بيان آخر، قالت كتائب القسام: “تمكّنا بفضل الله ليلة السبت وفجر الأحد من القيام بعمليات تسللٍ لتعزيز مجاهدينا بالقوات والعتاد في عددٍ من المواقع داخل أراضينا المحتلة، منها موقع “صوفا” وكيبوتس “صوفا” و”حوليت” و”يتيد” في محور رفح”. وتمكّن المقاومون من “تنفيذ عملية إبرار (عملية إنزال قوات من البحر إلى البر) ناجحة على شواطئ جنوبي عسقلان”، بالإضافة إلى السيطرة على عدة مناطق.
شرطي مصري يفتح النيران على سياح إسرائيليين
من جهة اخرى قُتل 3 إسرائيليين على الأقل من جراء إطلاق عنصر من الشرطة المصرية النار على وفد سياحي إسرائيلي في منطقة عمود السواري في الإسكندرية شمالي مصر. وأفاد مصدر أمني نقلت عنه قناة القاهرة الإخبارية المصرية بمقتل 3 أشخاص في أحد الأفواج السياحية الإسرائيلية في مزار عمود السواري في منطقة المنشية في الإسكندرية بعيار ناري أطلقه أحد أفراد الشرطة المعينين بخدمة تأمين المنطقة. وأضاف: “تم القبض على الشرطي الذي ارتكب حادث إطلاق النار”. وكان 3 جنود إسرائيليين قتلوا في حزيران/ يونيو الفائت في سيناء على الحدود المصرية الفلسطينية، بعدما أطلق الجندي المصري الشهيد محمد صلاح النار عليهم من سلاحه الحربي.
جاءت العملية المصرية الأحد بالتزامن مع اشتداد المعارك في مستوطنات غلاف غزة، التي يسيطر عليها مقاومون فلسطينيون منذ يومين ضمن عملية “طوفان الأقصى” العسكرية، التي أدّت حتى الساعة إلى خسائر تاريخية في صفوف قوات الاحتلال وصلت إلى 350 قتيلاً ونحو 2000 جريح.
فشل استخباراتي صهيوني
من جهته صرّح المُعلّق العسكري في موقع “مكور ريشون” الإسرائيلي، نوعم أمير، الأحد، بأنّ “إسرائيل” كانت من أكبر القوى الاستخبارية في العالم، حتى صباح السبت. وقال أمير في منشور في “إكس” (تويتر سابقاً) إنّ “إسرائيل” تحوّلت من قوّة استخباراتية كبرى في العالم إلى قوّة لا يوجد لديها أيّ استخبارات، خلال يومٍ واحد فقط. (في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها فصائل المقاومة في المستوطنات المحيطة بقطاع غزّة). وقارن أمير بين الفشل الاستخباراتي الذي أصاب الاحتلال الإسرائيلي قبل 50 عاماً في حرب “يوم الغفران”، مع الفشل الذي مُنيت به الاستخبارات السبت، مُعقباً أنّ الأمر الذي تغيّر هو أنّ انهارت استخباراتياً.
وأضاف أنّ “هناك فشلاً استخباراتياً خطيراً والتقديرات تُشير إلى أنّ الحرب ستمتد لأسابيع”. وأيضاً، قال محلل الشؤون السياسية في قناة عبرية، إنّ “إسرائيل” في الوقتٍ الأصعب منذ العام 1948، لافتاً إلى أنّ “إسرائيل” أمام كارثة قومية.
وتابع: “يجب أن نستفيق من غفوتنا، كلنا تائهون، نحن في كارثة، ولا نعلم أين يمكن أن نعيش”.
وفي وقتٍ سابق، حاورت صحيفة “فورين أفيرز” الدبلوماسي الأميركي، مارتن إنديك، الذي عمل سفيراً لواشنطن في “إسرائيل” لفترتين، وعلّق على عملية “طوفان الأقصى” بقوله إنّ العملية الفلسطينية تؤكد الفشل الكامل لسلطات “إسرائيل”.
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ هناك تقديرات غير رسمية تشير إلى أن نحو 750 إسرائيلياً لا يزالون في عداد المفقودين. وأقرّت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمقتل نحو 350 مستوطن إسرائيلي، من بينهم قيادات في “الجيش” والشرطة الإسرائيليين، وجرح أكثر من 1900 آخرين، في يوم واحد.
مقتل 15 مستوطناً إسرائيلياً في عسقلان
هذا وقُتل 15 مستوطناً إسرائيلياً برصاص مقاومين فلسطينيين في مدينة عسقلان، صباح الأحد، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية. وبحسب صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، استطاع المقاومون “التسلل إلى منطقة بين الطريق 4 ومافكيم، جنوبي عسقلان، قرب قطاع غزة”. وفي غضون ذلك، أعلنت كتائب القسام أنّ 5 زوارق محمّلة بمقاتلي الكوماندوز البحري التابع لها شاركت في اللحظات الأولى من معركة “طوفان الأقصى”.
كما أكد الإعلام الإسرائيلي، مقتل قائد لواء “ناحال” (أحد ألوية النخبة الإسرائيلية)، يهونتان شتاينبرغ، خلال اشتباك مع أحد المقاومين الفلسطينيين، قرب كرم أبو سالم.
وأورد الحساب الرسمي لـ”الجيش” الإسرائيلي، في منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، أنّ شتاينبرغ، البالغ 42 عاماً، كان في طريقه لتبادل إطلاق النار الذي قام به مرؤوسوه مع المقاومين الفلسطينين، فواجه مقاوماً فلسطينياً وقُتل، خلال تبادل إطلاق النار، قرب كرم أبو سالم. بالتوازي، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية انقلاب آلية عسكرية في عسقلان، مؤكدةً وقوع عددٍ من المصابين.
مصير الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة
من جاتنبها نقلت قناة عبرية عن صحيفة “وول ستريت جورنال”، الأحد، أنّ “إسرائيل” طلبت من مصر التوسط بشأن الأسرى الإسرائيليين. وفي التفاصيل، قال مسؤولون مصريون إن “” إسرائيل” طلبت من مصر المساعدة في التوسط من أجل إطلاق سراح الإسرائيليين الذين أسرتهم حركة حماس”، وفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال”. وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أنه “ليس من الواضح عدد الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في غزة”. أيضاً، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ جندياً إسرائيلياً انتحر في مستوطنة راعيم، ببندقيته الشخصية، من جراء العملية الفلسطينية. هذا وتقرر إعلان قطاع فرقة غزة منطقة عسكرية مغلقة يُمنع الدخول إليها.
وتوجّه أبو عبيدة إلى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بالقول إنّ تهديداته لغزّة “رهان خاسر بعد تساقط الجنود كالجراد، وفرار المئات منهم”، مشدداً على أنّ الكيان يواجه أزمة عميقة، “بعد أن شاهد بأس رجالنا”.
حزب الله يقصف 3 مواقع إسرائيلية
بدورها أصدرت المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله بياناً، صباح الأحد، أعلنت فيه استهدافها موقع الرادار وموقع زبدين وموقع رويسات العلم، بأعداد كبيرة من قذائف المدفعية والصواريخ الموجهة”، مؤكدة “إصابة المواقع إصابات مباشرة”.
وأكّد حزب الله أنّ الاستهداف جاء “على طريق تحرير ما تبقى من أرضنا اللبنانية المحتلة، وتضامناً مع المقاومة الفلسطينية المظفرة والشعب الفلسطيني المجاهد والصابر”.
وقالت إذاعة “جيش” الاحتلال الإسرائيلي منذ قليل: “تمّ إطلاق قذائف مدفعية من لبنان نحو مواقع للجيش في مزارع شبعا وجبل الشيخ”. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أعلنت أنّ “الجبهة الشمالية فُتحت”، مؤكدة “إطلاق قذائف هاون باتجاه مواقع في الشمال”.
مسيرات في صعدة اليمنية
كما شهدت مدينة صعدة اليمنية، الأحد، مسيرة جماهيرية حاشدة تأييداً ودعماً لعملية “طوفان الأقصى” للمقاومة الفلسطينية. ورفعت الحشود في المسيرة، العلمين اليمني والفلسطيني واللافتات والشعارات المؤكدة على وقوف الشعب اليمني ودعمه الكامل للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة غطرسة وجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن بيان مسيرات صعدة مباركته وتأييده لعملية “طوفان الأقصى”، قائلاً إنها معركة كل الأمة ومعركة كل أحرار العالم والتي كتبت زمن إذلال “إسرائيل”. وأضاف البيان: “نعلن استعدادنا لأي تطور عسكري أو ميداني تتطلبه المواجهة مع العدو الاسرائيلي”، موضحاً: “نعلن تفويضنا الكامل للسيد القائد لاتخاذ أي خيارات استراتيجية للمواجهة مع العدو في أي زمان ومكان كانت”.
إخلاء السفارة الإسرائيلية في الأردن
في سياق آخر أُخلي مبنى السفارة الإسرائيلية في الأردن، حيث عاد طاقم السفارة إلى “تل أبيب”، بعد أمر بإخلائها في أعقاب العملية الفلسطينية “طوفان الأقصى”. وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، سُحب طاقم السفارة الإسرائيلية في عمّان، خشية من خروج تظاهرات أمام مبنى السفارة.
مقطع مصور لاقتحام القسام موقع إيريز
هذا وظهرت صور لعشرات من أفراد كتائب عز الدين القسام وهم يقتحمون موقع إيريز العسكري الإسرائيلي (بيت حانون) شمال غزة. وأظهرت الصور أفراد كتائب القسام وهم يقتلون ويأسرون ضباطا وجنودا إسرائيليين. كما تظهر الصور سيطرة أفراد القسام على معـدات وعربات عسكرية.
بدوره نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي أسماء وصور 44 ضباطا ومجندا قتلوا من قواته خلال معركة “طوفان الأقصى” التي بدأتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس. وكان قد أعلن في البداية أسماء 26 قتيلا وأعلن لاحقا أسماء 18 آخرين وذلك نظرا لأن عدد القتلى لم يتم حصره حتى الآن بسبب سيطرة مقاتلي فصائل المقاومة على عدة أماكن ومواقع عسكرية وما زالت الاشتباكات في بعض هذه المواقع جارية منذ أمس. وقال بيان لجيش الاحتلال إن معظم القتلى من لواء غولاني والكوماندوز والاستخبارات والمظليين والجبهة الداخلية، وأنه تم إبلاغ عائلاتهم.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن من بين القتلى قائدَ لواء ناحل ونائب قائد وحدة ماجلان وقائد كتيبة تكشوف، وكذلك قائد كتيبة الاتصالات، إضافة إلى قائد سرية وقائد فصيل في قيادة الجبهة الداخلية. ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي رابطا على موقعه الرسمي يضم أسماء وصور جنوده الذين قتلوا. كما ذكرت كتائب القسام أنها قتلت مارتن كوزميتزاك قائد سرية في مديرية تنسيق عمليات فرض القانون. وكان مصدر في حماس أكد أن معظم ضباط قيادة المنطقة الجنوبية في” إسرائيل” وقعوا في الأسر، ومن بينهم قائد فرقة غزة الجنرال الإسرائيلي الذي انتشرت صور أسره عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
إعلان حالة التأهب القصوى في سفارات” إسرائيل” حول العالم
إلى ذلك أعلنت” إسرائيل” حالة التأهب القصوى في جميع سفاراتها حول العالم في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي بدأتها كتائب عز الدين القسام. ولا زالت” إسرائيل” تعيش حالة الصدمة من العملية التي تمكن خلالها مقاتلو المقاومة من السيطرة على المستوطنات حول قطاع غزة والسيطرة على عدة مواقع عسكرية وقتل وأسر المئات في جنود الاحتلال. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد أقر هو في خطاب متلفز بأنّ ما حدث “غير مسبوق في” إسرائيل””. وذكرت صحيفة يدعوت أحرنوت أن الخارجية الإسرائيلية أصدر أمرا لجميع سفرائها بعدم الخروج من المنزل دون الحصول على اذن من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
العدو يستهدف منازل قيادات حماس في غزة
من جهتها قالت هيئة البث الإسرائيلية إن غارات استهدفت منازل قياديي حركة حماس في قطاع غزة، بينهم يحيى السنوار ونزار عوض الله ومحمود الزهار وفتحي حماد وعصام الدعليس وكمال أبو عوان وأبو معاذ السراج، كما دمرت مقر رئاسة العمل الحكومي التابع للحركة والواقع غربي القطاع. بدورها، قالت وزارة الداخلية في غزة إن طائرات الاحتلال دمرت منزلا على رؤوس ساكنيه في بيت حانون شمال قطاع غزة.
وقد استهدفت الغارات عمارات وأبراجا سكنية، بينها برج “وطن” المكون من نحو 14 طابقا القائم في شارع الجلاء غربي مدينة غزة ويتضمن مكاتب لمؤسسات محلية وشركات ومحامين، ودمرت الصواريخ الإسرائيلية البرج بشكل كامل وألحقت أضرارا بالمباني المجاورة، وهذا هو البرج الثاني الذي تدمره” إسرائيل” في غزة خلال أقل من 24 ساعة، بعد قصف برج “فلسطين” الواقع في شارع الشهداء بحي الرمال غربي المدينة. كما دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية مقري البنك الوطني الإسلامي وبنك الإنتاج، إضافة لعدد من المنازل لمواطنين في أنحاء متفرقة من القطاع.
“المقاومون يتجوّلون والمستوطنون في الملاجئ”
إلى ذلك أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام في بلاغ عسكري، الأحد، أن مجاهديها لا يزالون يخوضون اشتباكاتٍ ضاريةً في عدّة مواقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأضاف البيان أن الاشتباكات تدور في مستوطنات “أوفاكيم” و”سديروت” و”ياد مردخاي” و”كفار عزة” و”بئيري” و”يتيد” و”كيسوفيم”، لافتاً إلى أن مفارز المدفعية تقوم بإسناد المقاتلين بالقذائف الصاروخية. وأكدت كتائب القسام أنّ العمليات أُديرت باقتدار، حيث تكبّد العدو خسائر فادحةً في الأرواح، فيما لا يزال عدد من المقاومين يواصل القتال حتى هذه اللحظات.
بدوره، قال المراسل العسكري لسرايا القدس: “ما زال مجاهدونا الأبطال من قوات النخبة يخوضون اشتباكات عنيفة في مواقع العدو العسكرية والمغتصبات، وفي محاور مختلفة من غلاف غزة”. وأضاف: “مقاتلونا يخوضون برفقة إخوانهم في كتائب القسام اشتباكات متواصلة منذ أكثر من 30 ساعة”. وبالتزامن، قالت سرايا القدس: “قواتنا تجهز على ثلاثة جنود صهاينة كانوا يتحصنون داخل غرفة خرسانية في محيط موقع كيسيوفيم العسكري قبل ساعتين”. من جهتها، قالت كتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إن المقاومين يخوضون اشتباكات عنيفة في عدّة مواقع داخل الأراضي المحتلة عام 48، منها “كفار عزة” و”بئيري” و”كيسوفيم”.
وأكدت أن “القصف الإسرائيلي الهمجي الذي يستهدف أبناء الشعب الفلسطيني ما هو إلا محاولة فاشلة لتحقيق نصر وهمي للتغطية على عجز الاحتلال أمام المقاومة التي حطمت جبروته وكسرت هيبته الأمنية والعسكرية خلال عملية طوفان الأقصى”.
وفي سياق متصل، أعلن مصدر محلي أن التعليمات لمستوطني “سديروت” حتى الآن هي عدم مغادرة المنازل، لافتاً إلى أن الاشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال لا تزال مستمرة في 6 محاور في المستوطنات. وأضاف أن المقاومة الفلسطينية تواصل التحصن في العديد من المستوطنات والمواقع الفلسطينية في غلاف غزة. بالتزامن مع ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مقاتلين فلسطينيين لا يزالون يتجولون في كفار عزة، قائلةً إن المستوطنين محاصرون في الملاجئ.
وقالت “القناة 14” الإسرائيلية إن “اشتباكاً مسلحاً يحصل في الشوارع في مستوطنة ياتيد في غلاف غزة مع مسلحين فلسطينيين”. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتسلل طائرة من دون طيار من جهة غزة باتجاه “إسرائيل”، وبأن صفارات الإنذار تدوي في مستوطنات الغلاف.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن قيادة الجبهة الداخلية أن طائرة من دون طيار اخترقت منطقة تكوما غرب النقب الشمالي. وذكرت الوسائل أنّ المقاومين الفلسطينيين سيطروا على مركبة عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة، واستطاعوا العبور بها عبر شارع رئيسي يمر بالكثير من المستوطنات، ثم خرجوا منها راجلين قبل أن يشتبكوا مع الاحتلال. ونقلت مراسلة الميادين عن الإعلام الإسرائيلي قوله إن مقاومين فلسطينيين اقتحموا “كيبوتس ماغين” وجرى تبادل لإطلاق النار.
إدانة فرنسا وبريطانيا وأوروبا نقطة عار
بدوره صرّح الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، وليد جنبلاط، الأحد، بأنّ إدانة فرنسا وبريطانيا وأوروبا عملية حركة حماس (طوفان الأقصى) تُمثّل نقطة عارٍ جديدة في سجلّهم الأسود. وقال جنبلاط في منشورٍ له عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، إنّ فلسطين والقدس ستبقيان للعرب والمسلمين، مضيفاً أنّه “في الأيام الصعبة يقع الفرز، والدول التي تدّعي الحضارة واحترام حقوق الإنسان تعود إلى جذورها الاستعمارية فتاريخها مُلطّخ بدم الأبرياء من الجزائر إلى سائر الشعوب العربية”. وكانت كلٌ من فرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي دانت، عملية “طوفان الأقصى”، دون ذكر استهدافات الاحتلال للمدنيين. وعمّت الاحتفالات في قطاع غزة والضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 وعدّة دول عربية ابتهاجاً بعملية “طوفان الأقصى”، كما باركت جهات سياسية عربية تلك العملية.
عشرات الأطفال بين شهيد وجريح
ويبدو أن “الانتقام الشديد” الذي توعد به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد حماس، التي أوجعت الاحتلال بعمليتها غير المسبوقة “طوفان الأقصى”، لا يقتصر على الحركة فقط، فقد باتت غزة كلها نساءً وأطفالا ومسنين، أهدافا مشروعة للقصف الإسرائيلي العنيف. ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد استشهد 20 طفلا وجرح 121 في غزة منذ مساء السبت، جراء غارات الاحتلال، كما أفادت مصادر طبية – الأحد- بانتشال جثامين عدة أطفال وسيدة حامل، استشهدوا في غارة شنها جيش الاحتلال صباح الأحد على أحد المنازل وسط القطاع.
رسميا..” إسرائيل” تعلن حالة الحرب
هذا وأعلن مجلس الوزراء الإسرائيلي، الأحد، رسميا حالة الحرب في البلاد جراء هجمات حركة حماس التي أودت بحياة أكثر من 600 إسرائيلي وأكثر من ألفي مصاب. وذكر مكتب نتنياهو: “وافق مجلس الوزراء السياسي الأمني ليلة السبت على حالة الحرب، وبالتالي القيام بعمليات عسكرية كبيرة وذلك وفقا للمادة 40 من قانون الحكومة الأساسي”. وأضاف: “بدأت الحرب المفروضة على” إسرائيل” من خلال الهجوم الشرس من قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023 الساعة 06:00″.
أ.ش