أبهرت العالم ونقلت المعركة داخل المستوطنات

“طوفان الاقصى” أنعش جسد الامة الاسلامية بعد احتضاره بسموم التطبيع

أظهرت عملية "طوفان الأقصى" أن الرهان على الكيان الصهيوني سيكون خاسرا بلا شك، وأن النجاة هي التمسك بمحور المقاومة الإسلامية.

سداد الخفاجي..

ليومها الخامس على التوالي تستمر عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية والتي باغتت فيها الكيان الصهيوني والمجتمع الدولي بصورة عامة، عملية نوعية قلبت المعادلة المعتادة للحرب منذ سنوات في فلسطين، فللمرة الأولى تجد فيها القوات المحتلة نفسها في موقع المهزوم والهارب، فقد استطاعت المقاومة بضرب العمق الإسرائيلي ونقل المعركة داخل مستوطنات الاحتلال.

 

ووجهت عملية “طوفان الأقصى” ضربة قوية الى الداعين للتطبيع خاصة بعض الدول العربية التي دعت مرات عدة الى التطبيع مع الكيان الصهيوني بشكل مباشر، وأظهرت أن الرهان على الكيان الصهيوني سيكون خاسرا بلا شك، وأن النجاة هي التمسك بمحور المقاومة الإسلامية.

 

أكبر عملية تهز الكيان الصهيوني

 

ويعتبر مراقبون أن العملية تعتبر أكبر هزة للكيان الصهيوني منذ عام 1973، خاصة أنها ضربت العمق الإسرائيلي وفاقت جميع التوقعات، وأن أسلوب الهجوم الذي اعتمدته فصائل المقاومة الإسلامية جديد وغير مسبوق ، وبالتالي وضعت الفلسطينيين في موقع الهجوم، والإسرائيليين في مرمى نيران المقاومة وهذا يعكس تطوراً كبيراً في الجانب العسكري والتكتيكي، يمكن أن يشكل في المستقبل عاملاً أساسياً في الانتصارات واسترداد الأراضي المغتصبة.

 

استمرار المقاومة الفلسطينية بتوجيه الضربات للكيان الصهيوني وبنفس الوتيرة لليوم الخامس، جعله في حالة هستيرية وهلع كبير، مما دفعه لإخلاء الكثير من المستوطنات خشية استهدافها صاروخياً أو تسلل عناصر المقاومة الى تلك المستوطنات وأسر عدد جديد من الإسرائيليين، خاصة أن القوات المحتلة لم تعتَدْ على مثل تلك العمليات العسكرية، إذ اقتصرت ردود أفعال المقاومة الفلسطينية ولسنوات طويلة على توجيه ضربات صاروخية للكيان الصهيوني.

 

ابتكار أساليب جديدة للهجوم

 

وطورت المقاومة الفلسطينية قدراتها العسكرية بشكل لافت للنظر، وظهرت بصورة متكاملة ومختلفة، عبر ابتكار أساليب هجومية جديدة ومؤثرة، وشوهدت نتائجها بشكل واضح منذ الساعات الأولى لانطلاق عملية “طوفان الأقصى”.

 

وبهذا الصدد يقول المحلل السياسي السوري أيهم مرعي في تصريح لـ”المراقب العراقي” إن “عملية طوفان الأقصى تعتبر أكبر ضربة للكيان الصهيوني، منذ سنوات كثيرة، وكانت مفاجأة للجميع، مؤكداً أنها وجهت ضربة للعدو في الصميم”.

 

وأضاف مرعي أن “المقاومة الفلسطينية اكتسبت قدرات جديدة وأظهرتها عبر “طوفان الأقصى”، مؤكداً أن تلك العملية يُجهّزُ لها منذ فترة طويلة لما فيها من تنسيق عالٍ على المستويات كافة”.

 

وبين أن “العملية أظهرت ضعف الكيان الصهيوني وأن قوته العسكرية واهنة، وتعتبر رسالة الى الداعين للتطبيع مع هذا الكيان المهزوز بأن مراهنتهم خاسرة”.

 

وأشار الى أننا “اليوم نرى شكلا جديدا من المقاومة الفلسطينية، والسر يكمن في رفع مستوى الدعم من محور المقاومة بشكل عام، والمتمثل بالجمهورية الإيرانية الإسلامية وحزب الله وسوريا وفصائل المقاومة العراقية”.

 

واعتقد المحلل السياسي السوري أن “تكون لعملية طوفان الأقصى انعكاسات إيجابية على مجمل دول المنطقة، خاصة فيما يتعلق بإفشال المخططات الغربية في سوريا والعراق”.

 

وكان للإعلام الفلسطيني دور فعال وقوي في نقل أحداث المعركة أولا بأول، وساعد كثيراً بالانتصارات التي حققتها المقاومة الفلسطينية ورفع الحالة المعنوية للمقاتلين.

 

الإعلام الحربي للمقاومة أربك العدو

 

ويقول الكاتب والإعلامي الفلسطيني مصطفى اللداوي بهذا الخصوص إن “الإعلام الحربي له دور أساسي وكبير في انتصارات المقاومة الفلسطينية، ولا يمكن أن ننكر هذا الدور، لأن الحرب النفسية تشكل جزءاً كبيراً من المعارك”.

 

وأضاف اللداوي أنه “منذ اليوم الأول كثفت وسائل الإعلام الفلسطينية من تغطياتها لعملية “طوفان الأقصى”، كذلك وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير في نقل الصورة من خلال نشر مقاطع الفيديو الحية لتصل الى أكبر عدد ممكن من دول العالم”.

 

وبين أن “توظيف منصات التواصل الاجتماعي من أجل إحداث أكبر قدر من الإرباك للجانب الإسرائيلي، وهو ما نجحت فيه إلى حد بعيد بسبب الارباك الحاصل بين الإسرائيليين”.

 

وفي وقت سابق أظهرت مقاطع فيديو توثق لحظة دخول المقاومة الفلسطينية الى المستوطنات الإسرائيلية، وقتل وأسر عدد كبير من الجنود الصهاينة، مما تسبب بحالة من الذعر والهستيريا كانت واضحة من خلال تصريحات المسؤولين الإسرائيليين.

 

وانتشرت حالة هلع كبيرة بين الإسرائيليين عقب انطلاق معركة “طوفان الأقصى” ما تسبب بخلو رفوف المتاجر من السلع والمواد الغذائية، ونزوح الكثير من سكان المستوطنات الى خارج المدن خوفاً من ضربات المقاومة الفلسطينية”.

 

أ.ش

المصدر: المراقب العراقي