د. رُلی فرحت
الوفاق/ خاص
حملت القلم لأخط بالأزرق سطورا ملحمية
فكتب كلام الحزن بالأحمر طفولة معمدية
غزة ل قانا تشكو عدوان مجازر بربرية
سُبيت أرواحنا في محمية قوانين دولية
والمبنى الذي أمِنته بالأمس أجسادٌ طريّة
حضنتها بلحظات جدرانٌ كالسّكين حديّة
فقطّعت أوصالَ أجسادٍ بالجراح مسقيّة
غزة، أنا قانا عروس الجليل الأبيّة
أمشي على درب الآلام مذ أنا صبيّة
أتلقى طعنات الغدر بصبر على البليّة
وإخوتي في المنصوري وعيتا والنبطيّة
وشهداء مسجد صلحا البلدة الجنوبية
وتربة الشهداء في حولا شواهد تسعينية
حانين بالفؤوس حُصدت أرواح بريّة
يارين نسفت بيوتك بدون رحمة قوة عسكرية
عيترون مجازر أطفال على الطرق مرميّة
بنت جبيل في السوق ضحيّة عانقت ضحيّة
وفي الأوزاعي دُمرت الوحدات السّكنيّة
وفي راشيا دُكّت الكنيسة بقذائف مدفعيّة
صبرا، شاتيلا، كونين، عدلون، الخيام، العباسيّة
سحمر، بئر العبد، دير الزهراني، جباع، عناقيد غضب علقميّة
ماذا أخبرك بعد غزة، فإخوتي كثر في مجازر دموية
صهيونُ كفر، إجرامٌ ومسيرةُ عنف مدويّة
أوهن من خيوط تُلولحها نسمةٌ نديّة
أكثر من مئة عام في البطش قويّة
وللقوانين وللحقوق أنتِ نسيا منسيّة
وإن طالت بك يد الغدر فغدا مجسيّة
سينتصر الدم على السيف فالثأر قضيّة
غزة كبشُ فداء على مذبح الخيانة مسجيّة
إجرام يهزُّ ضمائر على قيد الحياة بقيّة
لعلّكِ أيقظت حكاما من سباتات مئية
فوحدّت الكلمة هتافا والبوصلة غزّاوية
عروس على البحر تنتظر فرسانا قوميّة
تصرخ “ألا من ناصر ينصرني” يا أمة عربية
أفيقوا، قوموا، انهضوا، هبوا لنصرة الإنسانيّة
كفاكم تخاذل وكرامتكم على الكراسي منسيّة
قفوا قبل أن تجرفكم موجة طوفان بشريّة
سيأتي فجر قريب وتشهدون نهاية مخزيّة
وسنصرخ من بقاع الأرض صرخةً علية
لبيك لبيك النّداء فلسطين لا لن تبقي ضحيّة
أ.ش