وقال الجيش الإسرائيلي -في بيان- إن سلطة الطوارئ التابعة لوزارة الدفاع تعلن إجلاء سكان مستوطنة كريات شمونة إلى بيوت ضيافة بتمويل الحكومة.
وأضاف البيان أنه “تمت المصادقة على تفعيل الخطة من قبل وزير الحرب يوآف غالانت، وقد أبلغت قيادة الجبهة الداخلية رئيس البلدية عن القرار صباح الجمعة”.
ويوم 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وأقرت” إسرائيل” إخلاء 28 مستوطنة تقع على مقربة من الحدود اللبنانية.
والخميس، تمت إضافة مستوطنة كريات شمونة (عدد سكانها يتجاوز 24 ألفا) إلى البلدات المقرر إخلاؤها.
وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ نحو أسبوعين توترا وتبادلا متقطعا للنيران بين حزب الله وفصائل فلسطينية من جهة و” إسرائيل” من جهة أخرى، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
من جانبه قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن تبادلا لإطلاق النار وقع في محيط موقع المنارة وبلدة مارغليوت على الحدود مع لبنان.
في الوقت نفسه، أفادت مصادر محلية بسماع دوي انفجارات في مواقع قريبة من القطاع الشرقي عند الحدود مع لبنان.
ويأتي التصعيد في جنوب لبنان عقب عملية “طوفان الأقصى” التي بدأتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري ردا على الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، وسط تحذيرات دولية من توسع المواجهات إلى الجبهة اللبنانية الإسرائيلية في ظل تمركز حزب الله في المناطق الحدودية.
والجدير بالذكر أن حزب الله و” إسرائيل” خاضا حربا مدمرة صيف 2006، خلفت أكثر من 1200 شهيد في الجانب اللبناني معظمهم من المدنيين، و160 قتيلا في الجانب الإسرائيلي معظمهم من العسكريين. وتسببت الحرب -التي استمرت 34 يوما- في نزوح نحو مليون لبناني من بلداتهم.
الهجمات تتوالى على أهداف أميركية
إلى ذلك تجددت الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف أميركية في كل من العراق وسوريا، حيث أُعلن عن استهداف قاعدة فكتوريا قرب مطار بغداد، ومواقع في ريف دير الزور.
وقالت السلطات العراقية إن صاروخي كاتيوشا على الأقل سقطا في محيط قاعدة فكتوريا قرب مجمع يضم قوات أميركية، وأضافت أنه لم يتبين ما إذا كان الهجوم قد خلف ضحايا.
ومساء الخميس أيضا، سُمع دوي انفجارات داخل قاعدة عين الأسد الجوية التي تستضيف قوات أميركية وأخرى دولية وتقع بمحافظة الأنبار غربي العراق.
وقال الجيش العراقي إنه أغلق المنطقة المحيطة بالقاعدة وبدأ عملية تمشيط، في حين نقلت وسائل إعلام عن مصدرين أمنيين أن القاعدة استهدفت بطائرات مسيرة وصواريخ.
وبذلك تكون القوات الأميركية في العراق قد تعرضت إجمالا إلى 4 هجمات خلال 24 ساعة، حيث وقع هجومان سابقان بطائرات مسيرة، الأربعاء، تسبب أحدهما بإصابات طفيفة لعدد من الجنود.
*هجمات في سوريا
وفي سوريا، أفادت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” بأن هجومين منفصلين بالصواريخ استهدفا حقل العمر النفطي وخط الغاز الواصل إلى معمل كونيكو للغاز الطبيعي، وهما موقعان تتخذهما القوات الأميركية المحتلة قواعد لها بريف دير الزور شمال شرقي البلاد.
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن انفجارا “ضخما” ضرب الأنبوب، محدثا دويا كبيرا، تلاه استنفار لقوات الاحتلال الأميركي ومسلحي ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية وسط تحليق مكثف للطيران الأميركي المروحي والمسير في أجواء المنطقة.
وأضافت المصادر ذاتها أن هجوما صاروخيا آخر استهدف حقل العمر النفطي، من دون معلومات عن خسائر بصفوف القوات الأميركية المحتلة.
وأشارت الوكالة إلى هجومين آخرين بطائرات مسيرة وقعا قبل ذلك بساعات، استهدف أحدهما حقل كونيكو في ريف دير الزور، والآخر قاعدة التنف على الحدود السورية مع العراق والأردن.
*صواريخ من اليمن
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن قواتها تصدت -على مدى يومين- لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على قواعدها في العراق وسوريا، كما أسقطت صواريخ أطلقت من اليمن.
وقال المتحدث باسم الوزارة العميد بات رايدر في مؤتمر صحفي، إن 3 صواريخ أطلقت من الأراضي اليمنية واتجهت شمالا على طول البحر الأحمر، وإنه ومن المحتمل أن تكون باتجاه أهداف في” إسرائيل”.
وأوضح أن السفينة الحربية الأميركية “يو إس إس كارني” المتمركزة في المنطقة أسقطت تلك الصواريخ التي أطلقها الحوثيون في اليمن حسب قوله، مشيرا إلى أن البنتاغون لا يستطيع أن يقول على وجه اليقين ما الذي استهدفته هذه الصواريخ.
وذكر رايدر أن موظفا مدنيا توفي على إثر أزمة قلبية في قاعدة عين الأسد بالعراق، حين دخل الجنود إلى الملاجئ كإجراء وقائي.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إنه لا توجد حاليا معلومات واضحة بشأن الجهات التي تقف وراء هذه الهجمات، وما إذا كانت على صلة بالتوتر الإسرائيلي الفلسطيني، وفق تعبيره.
*مقتل جندي صهيوني وإصابة آخرين
هذا وأفادت وسائل إعلام عبرية، نقلًا عن شرطة العدو “الاسرائيلي” عن مقتل جندي صهيوني واصابة آخرين في انفجار عبوة ناسفة بمخيم نور شمس في طولكرم، وأحدهم بحالة خطرة.
وأعلنت مقتل الضابط “مكسيم رزينكوف” من وحدة المستعربين خلال الاشتباكات التي وقعت مع المقاومين في مخيم نور شمس بطولكرم.
وأفادت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في طولكرم أن مقاتليها استهدفوا قوات الاحتلال المتوغلة بالمخيم بعبوات ناسفة موقعين إصابات مؤكدة.
وأفادت مصادر محلية، أن طائرة انتحارية “إسرائيلية” استهدفت مجموعة من الأطفال والمدنيين بمحيط مسجد في مخيم نور شمس في طولكرم، ما أدّى لاستشهاد 9 وإصابة آخرين. ومع منع الاحتلال لدخول مركبات الإسعاف وضع الأهالي مجموعة من الجثامين داخل المسجد، ما يرفع عدد شهداء المخيم إلى 10.
*استشهاد إعلامي بقصف إسرائيلي
كما استشهد إعلامي وأصيب آخر بجروح، في وقت مبكر صباح الجمعة، بقصف نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي واستهدف فريقا إعلاميا كان في مهمة لتغطية الاشتباكات جنوب لبنان.
ونقل “المركز الفلسطيني للإعلام”، عن الجيش اللبناني قوله في بيان: “أثناء قيام فريق إعلامي من 7 أشخاص بالتغطية الإعلامية قرب موقع العبّاد التابع للعدو الإسرائيلي في خراج بلدة حولا، استهدفهم عناصر العدو بأسلحة رشّاشة ما أدّى إلى استشهاد أحدهم وإصابة آخر”.
*المقاومة في الجنوب تدافع عن لبنان
بدوره شدّد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق على ضرورة أن يعلم اللبنانيون جميعًا أن العدوان على غزة هو عدوان على المنطقة كلّها، وأهداف العدوان تتجاوز حدود غزة والأهداف المعلنة، ولبنان في طليعة المستهدفين من هذه الحرب.
وأكد الشيخ قاووق أن كل طلقة وصاروخ وقذيفة تطلقها المقاومة في الجنوب هي للدفاع عن لبنان أولًا، وكل من يدافع عن غزة في المنطقة إنما يدافع عن نفسه، لأن الكل في دائرة الاستهداف.
وفي وقت سابق من مساء الخميس، قال بيان لقوة حفظ السلام في جنوب لبنان “يونيفيل” إن شخصا فقد حياته بعد أن حوصر مدنيون خلال تبادل لإطلاق النار عبر الخط الأزرق الحدودي.
وأضافت القوة الأممية، في بيانها، أنّ الجيش اللبناني طلب المساعدة من قوة اليونيفيل لـ7 أفراد محاصرين بالقرب من الحدود خلال ما وصفه بتبادل كبير لإطلاق النار.
وأكد متحدث باسم القوة الأممية أنّ جميع المحاصرين مدنيون.
كما أكد شكيب قطيش رئيس بلدية حولا التي حوصرت مجموعة الصحفيين قربها لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ المدني اللبناني استشهد بنيران إسرائيلية.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأنّ القوات الإسرائيلية “حاصرت بنيرانها” مجموعة مدنيّين بينهم صحفيون في محيط بلدة حولا، وأطلقت النار في محيط المكان لمنع مغادرتهم.
وأضافت لاحقا أن الجيش اللبناني أخرج الأفراد بنجاح من المنطقة.
وتواصل” إسرائيل” تعزيز قواتها على حدودها الشمالية مع لبنان. واستقدمت في الساعات الأخيرة مزيدا من المعدات الحربية الثقيلة إلى الحدود بينها دبابات ومدرعات.
من جهته دان حزب الله عدوان الاحتلال على الإعلاميين قرب موقع العباد الحدودي، وأكد مجدداً أنّ قتل المدنيين والاعتداء على أمن لبنان لن يمر من دون رد أو عقاب.
*80% من الإسرائيليين يحمّلون نتنياهو مسؤولية عملية غزة
إلى ذلك أظهر استطلاع للرأي أنّ 80% من الجمهور الإسرائيلي، وهي أغلبية ساحقة، تعتقد أن على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تحمل مسؤولية الأحداث عقب عملية “طوفان الأقصى”، وذلك مقابل 8% يعتقدون أنه لا يتحمل المسؤولية، و12% لا يعرفون.
وحتى بين ناخبي حزب الليكود في انتخابات 2022، هناك أغلبية مطلقة تبلغ 69%، تعتقد أنّه يتحمّل المسؤولية.
في المقابل، 28% فقط من الإسرائيليين يفضلون نتنياهو كرئيس للوزراء، بينما يفضل 49% بيني غانتس، و24% لم يقرروا بعد.
*استنفار للاحتلال في محيط مستوطنة “مرغليوت”
في سياق آخر أفاد مصدر محلي في جنوب لبنان أنّ “جيش” الاحتلال الإسرائيلي ينفذ إجراءات استثنائية عند المناطق الحدودية، بينما دوّت صفارات الإنذار في مقر قوات اليوينفيل في الناقورة جنوبي لبنان.
وأكّد وقوع اعتداءات إسرائيلية على خراج كفرشوبا ومناطق شبعا وعلى محيط السياج الشائك في وادي هونين، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية تلقيها معلومات عن قيام شخص مسلح بمسدس بإطلاق النار باتجاه بوابة مستوطنة “مرغليوت”، ووقوع إصابة جراء إطلاق النار.
وتحدثت المعلومات، بحسب الإعلام الإسرائيلي، أنّ مجموعة تتألف من 3 أشخاص تمكنت من اجتياز الحدود مع لبنان، لافتةً إلى أنّ قوات “جيش” الاحتلال تقوم بتمشيط المنطقة حالياً بحثاً عنهم.
كما أكّدت القناة 13 الإسرائيلية أنّ “مسلّحاً دخل إلى مرغليوت من لبنان، وأطلق النار وأصاب شخصاً ولاذ بالفرار، وتجري عمليات تفتيش بعد الحادثة”.
د.ح