على خلفية إنهاء عضوية البلاد في اللجنة الأممية لحقوق المرأة..

أمريكا تستبيح حرمة منظمة أممية للضغط على ايران

الخارجية: القرار المعادي لايران في الجمعية العامة يفتقر إلى الشرعية والمصداقية

2022-12-17

بعد ثلاثة أشهر من إندلاع اعمال الشغب في إيران، وفي الوقت الذي لم تلق فيه مخططات الغرب سوى الفشل الذريع في ضوء الوعي الشعبي واليقظة الأمنية، شنّ أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية حرباً هجينة لم يسبق أن مرّت بها أي دولة من دول العالم، حرب طالت بتركيبتها الخبيثة والشعواء كافة المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية والعسكرية حتى.

فلم تتوانى الدول الغربية وبعض أذيالها في المنطقة وعبر وسائل الإعلام المناوئة المؤتمرة بإمرة تلك الدول، التحريض على الرهاب من إيران (الإيرانوفوبيا) عبر تضخيم ما يحدث فيها، وفيما شهدت فشل مخطّطها بتأجيج الأوضاع داخل ايران وتحريض أبناء الوطن الواحد على بعضهم البعض، الأمر الذي أثار غضبها بشدّة، إلتفت من وراء الجبل هذه المرّة كما كلّ مرة، وهاجمت الجمهورية الإسلامية وشعبها عبر مؤسسة إجتماعية أممية، مستغلة كافة أركانها التي كان من المقرر أن تكون طاهرة، ومنتهكة قوانينها بكافة أدواتها السلطوية.

*مشروع قرار صاغته أمريكا

حيث إستُبعدت الجمهورية الاسلامية الايرانية، من إحدى لجان هيئة الأمم المتحدة المعنية بحقوق المرأة، الأربعاء المنصرم، بعد تصويت اقترحته الولايات المتحدة وبضغوط أمريكية هائلة. وتبنى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة والمؤلف من 54 عضوا، مشروع قرار صاغته أمريكا لاستبعاد الجمهورية الإيرانية فورا من لجنة وضع المرأة لما تبقى من فترة عضويتها المستمرة من 2022-2026. كما صوت 29 عضوا لصالح المشروع، وعارضه ثمانية، فيما امتنع 16 عن التصويت.

*اعتراف خجول بإنتهاك القانون الدولي

ورغم مرور بضعة أيام على القرار، ورغم عدم وجود أي ثقل له أو تأثير على الوضع الإجتماعي والحقيقي للمرأة المسلمة في ايران، والتي تنال كافة حقوقها بإنصاف، إلاّ أن ما يهمّ في كل ماجرى منه هو أن سفراء الحكومات الأوروبية أبلغوا المندوب الإيراني لدى المنظمة الدولية أن هذا العمل الأمريكي مخالف للقواعد وغير مسبوق، لكن لا يمكننا معارضته! وهو ما يكشف عن مدى سطوة أمريكا على تلك الدول.

ومن المعروف عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق المرأة أنها من اللجان المنحازة بشدّة لجانب النسوية.

*خلفيات القرار الغربي المُسيّس  

وفي ضوء هذا القرار الأمريكي الموضوع سلفاً والمُخطط له مسبقاً وبالتنسيق بين الدول التي صوتت ضد ايران على مايبدو، تتراود لأذهان الجميع العديد من الأسئلة والإستفسارات حول أهمية مثل هذا القرار؟ أو ما خلفيات انهاء عضوية ايران من لجنة المرأة التابعة للامم المتحدة؟ وكيف اتخذ القرار بدون سند قانوني وبمخالفة للميثاق الأممي الذي يمنع إلغاء عضوية أحد الأعضاء؟ بأي حق تنتزع عضوية ايران التي تتمتع المرأة فيها بكامل حقوقها وبدون أي أدلّة وتحقيقات قانونية شرعية؟، أسئلة أجبنا عن معظمها سالفاً في هذا التقرير، ونجيب بإختصار أن ما تريده أمريكا هو تكثيف الضغوط على ايران بأي شكل من الأشكال ولو على حساب إستباحة حرمة منظمة إجتماعية أممية.

أما عن أهمية مثل هذا القرار، فمن الناحية العملية لا توجد له أي أهمية على الداخل في ايران، فخلافاً لما يزعمه الغرب بقراره الجائر، تعيش المرأة في الجمهورية الإسلامية متمتّعة بحقوقها الكاملة، والحكومة الإسلامية في ايران لا تأل جهدا لإعطائها كافة حقوقها وبكافة السبل، ولمن يريد أن يصدّق ذلك ماعليه إلاّ القدوم الى ايران ليشهد بأم عينيه مدى الحقوق التي تتمتع بها المرأة في الجمهورية الاسلامية الايرانية.

*ردود فعل

وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني، بشدة الموافقة على القرار، واعتبره اجراء سياسيا وفاقدا للصفة القانونية، ومناقضا للميثاق ويخلق نهجا خاطئًا في هذه المنظمة الدولية، وأضاف: إن هذا الاجراء الأمريكي المنحاز ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو محاولة لفرض مطالب سياسية أحادية الجانب وتجاهل إجراءات الانتخابات في المؤسسات الدولية.

*بدعة سياسية

وصرح المتحدث باسم الجهاز الدبلوماسي الايراني: إن حرمان عضو قانوني في لجنة وضع المرأة هو بدعة سياسية، وتشويه سمعة هذه المنظمة الدولية ، وأيضًا اطلاق إجراء أحادي الجانب للانتهاكات المستقبلية للمؤسسات الدولية. ومن المثير للسخرية أن يُعتبر الكيان الإسرائيلي المصطنع، بسجله الأسود للجرائم المنظمة ضد الشعب الفلسطيني المظلوم ، عضوا في لجنة وضع المرأة بدعم من اميركا وحلفائها.

*مزحة مريرة

الى ذلك، علق امين لجنة حقوق الإنسان الايرانية في تغريدة على تويتر على الإجراء الجائر بحق ايران، وكتب في تغريدة له مساء الأربعاء: “إنها مزحة مريرة أن يقدم النظام الأمريكي نفسه على أنه داعم ومدافع عن حقوق النساء والفتيات الإيرانيات”.

*سجون اميركا تضم ثلث السجينات في العالم

أما المتحدث باسم الحكومة علي بهادري جهرمي، فقد علّق على القرار الأمريكي بامتياز بطريقته، وقال: ان ثلث السجينات في العالم يقبعن في سجون أمريكا.

وكتب بهادري جهرمي في تغريدة له مساء الأربعاء على تويتر:

1- ثلث سجينات العالم يقبعن في سجون أمريكا.

2- منذ عام 2015 حتى الآن ، قتلت ما لا يقل عن 250 امرأة بوحشية الشرطة الأمريكية في الشارع وبدون محاكمة. ليونا هيل، أم حامل تبلغ من العمر 26 عامًا، هي واحدة من هؤلاء.

3- أمريكا تبنت مشروع قرار تعليق عضوية إيران في لجنة وضع المرأة!.

*أمريكا كشفت عن وجهها الحقيقي

من جانبه، صرح مستشار البعثة الدائمة للجمهورية الاسلامية الايرانية لدى منظمة الامم المتحدة بنيويورك، بان امريكا كشفت عن وجهها الحقيقي من دون قناع في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للامم المتحدة (الايكوسوك).