“إسرائيل” قاعدة عسكرية غربية ومنظومة إرهابية دولية

هذه الانتهاكات الإرهابية ترتقي الى مستوى إبادة بشرية وجريمة حرب والتي تجرمها القوانين الدولية والمحاكم الجنائية والمواثيق الاممية

لندن – د. أحمد الزين

 

إنطلاقا من عقيدتنا الاسلامية المحمدية الاصيلة، وشعوراً منا بالتكليف الشرعي والمسؤولية الدينية والاخلاقية والانسانية، ندين ونستنكر بشدة الارهاب الصهيوني في غزة وما يقوم به الجيش الصهيوني بامر من حكومته (المدعومة أمريكيا وأطلسيا) من شنّ غارات جوية مكثفة وقصف على السكان المدنيين وتدمير الابنية السكنية والمستشفيات والمراكز الصحية وإستهداف المساجد ودور العبادة وسيارات الإسعاف والمسعفين، وقتله وجرحه الآلاف من النساء والاطفال والشيوخ بدم بارد، وقطع المياه والكهرباء والوقود، وإرتكابه جرائم ومجازر.. هذه الانتهاكات الإرهابية ترتقي الى مستوى إبادة بشرية وجريمة حرب والتي تجرمها القوانين الدولية والمحاكم الجنائية والمواثيق الاممية..

 

كما نعلن تأييدنا المطلق للشعب الفلسطيني المقاوم الآبي في تحرير أرضه، وتضامننا المتواصل مع أهلنا المحاصرين في غزة هاشم والعزة والاباء والشموخ، ودعمنا الثابت للمقاومة الفلسطينية الشجاعة وخيارها الذاتي في الدفاع عن ارضهم وشعبهم ووجودهم.. ونعلن بأننا براء من كل هؤلاء العربان المتفرجين الصامتين الساكتين والحياديين والمتخاذلين ومن رؤساء الدول العربية وقادة الخليج المطبعين والعملاء والخونة ومن كل من يحمل الفكر الوهابي الداعشي التكفيري الذي يفتي بمحاربة وقتل المسلمين ولا يعادي ولا يكفّر ولا يحارب الصهاينة والمستوطنين المجرمين والمحتلين لفلسطين العروبة..

 

لقد اصبح واضحا بان الغرب يستعمل هذه القاعدة العسكرية “إسرائيل” لتحقيق اهداف سياسية ومصالح استراتيجية مرتبطة بأمنهم القومي (كما يزعمون) وباجندات ومشاريع استعمارية تهدف الى إرعاب الانظمة المعادية لها وتخويف شعوبها وضرب المجتمعات الآمنة التي تحتضن فكر وثقافة المقاومة والممانعة.. وإبقاء تفوق ”اسرائيل“ العسكري والامني لفرض السيطرة والهيمنة على المنطقة، وتقسيم بلدانها وإنشاء قواعد عسكرية جديدة تكون مقرا وممرا لسرقة ثرواتها الباطنية من نفط وغاز ومعادن ثمينة (كما تسرق أمريكا نفط سوريا).. وجعلها اسواق استهلاكية لبيع السلاح والسلع.. ولتبقى شعوب الغرب تعيش برفاهية ورخاء وتطور وأمان وسلام على حساب نهب خيرات وثروات الاوطان وإراقة دماء الشعوب المستضعفة..

 

لتحقيق تلك المصالح الاقتصادية والمشاريع الاستعمارية والحفاظ على مكتسباتهم الاستثمارية، خرجت بيانات الحكومات الغربية لدعم الكيان الصهيوني المأزوم من امريكا وايطاليا وفرنسا والمانيا وبريطانيا لرفع معنويات جيشه المهزوم ومستوطنيه المرعوبين ووقف الهجرة المعاكسة والتخفيف من حدة أزمته الوجودية.. كما حركّت أمريكا اساطيلها وجيوشها دعما للارهاب الصهيوني وأعطت الضوء الاخضر للوحش الصهيوني بان يستعمل أسنانه ومخالبه وآلته العسكرية ليعيث في الارض فسادا ورعبا وإرهابا وقتلا ومجازرا، (كما فعلت المنظمات اليهودية الارهابية “هاغانا”، “شيترن”، و”الإرغون” في 1948، بارتكاب مذابح بحق الفلسطينيين ودفعهم للتهجير وأحتلوا بيوتهم وأرضهم)، واليوم يعيد التاريخ نفسه باستخدام الصهاينة المحتلين أستراتيجية التوحش وهذا الكم الهائل من الإرهاب والقتل والتهجير والدمار لإرضاء المستوطنين المتعطشين للدماء، وثم كورقة ضغط سياسية في المفاوضات (المتوقعة في نهاية المطاف) وتحسين شروطهم وفرض أجنداتهم الاحتلالية والتهويدية.. ولتحقيق مآربهم الاستعمارية بأساليب السياسة ما لم يستطيعوا تحقيقه من وقائع الميدان والحرب. ولنتذكر هنا تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية وسجله الحقوقي الاسود والتي نشأت نشأة مماثلة، وقامت على إبادة 80 مليون من الهنود الحمر، وفوق أراضي شعوب أخرى بما في ذلك المكسيك.

 

هذه الاعمال الارهابية وحالات القتل الجماعي وإبادة العائلات من إطفال ونساء وشيوخ في غزة.. تتحمل مسؤوليتها الحكومات الامريكية والغربية وهم شركاء في الإجرام والإرهاب والقتل والدمار لانهم يكيلون بمكيالين، من جهة يتظاهرون بمظهر الحضاريين المدافعين عن حقوق الانسان والقيم الانسانية كذبا وزورا ونفاقا.. ومن ناحية اخرى يغذون الوحش الصهيوني بالدماء ولحوم البشر.. ويدعمونه باحدث الاسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا.. ومن ثم يدمرون الحضارات ويدمرون الاوطان ويغيّرون الانظمة ويهجرون الشعوب ويستولون على خيراتهم واراضيهم..

 

ونعتقد اعتقادا جازما بإن عدالة السماء تحتم العقاب والعذاب للمجرمين والقتلة والطغاة (هلاك فرعون وجنوده بـ “طوفان البحر” أنموذجا).. وما شهده الكيان الصهيوني الغاصب وجيشه ومستوطناته في غلاف غزة منذ السابع من اكتوبر 2023، من ردة الفعل الطبيعية، والانتقام المشروع من جرائمه، وهجوم “طوفان الاقصى”، والمباغتة غير المسبوقة، وغنيمة الاسرى، وهزيمة الجيش الصهيوني، والتفوق على أنظمته الاستخباراتية والامينة والعسكرية ما هو إلا اول الغيث في أحداث التغييرات الجذرية التصاعدية في أساليب المواجهة مع هذ العدو.. وتغليب موازين القوة، وبناء القدرات والروح القتالية، وتقديم التضحيات، وتنسيق الجهود وتوحيد الجبهات والساحات لصالح قوى المقاومة ومحورها وشعوبها.. والتي قلبت السحر على الساحر.. وحققت الانتصارات المتتابعة والتي تحتم حكما عند إندلاع الحرب الكبرى ستؤدي الى زوال “إسرائيل” من الوجود.. وكما قال أمير المؤمنين علي (ع): ”من سل سيف البغي قتل به”.

 

أ.ش