الشهيد يوسف كلاهدوز :

نشر ثقافة الإيثار والتضحية عملياً في المجتمع

تعاون الشهيد مع المجاهدين الإسلاميين لإرسال العناصر الثورية إلى جبهة فلسطين

2022-12-14

المولد والنشأة

ولد الشهيد يوسف كلاهدوز عام 1946م في مدينة قوجان شمالي إيران. ترعرع في ظل أبوين مؤمنين حيث عُنيا بتربيته تربية إسلامية سليمة حتى بانت هذه التربية على دراسته، ما أثار انتباه المعلمين والمدرسين في مختلف المدارس التي التحق بها. بالتحاقه بالمرحلة الثانوية بدأ الشهيد مرحلة جديدة من حياته عبر قراءة الكتب الدينية وتنمية معلوماته العلمية والتعرف على أحكام الإسلام النيّرة. وإثر ذلك أسس بمعية زملائه في الدراسة مكتبةً للمطالعة بالمدرسة ودعا الشباب التوّاق إلى المطالعة والاجتماع فيها. وعلى الرغم من السعي الحثيث من جانب نظام الشاه لمحو آثار الثقافة الإسلامية، إلاّ أن يوسف وزملاءه لم يتوانوا في بذل أي جهد من أجل إضفاء الطابع الإسلامي على أجواء المجتمع، فاقترح إقامة صلاة الجماعة في المدرسة ولاقى تأييداً من جانب زملائه. لم يكتف الشهيد بمطالعة الكتب الدينية فحسب، بل همّ في نقل هذه المطالعات إلى الآخرين بأحسن وجه، وعمل جاهداً على نشر ثقافة الإيثار والتضحية عملياً في المجتمع، فأصبح قدوةً للآخرين في كل حركات وأعماله.

 الالتحاق بكلية الضباط

رغم إيمان الشهيد بأن جيش النظام البائد ليس بالمكان المناسب للعناصر المؤمنة، إلاّ أنه بعد إنهاء دراسته الثانوية التحق بكلية الضباط تحقيقاً لأهداف خاصة، فكان يتظاهر في الكلية بولائه للنظام، لكنه يعمل سراً على نشر القيم والمبادئ الإسلامية وانتقاء العناصر المؤمنة وربطها بالتنظيمات الإسلامية والمناضلة والسائرة على نهج الإمام (قدس)، وبهذا استطاع توسيع رقعة الجهاد ضد النظام الملكي إلى داخل مراكز النظام.

خلال هذه الفترة كان له تعاون مع المجاهدين الإسلاميين لإرسال العناصر الثورية إلى جبهة فلسطين، ورغم الأجواء الإرهابية والخانقة التي كانت سائدة آنذاك، إلاّ أنه ظل على اتصال مع الإمام الخميني(قدس) عبر وسائط متعددة مستلهماً من ارشاداته وتوجيهاته، ساعياً ليل نهار إلى تنظيم القوى المؤمنة والإسراع في حركة الثورة نحو الانتصار، كما كان يزوّد الإسلاميين بالمعلومات السرية التي يحتاجونها في تحركاتهم.

   كيفية الاستشهاد  

عندما كان عائداً عام 1981م مع سائر قادة الحرب وعدد من جنود الإسلام من جبهات الحرب المفروضة في طائرة حربية، سقطت بهم الطائرة في منطقة كهريزك بطهران، ما أدى إلى استشهاده مع سائر القادة، وبذلك عرجت روحه الطاهرة إلى بارئها. أشاد به الإمام الخميني (قدس) في ندائه بمناسبة استشهاد هؤلاء القادة بالقول: “لقد كانوا خداماً شرفاء وملتزمين، سعوا قبل الثورة وبعد انتصارها بعزة وشجاعة في سبيل أهدافهم، والتحقوا بجوار الرحمة الإلهية وهم يخدمون وطنهم الإسلامي”.