مواجهة الانتفاضة الاستثنائية في الضفة الغربية

هل بدأت الهجرة الصهيونية العكسية من فلسطين المحتلة؟

اسرائيل" مرت مؤخرًا بأوضاع سلبية مختلفة، بينت وجود كثير من المعطيات التي  تتناول تعاظم قلقها وخوفها - بكافة اتجاهاتها السياسية والشعبية والعسكرية - حول مصيرها ككيان محتل

2022-12-17

شارل ابي نادر

لم يعد الكلام “غير واقعيٍ” عن وجود تغيير جزئي ــ على الأقل اذا لم يكن جذري ــ بدأ يطال الفكر اليهودي ويلامس توجهات قادة ومسؤولي هذه الحركة الصهيونية عبر العالم، والذي كانت نقطة الارتكاز الرئيسة فيه سابقًا تقوم على تنظيم وتفعيل هجرة اليهود من كل أصقاع العالم إلى فلسطين المحتلة، باعتبارها بالنسبة للكيان الصهيوني “أرض الميعاد”، ليتحول هذا الفكر نحو هجرة معاكسة من “أرض الميعاد” هذه حسب ما يدعي هؤلاء، إلى باقي أصقاع العالم.

أحد مؤشرات هذا التحول الحساس يمكن ردّه إلى دلالات ومضمون ما أشارت إليه مؤخرًا صحيفة “معاريف” الإسرائيلية حول كلام صادر عن مجموعة صهيوينة تدعى “نغادر البلاد سوية”، وأحد رؤسائها المدعو ينيف غورليك، الذي كان ناشطًا أساسيًا في التظاهرات ضد نتنياهو، ويعتبر من الناشطين الاجتماعيين البارزين ضد فرض الدين، بعد أن حددت هدفها الأول وهو جمع حوالى عشرة آلاف إسرائيلي ومساعدتهم على المغادرة إلى الولايات المتحدة الأميريكية.

مؤشر آخر على هذا التحول أشارت إليه الصحيفة الاسرائيلية، وهو أن “ناشطًا آخر يدعى مردخاي موتي كاهانا، وهو رجل أعمال إسرائيلي أميركي غرّد قبل أيام قليلة عبر “تويتر” قائلاً: “بعد سنوات من تهريب اليهود من مناطق الحرب في اليمن وأفغانستان وسوريا وأوكرانيا إلى إسرائيل”، قررتُ مساعدة الإسرائيليين على المغادرة إلى الولايات المتحدة”، ودائمًا حسب الصحيفة المذكورة.

لا شك أن “اسرائيل” مرت مؤخرًا بأوضاع سلبية مختلفة، بينت وجود كثير من المعطيات التي  تتناول تعاظم قلقها وخوفها – بكافة اتجاهاتها السياسية والشعبية والعسكرية – حول مصيرها ككيان محتل، ولكن، اذا تركنا كل تلك المعطيات جانبًا وخاصة الموقف الاسرائيلي من تعاظم قدرات حزب الله، وما يمكن أن يكون لها من تأثيرات مفصلية عند أية مواجهة، وتطرقنا فقط إلى ما تعيشه “اسرائيل” اليوم من قلق مباشر على خلفية ما يجري من أحداث دولية، أو على خلفية ما يجري في الضفة الغربية لناحية المواجهة المتواصلة والاستثنائية بينها وبين الفلسطينيين بمختلف توجهاتهم وارتباطاتهم الحزبية أو الشعبية، يمكن الاشارة إلى التالي:

بمواجهة الانتفاضة الاستثنائية في الضفة الغربية، أصبح واضحًا بأن “اسرائيل” اقتربت من اعلان فشلها في السيطرة على هذه المواجهة – الانتفاضة. ويبدو أن تأخير تشكيل حكومة العدو التي نجحت أساسًا في الانتخابات الأخيرة على خلفية التشدد ضد الفلسطينيين، مردّه إلى خوف نتنياهو من تداعيات وخطورة سلوك مسار التشدد في تعيين وزراء الامن والحرب، و يبدو أنه اقتنع بعدم امكانية نجاحه.

لناحية الأحداث الدولية، يكفي فقط ما تحدّثت عنه وسائل إعلام إسرائيلية حول القلق الذي تعيشه دوائر الاستخبارات العسكرية في كيان الاحتلال بشأن التعاون الروسي الإيراني في المجالين العسكري والأمني، وما نقلته هذه الوسائل الاعلامية عن تقارير لأجهزة الاستخبارات تحدثت عن “اتفاق ثنائي لتصنيع مئات الطائرات العسكرية بدون طيار في موسكو”، و”تصدير منظومات دفاع جوي متطورة روسية لإيران”.

المصدر: موقع العهد الإخباري