على خلفية ضغوط جديدة دبّرتها أمريكا..

فقاعة حقوق الإنسان الغربية حول إيران

الغرب يقول أن العقوبات الأمريكية والغربية تستهدف الحكومة وحرس الثورة الاسلامية ولكن في الواقع هذه العقوبات تستهدف المواطنين..

2022-12-17

تواصل الدول الغربية إستغلال ملف حقوق الإنسان في ايران، وتوظيفه كمطيّة لتحقيق أجندتها السياسية المتمثّلة بتكثيف الضغوط على البلاد وإن كان على حساب الشعب، حيث عملت عدة دول بسرعة على فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الاسلامية مؤخراً رداً على مزاعم احتواء الإحتجاجات التي وصفها الغرب بـ “السلمية” في حين أن من يرصد حجم الخراب الذي تسبّبت به أعمال الشغب في البلاد سيدرك أن ما خفي كان مؤامرة مُدبّرة ومنسّقة لتقويض الأمن في ايران وعرقلة تقدّمها.

في أقل من ثلاثة أشهر، فرضت الجهات الفاعلة الغربية وبشكل جائر ومسيّس أمام مرأى العالم عقوبات على 113 فرداً و17 كياناً في إيران بذرائع واهية لا صحّة لها وتستند الى شهادات أشخاص إشتهروا بعمالتهم للغرب وعدائهم للثورة الإسلامية، مع 7 دفعات من التصنيفات الصادرة عن كندا، و 5 من الولايات المتحدة، و 3 من بريطانيا، و 2 من قبل الاتحاد الأوروبي.

*لماذا الغرب مُستثنى من العقوبات

التصعيد الغربي ضد إيران الذي يأتي في ظل تدهور ملف حقوق الإنسان في الدول الأوروبية والأمريكية أثار استغراب المراقبين للشأن الإقليمي. حيث قال أكاديميون: إن الولايات المتحدة والغرب بشكل عام يتعاملون مع حقوق الانسان بحسب الدول التي يكون فيها الإنسان معرضا للانتهاك، مشيرين الى انه إذا كانت هذه الدول حليفة ومتناغمة مع السياسات الاميركية عند ذلك لا يوجد فيها انتهاك لحقوق الانسان بحسب رأيهم. أما اذا كانت الدولة مناهضة وتسعى الى سياسات مستقلة فأي ذريعة هي انتهاك لحقوق الإنسان. وأضاف الأكاديميون إن الغرب يقدم نفسه على أنه حريص على حقوق الانسان عبر أساليب المكر، ويفرض عقوبات على دول لأنها تنتهك حقوق الانسان وبذلك يزعم بأنهم ذروة حماية حقوق الانسان والحضارة البشرية التي تهتم بمصير الإنسان في كل مكان، في الوقت الذي تُرتكب فيه يوميا عشرات الجرائم والإنتهاكات لحقوق الانسان في الدول الغربية، وتتصدر أمريكا قائمة المنتهكين في هذا الصدد.

خير مثال على ما طرحناه سالفاً، هو تلويح بريطانيا مؤخراً وفي ظلّ تردّي الأوضاع الإقتصادية فيها، والإحتجاجات الواسعة التي تكدّست بها شوارعها، بإنزال الجيش الى الشارع لقمع المتظاهرين، والذريعة في ذلك هو أن الإحتجاجات غير قانونية، في حين أن أعمال الشغب والتخريب في ايران مشروعة وقانونية وحق من حقوق الانسان، وشنّت القوى الأمنية في الدول الغربية حملات قمعية عدّة للجم أفواه الرافضين للحرب في أوروبا الشرقية أيضاً، والغاضبين من تردّي الأوضاع الإقتصادية المتفاقمة يوماً بعد يوم.

*على من تحلّ لعنة العقوبات؟

ويؤكد العديد من الخبراء أن عقوبات الغرب تتحول الى تنفيذية إذا كانت الدولة المستهدفة معادية لسياسات الهيمنة الأمريكية. ويرى الخبراء أن هناك لوائح معدة سلفا للدول التي يمكن إدانتها والدول التي لا يمكن إدانتها من قبل الغرب. ويعتقد العديد من المتابعين لما يحدث أن منظمات حقوق الانسان ذريعة غربية وهي جزء من المنظومة العالمية للإمبريالية الأمريكية ويخدم مصالحها. وأشاروا الى المنظمات الحقوقية التي تتحدث عن حقوق الانسان في زمن السلم وعندما تقع حروب أميركية تتحدث هذه المنظمات عن كل ما يخدم الغرب والولايات المتحدة.

وأضاف المحللون السياسيون أن الغرب يقول أن العقوبات الأمريكية والغربية تستهدف الحكومة وحرس الثورة الاسلامية ولكن في الواقع هذه العقوبات تستهدف المواطنين. يشار الى أن الغرب فرض حظرا على الدواء الذي تستخدمه إيران للأطفال غير موجودة في البلاد، هذا الفعل الشنيع يعري الغرب من الإنسانية ويفند ادعائاته بشأن حقوق الإنسان.

*أسئلة وإستفسارات واجبة

بتعبير أدقّ ماذا يعني تجاوز ما يرتكبه بن سلمان في هذا الملف وفتح المعركة مع ايران بذريعة اعدام الأشخاص، كيف تبرر امريكا لنفسها قتلى الشرطة لمخالفيها وادانة اعدام قتلة قوى الامن الايرانية؟، أين هي الادانات الغربية تجاه ما يحصل في جنين واليمن واعدامات السعودية ولماذا حصرها بإيران فقط؟

جدیر بالذکر ان الأمم المتحدة إتّخذت إجراءً خطيرًا في هذه المنظمة الدولية مؤخراً تماشيا مع سياسات البيت الابيض التدخلية والمعادية لايران بذريعة دعم المرأة الإيرانية الى درجة وضعت عراقيل امام حضور وفد من إيران، وتخطط لإلغاء عضويتها في لجنة الامم المتحدة المعنية بوضع المرأة، وهو الإجراء الذي يتعارض مع القوانين الدولية.

*وقفة احتجاجية امام مكتب الأمم المتحدة

وفيما رفضت الجهات المعنية والقضائية وعدد من المسؤولين في البلاد قرار لجنة الأمم المتحدّة المُسيّس المُدبر سلفاً من قبل الغرب، نظم عدد من الطلاب ونشطاء المنظمات غير الحكومية ونشطاء حقوق المرأة، وقفة احتجاجية أمام مكتب منظمة الامم المتحدة بطهران تنديدا بالسلوك المتناقض والمعايير المزدوجة للجنة المعنية بوضع المرأة” التابعة لهذه المنظمة.

وأقيمت هذه الوقفة بدعوة من المنظمات الطلابية مثل اتحاد الطلاب المستقلين ومكتب تعزيز الوحدة وشارك فيها جمع من الطلاب ومجموعة من أهالي شهداء الأمن بالإضافة إلى ناشطات في مجال حقوق المرأة. ورفع المشاركون لافتات ادان فيها السلوك المتناقض للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة معتبرا اياه مثالاً على ازدواجية المعايير في الغرب فيما يتعلق بالمرأة. وأكدت “مرضية هاشمي” الصحفية والمخرجة الوثائقية التي شاركت هذه الوقفة الاحتجاجية: عندما يكون هناك خمس دول فقط لها حق النقض ولم نلمس مساعي من الأمم المتحدة لتحقيق العدالة لا ينبغي أن نصدق أكاذيب الإعلام الغربي. وخاطبت النساء المشاركات في هذه الوقفة قائلة: يجب أن نفتخر باننا ايرانيات نعيش في إيران.

*الاستعراضات الأوروبية السياسية

في السياق، انتقد وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان، في اتصال هاتفي مع وزير خارجية أيرلندا سيمون كافوني، مساء الثلاثاء، بعض الاستعراضات السياسية لمجلس وزراء الاتحاد الأوروبي بذريعة حقوق الإنسان.

وعن محاولة الغرب لتكثيف الضغوط على ايران من أجل إخضاع البلاد في المفاوضات النووية وتقديم تنازلات، قال عبداللهيان: إن الجمهورية الإسلامية الايرانية اذ تعلن استعدادها لاتفاق جيد ومستديم وقوي، تعتبر الدبلوماسية هي الطريق الصحيح، لكنها لن تتراجع عن خطوطها الحمراء والتي هي توفير مصالح الشعب.

الى ذلك انتقد نائب رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية أمين لجنة حقوق الإنسان، بشدة نهج الغرب وامريكا المزدوج والمقاربات المتناقضة لآليات حقوق الإنسان فيما يتعلق بالتجمعات والاضطرابات الأخيرة في ايران. و أعلن كاظم غريب آبادي، أمس الاربعاء: في تقرير للجنة حقوق الإنسان، تم إبلاغ الدول الأعضاء في الأمم المتحدة باستغال آليات حقوق الانسان والمقاربات المزدوجة والمتناقضة التي تعتمدها بعض الدول الغربية والولايات المتحدة الامريكية تجاه الاضطرابات الاخيرة في ايران.

*دعم أعمال الشغب

وجاء في التقرير: بينما الحكومات الامريكية واوروبية تقمع الاحتجاجات والاضطرابات فيها، لكن في الشهرين والنصف الماضيين، دعمت هذه الدول أعمال الشغب في ايران في اجراء متناقض تمامًا واصفة إياها بـ “التجمعات السلمية” ودعت إلى عدم المواجهة مع هذه الاعمال. من جانبه، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني، أمريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا بانها مسؤولة ايضا في جرائم الكيان الصهيوني، ويجب محاسبتها كمتهمين. وكتب كنعاني في تغريدة له مساء الثلاثاء: لا يمر يوم لا يسمع فيه العالم عن استشهاد أو إصابة أو أسر أطفال ويافعين وشباب فلسطينيين من قبل كيان الفصل العنصري الصهيوني.

المصدر: الوفاق