المتحدث باسم الخارجية في مؤتمره الصحفي الأسبوعي:

إيران تعترف بحقّ الاحتجاج في إطار القوانين

ايران تؤمن بضرورة ضمان الأمن الإقليمي عبر دول المنطقة..

في ضوء المزاعم العديدة والمتواصلة التي تطلقها الدول الغربية بشأن الأوضاع الداخلية في ايران، والمخاتلات والشبهات حول قمع بعض الإحتجاجات، والتي إن كانت قد حصلت في بلد غربي وأوروبي على وجه التحديد لكانت قامت الدنيا وما قعدت، وهو ما حدث في بريطانيا مؤخراً حيث لوّحت السلطات بإلإستعانة بالجيش في حال خرجت مظاهرات غير مرخّصة أو غير قانونية أي بموافقة القضاء الحكومي، وهو أمر فضح بشكل كبير إزدواجية المعايير الغربية.

المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني، تطرّق لهذا الأمر في مؤتمره الصحفي يوم الاثنين، كما أشار الى قضية إعدام مدان بجريمة قتل اثنين من قوات حفظ الأمن، وجرح أربعة أشخاص مدنيين، بسلاح أبيض، وقال: إيران تعترف بحق الاحتجاج والانتقاد في إطار القوانين الداخلية، لكن بعض الدول علقت على مواضيع كانت إيران تحقق فيها، وتابع: أن أعمال الشغب غير بناءة ودعمها من الخارج لا يساعد في سماع أصوات المحتجين.

وأضاف كنعاني بشأن مواقف الدول الأجنبية والغربية تجاه التطورات الأخيرة في إيران: نرفض التدخل في الشأن الإيراني، ونعتبره يتناقض مع ميثاق وآليات الأمم المتحدة، قائلا: شهدنا بعض السلوكيات السيئة والتدخلات غير البناءة في الشأن الإيراني وأبدينا ردود فعل بمواقف حازمة وبنفس المستوى.

*ضمان الأمن الإقليمي

إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن بضرورة ضمان الأمن الإقليمي عبر دول المنطقة، وأن ايران لن تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها الداخلية، ونعتبره يتناقض مع ميثاق وآليات الأمم المتحدة.

وأضاف: فيما يتعلق بقضايا المنطقة، نتمسك بسياسة حسن الجوار القائمة على المصالح والمبادئ المشتركة، وندعم أي مبادرة في هذا المجال، قائلا: لا نقبل أي ادعاءات ولا نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا الداخلية والتعليق على وحدة الأراضي الإيرانية ونلتزم بالتعاون الإقليمي على أساس المبادئ والمصالح المشتركة وسنواصل جهودنا في هذا المسار. وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى الذكرى السنوية لإعلان العراق النصر على تنظيم “داعش” الإرهابي، مثمنا ذكرى الأبطال الذين دافعوا عن المقدسات في العراق وسوريا والمنطقة.

*مؤامرة نظام الهيمنة

وأشار كنعاني إلى تضحيات الفريق الشهيد قاسم سليماني ورفيقه أبو مهدي المهندس في مجال مكافحة الإرهاب الدولي، معتبرا إياهما بطلين كبيرين في هذا المجال .وأضاف: نخلد ذكرى كل المحاربين الشجعان الذين ضحوا بأرواحهم في طريق المقاومة ضد مؤامرة نظام الهيمنة في المنطقة وحاربوا إرهاب داعش واتخذوا خطوات لاستتباب الأمن والاستقرار  والسلام لشعوب المنطقة.

وفيما يخصّ مفاوضات فيينا أكد كنعاني أن أطراف المفاوضات معروفة ونحن جاهزون لاستمرارها، ونؤكد على مواقف إيران المبدئية وفي هذا الإطار سندعم المصالح الأساسية لإيران.

*الدور الاستفزازي لوسائل الإعلام

وعن الدور الاستفزازي والتدخلي لبعض وسائل الإعلام المعادية للجمهورية الإسلامية الناطقة بالفارسية، قال: لقد أوضحنا وجهات نظرنا حول إجراءات بريطانيا التي تحتضن قناة إيران اينترنشنال واتخذنا بعض القرارات. وفي المجال الدبلوماسي، أعلنا احتجاجنا لسفراء بعض الدول الداعمة لهذه القنوات المعادية في طهران. لافتاً إلى أن هذه القنوات المعادية قامت بتحريض مثيري الشغب ودعمهم وتعليمهم أعمال إرهابية وكيفية مواجهة القوات الأمنية، وخلق الفوضى مما أسفرت هذه الأعمال عن تعرض المواطنين الإيرانيين للأذى ولقي البعض حتفهم خلال أعمال الشغب. وبشأن الأوضاع بأفغانستان أكد أن إيران تبذل المساعي لإحلال السلام والاستقرار في أفغانستان.

*مزاعم إرسال أسلحة لروسيا

كما قال المتحدث باسم الخارجية إن الادعاءات الغربية بشأن طلب إيران من روسيا إرسال معدات عسكرية لقمع المحتجين، مجرد أكاذيب تروجها وسائل إعلام خاصة، مضيفا أنه لا صحة لمثل هذه الادعاءات حول الاستعانة بروسيا لقمع الاحتجاجات، واعتبرها مجرد أكاذيب تروجها وسائل إعلام خاصة. وتابع إن التعاون مع وروسيا مستمر ويتعزز، ولا سيما في المجال الدفاعي لكن لا أستطيع التعليق على تفاصيل التعاون الدفاعي بيننا، لافتا إلى أن هذه الادعاءات ضد طهران لها أهداف ودوافع سياسية، وهي تأتي من قبل دول تزود أحد أطراف الحرب (في أوكرانيا) بالسلاح لاستمرار النزاع والتستر على دور هذه الدول في اندلاع الحرب واستمرارها.

*العلاقات مع الصين

واعتبر كنعاني طرد إيران من لجنة الأمم المتحدة المعنية بالمرأة، قراراً غير بناء ويغاير طبيعة عمل هذه المنظمات وأجندة الحكومة الأمريكية فيما يتعلق بحقوق المرأة، قائلا: من المؤسف للغاية أن هذه الدولة التي تتشدق بالدفاع عن حقوق المرأة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تحاول حرماننا من حقنا القانوني بالحضور في اللجنة بطرق غير مشروعة.

وقال كنعاني حول تعليق اتفاقية تبادل السجناء مع إيران من جانب الحكومة البلجيكية: يؤسفنا أن يتأثر التعاون القضائي بين البلدين بالسياسة، معتبرا أن تنفيذ هذه الاتفاقية كان خطوة بناءة من شأنه مساعدة مواطني البلدين.