أحد قادة الحركة الاسلامية في نيجيريا لـ الوفاق:

السعودية تقف وراء مجزرة زاريا

أنشطة الحركة الإسلامية في نيجيريا متواصلة ولم تتوقف وتقام المراسم في جميع المدن..

2022-12-17

“زاريا” مدينة تتموضع في نيجيريا ذاع صيتها قبل سبع سنوات حينما إنتشرت الأخبار عن إرتكاب جريمة كبيرة جدا في حق الشيعة هناك على أيدي المسلحين المدعوين من قبل الحكومة السابقة. قدّمت الشيعة في نيجيريا مئات الشهداء لاسيّما ستّ أولاد لزعيم الشيعة في نيجريا سماحة الشيخ إبراهيم الزكزاكي بينهم طفل بلغ من العمر 13سنة. بمناسبة الذكرى السنوية لجريمة زاريا أجرت صحيفة الوفاق حواراً خاصاً مع الدكتور شعيب محمد وهو أحد من قادة الحركة الإسلامية في نيجيريا والذي يُعتَبَر من أبرز تلامذة الشيخ الزكزاكي، وفيما يلي نصّ الحوار:

اليوم هو الذكرى السنوية لمجزة زاريا في نيجيريا، ماهي تفاصيل هذه الحادثة المؤلمة التي مرّت بشيعة نيجيريا؟

في مثل هذا اليوم يعني 12 ديسمبر سنة 2015 .م من دون وجود أيّ سبب، أتى مسلحون منتمون إلى المنظمة العسكرية التابعة للحكومة النيجيرية والتي يُشرف عليها الجيش النيجيري إلى حسينية بقية الله ووجدوا الناس فيها يتجهزون لمراسم الذكرى السنوية إستشهاد الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام وبدؤوا بمحاصرة الحسينية، وهاجموا على الناس الأبرياء الذين إجتمعوا في ذلك المكان، وقتلوا عدداً كبيراً من الذين كانوا هناك وألقوا القبض على كثير منهم وأخذوهم إلى السجن، وواصلوا الهجوم إلى اليوم الثالث عشر. إستخدم هؤلاء المسلّحين القنابل والأسلحة في هجومهم ودمّروا الحسينية بشكل كامل ثمّ ذهبوا إلى بيت زعيم الشيعة في نيجيريا وهو الشيخ إبراهيم الزكزاكي حفظه الله، وهجموا وألقوا القبض عليه وقتلوا كلّ من تواجد في البيت برصاصات حيّة، وسفكوا دماء الأبرياء الكثيرين هناك. هذا بينما واصلوا الهجوم إلى اليوم الخامس عشر ولم تمنعهم الحكومة ولم تصدر أيّ قرار في هذا الشأن. هؤلاء المسلحون إستخدموا أساليب وحشية جداً حيث إستهدفوا الناس عشوائيّاً فإثر ذلك الهجوم سقط الكثير من الأطفال والنساء والرجال. والجدير بالذكر أنّه إستشهد في هذه الجريمة ستّة من أولاد سماحة الشيخ الزاكزاكي على يد هؤلاء المجرمين.

ما هو السبب وراء الهجوم على الحسينية وبيت سماحة الشيخ؟

يمكن أن يقال أن السبب يمكن أن يُنظر إليه من جهتين. السبب الأول هو الذي إستمسكت به الحكومة  وصدر عنها هو أنهم يدّعون أنّ أتباع سماحة الشيخ سدّوا الطريق أمام رئيس قائد الأركان ومنعوه من المرور في طريق كان قريباً من حسينية بقية الله، ولكن هذا السبب، بنفسه ضعيف جداً لأنّهم لو كان السبب الحقيقي للهجوم لوجب على الشرطة بأن تأتي وتفتح الطريق، ولو بقتل هؤلاء الذين سدّوا ويسمح بأن يمرّ من يريد المرور الطريق، ولكن في الحقيقة أنّه ليس سبباً بل إنّهم جاءوا بأدوات حربية مختلفة قبيل صلاة الظهر لديهم كاميراوات لإلتقاط الصور وتسجيل الفيديوهات عن الهجوم. بعدما جاءوا إلى الحسينية بدءو يطلقون الرصاص على المؤمنين المتواجدين في داخل الحسينية ولاعلى الأشخاص الذين كانوا في الشرع ومنعوا رئيس الأركان بناءاً على زعمهم. هؤلاء الناس كانوا داخل الحسينية وتجهّزوا للصلاة. هذا الهجوم المسلح إستمر لساعات حتى تمكنوا من تفجير الحسينية وتدميرها بشكل كامل وسفك دماء الكثير من الناس.

بعدما ما فعلوا ذلك إنقسم المسلحون إلى قسمين ذهب مجموة منهم إلى بيت سماحة الشيخ الزاكزاكي بينما بقيت مجموعة أخرى أمام الحسينية والجدير بالذكر أن الفاصلة من الحسينية إلى بيت سماحة الشيخ كانت كبيرة جداً وبدأوا يطلقون الرصاص والقنابل على بيت سماحة الشيخ وقتلوا الكثير من الناس. لو كان السبب هو سدّ الطريق أمام الجيش فلماذا جاءوا إلى الحسينية وبيت سماحة الشيخ، وقتلوا الناس الأبرياء؟! هل هذا معقول؟! تم تدمير الحسينية بشكل كامل ومن لم يُستشهد من هؤلاء الذين كانوا في الحسينية أخذوا إلى السجن. قام المسلحون بعدما إنتهوا من القمع بإحراق جثامين الشهداء وكان بينهم من لم يستشهد في الهجوم وظلّ حياً، إلاّ أنهم إستشهدوا بعد إحراق جثامينهم.

حتى اليوم الخامس عشر من ديسمبر كانوا يتردّدون بين بيت سماحة الشيخ والحسينية، قتلوا كل من رأوه أو ألقوا القبض عليه بالقرب من بيت الشيخ.

أنا أعتقد أنّ السبب الرئيسي هو ما تفوّه به أحد الوزراء السعوديين الوهابيين في لقاءه مع إذاعة على أنهم هم الذين قاموا بقتل هؤلاء المؤمنين ليحاولوا تقليص قوة إيران في نيجيريا والتصدي لنفوذ إيران في القارة الإفريقية. هذا هو السبب الحقيقي وهو تقليص نفوذ إيران في أفريقيا. لاسبب لهذا الهجوم غير هذا السبب. وهناك أمور تُكشف من خلالها الحقيقة وهناك معلومات عن تدبير السفارة السعودية في نيجيريا لهذا الهجوم.

ماذا كانت ردّة فعل سماحة الشيخ الزاكزاكي على قضية إستشهاد أولاده؟

طبعا ردة فعله كانت غير متوقعة من قبل الناس العاديين حيث توقع الجميع بأن تتدهور حالته الصحيّة حين تلقي خبر إستشهادهم وهكذا الأمر طبيعي لو يصدر من أب تجاه مثل هذه الواقعة المؤلمة ولكن ردة فعله كانت جميلة جدا حيث قال: “ربّ تقبّل منّي هذا القربان”، أي إنّه جعل أولاده قرباناً في سبيل الله. هذا الردّ أعجب الكل، الموالين وغيرالموالين. تعجّب الناس من هذه النفسية التي تمتّع بها سماحة الشيخ فطبعاً كذلك الرد والموقف يشيران إلى البعد الإيماني والروحي الرفيع له.

 هل رُفِعَت الشكوى ضد المتورطين في هذه الجريمة؟

طبعاً رُفعت الشكوى إلى المحكمة ضد الحكومة وضد هؤلاء الذين قاموا بهذا القمع الوحشي، ونتيجة هذه الشكوى أُصدر قراراً منها لإطلاق سماحة الشيخ الزكزاكي، ودفع مبلغ من المال مقابل هذا الهجوم العشوائي الذي يُعبّر عنه باللاشرعي. أصدرت المحكمة حكماً مبيناً على براءة الشيخ من جميع التهم الموجهة إليه من قبل الحكومة في ذلك الحقبة وفتلو إصدار الحكم أُلزمت الحكومة والجيش بتقديم المبلغ المحدد لسماحته وبناء بيت له إضافة إلى إطلاق سراحه ولكن بالأسف لم تعمل الحكومة في ذلك الوقت بهذا القرار الصادر وأيضا رُفعت شكوى إلى منظمة دولية ولكن لم نرى نتيجة حتى الآن.

هل لازالت تواصل الحركة الإسلامية أنشطتها في نيجيريا؟

أنشطة الحركة متواصلة ولم تتوقف ولم تتوانى في كل الأوان وفي كل اللحظات وفي كلّ المناسبات والمآتم للأئمة عليهم السلام يقام فيها المراسم في كلّ مدن نيجيريا، كما كانت عليه سابقاً بل الآن تكون الأنشطة أكثر من السابق. الأنشطة للحلركة لم تتوقف ولا لحظة بعد إعتقال سماحة الشيخ والآن وبعد إطلاق سراح سماحة الشيخ تواصل أنشطتها بقوة.

كيف الوضع الصحي لسماحة الشيخ الزكزاكي؟

بالنسبة لصحة الشيخ الزكزاكي، طبعاً تعلم إذا أصيب شخص قد قضى عمراً طويلاً في حياته بلغ عمره أكثر من ستّين سنة ترى فيه نوعاً من الضعف الجسمي، الذي يُبتلى به الكلّ ولكن الأمر العجيب في سماحة الشيخ أنّه لابعد الرصاصات التي أُطلقت عليه ولابعد الهجوم الذي شنّ عليه واستشهد على إثره أولاده لم يتوانى جسمياً، ويقال عن صحته بأنّها تتحسّن ولكن يوجد بعض من شظايا الرصاصات في جسمه، لهذها السبب هو بأشد الحاجة إلى معالجة خاصة، وإخراج هذه الشظايا من جسمه ومن جسم زوجته الكريمة، ولكنّ الحكومة للأسف لم تقدّم إليه حتى الآن جواز السفر لسماحة الشيخ حتى يتمتع بالخروج من البلاد ويخضع للعلاج هو وزوجته الكريمة. يمارس الآن سماحة الشيخ أنشطته، ويشارك مع زوجته الكريمة في المراسم التي تقام في العاصمة. وأرجو جميع المؤمنين أن لاينسوه من صالح دعاءهم.

المصدر: الوفاق

الاخبار ذات الصلة