مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي من لبنان للوفاق:

«طوفان الأقصى» من فلسطين إمتداداً الى دول محور المقاومة

خاص الوفاق: "طوفان الأقصى" المعركة التي شكّلت نقطة فاصلة في سياق المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي الغاصب، من خلال المعادلات الجديدة التي فرضتها.

2023-10-25

أمل محمد شبيب

في السابع من تشرين الأول “أكتوبر” الشهر الجاري، دخلت المقاومة الفلسطينية التاريخ بعنوانها العريض الواسع والشامخ، كوسع وشموخ الإنتصار الكبير الذي حققته في هزيمة وكسر عزيمة من كان يدّعي أنه “الجيش الذي لا يُقهر”، وخطفت المقاومة وأسرت مئات من الجنود والمستوطنين، وبدأت معها إلقاء المسؤوليات تنهال على رئيس حكومة العدو الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”.

“طوفان الأقصى” المعركة التي شكّلت نقطة فاصلة في سياق المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي الغاصب، من خلال المعادلات الجديدة التي فرضتها، رغم آلة الإجرام الصهيونية التي تفتك بأطفال غزة ونسائها وشيوخها وأبنيتها ومساجدها وكنائسها ومستشفياتها، لكن صمود الشعب الفلسطيني وموقفه الثابت ولّد تضامناً شعبياً عالمياً لا مثيل له في مختلف الدول العربية والإسلامية والغربية مع ما خلّفه الإجرام الصهيوني من شهداء وجرحى ومفقودين وتدمير.

للوقوف عند مستقبل عملية طوفان الأقصى، وفتح جبهات خارجية وملف الأسرى ودور محور المقاومة والدعم الإيراني للمقاومة الفلسطينية ومواقفها من همجية الإحتلال الإسرائيلي، إلتقت جريدة الوفاق أمين سر العلاقات في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان هيثم ابو الغزلان وكان الحوار التالي.

 

 

طوفان الأقصى إنتصار لفلسطين والإبادة الجماعية محاولة صهيونية لإرهاب الحاضنة الشعبية للمقاومة

إنطلقنا في الحوار حول مستقبل عملية طوفان الاقصى بعد دخولها اسبوعها الثالث، حيث بارك أبو الغزلان للمقاومة الفلسطينية هذا الإنتصار الكبير، مؤكداً أن خاتمة هذه المعركة “طوفان الأقصى” ستكون لصالح الشعب الفلسطيني، مضيفاً:”سينتصر في هذه المعركة شعبنا ومقاومتنا، لا شك بذلك، ونحن نؤمن وندرك جيداً أن كل هذه التضحيات التي يقدمها شعبنا الفلسطيني ستثمر نصراً عزيزاً قريباً بإذن الله تعالى، وما ذلك على الله بعزيز”.
يضيف أبو غزلان، أن العدو الصهيوني الذي يرتكب المجازر ويقوم بعمليات الإبادة الجماعية والمجازر الجماعية ضد المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ والعجّز، يسعى الى أن يرهب المقاومة وشعبها ويرهب الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية، لكن رغم كل هذا الدمار والتدمير وإنتهاج القتل وسياسة التدمير إلاّ أن المقاومة صامدة وستبقى بإذن الله تقاوم وتواصل حربها ضد هذا العدو وضد هذا العدوان الصهيوني المدعوم أميركياً ومن دول الغرب.

 

ملف الأسرى الفلسطينيين من أهم ملفات المقاومة

الى ملف الأسرى إنتقلنا في الحوار؛ ذلك أن المقاومة الفلسطينية اليوم لديها عدد لا يُستهان به من الأسرى، الأمر الذي قد تصل فيه المقاومة في فلسطين الى معادلة: “تحرير الاسرى الاسرائيليين مقابل تحرير الأرض”، وفي هذا يرى هيثمم أبو الغزلان أن المقاومة اليوم تسعى الى أن يكون هناك تبادل للأسرى الصهاينة الموجودين مع المقاومة الفلسطينية مقابل الأسرى الفلسطينيين الموجودين لدى العدو الصهيوني، وهذا من أهم الملفات لدى المقاومة في فلسطين، حيث كانت المقاومة الفلسطينية ولا تزال تسعى الى تحريرهم بكل الوسائل الممكنة، وكانت إحدى هذه الوسائل خطف الجنود وأسر جنود صهاينة، وهذا ما تحقق في معركة طوفان الأقصى حيث أسرت المقاومة أكثر من 250 أسيراً صهيونياً ما بين جندي وأسير مستوطن أو من يحملون جنسيات مزدوجة، وهذا ما يشكل اليوم ورقة مهمة بيد المقاومة الفلسطينية وستعمل المقاومة على تحرير الأسرى، وهذا الملف اليوم يشكل معركة بحد ذاتها ستخوضها المقاومة، وسيكون ذلك بعد وقف العدوان الصهيوني وإنتصار شعبنا الفلسطيني والمقاومة بإذن الله تعالى.

وحول كيف من الممكن أن تجري مفاوضات تحرير الأسرى بين الطرفين: المقاومة الفلسطينية والإحتلال الإسرائيلي في حال تمت الموافقة على مفاوضات، قال أبو الغزلان بأنه من المعروف في ملف الأسرى يتم عقد إتفاقيات أو مفاوضات غير مباشرة مع العدو الصهيوني من أجل التوصل الى إتفاق في هذا الشأن، وأعتقد اليوم أن هذا الملف من المبكر الحديث عن التفاوض سيما ان العدوان الصهيوني لا يزال مستمراً في عدوانه على شعبنا، والمقاومة تقوم بواجبها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، لذلك الأولوية هي بوقف هذا العدوان على الشعب قبل الشروع في ملف الأسرى.

 

شهداء حزب الله في لبنان: وحدة الموقف والهدف والرؤية تجاه العدو الصهيوني

لم تتراجع المقاومة الفلسطينية عن تحقيق هدفها من الإنتصار لفلسطين في معركة “طوفان الأقصى” رغم همجية ووحشية العدوان الإسرائيلي الذي ينفذه جيش الإحتلال بحق الشعب والأرض في غزة وكل فلسطين، لكن المقاومة في فلسطين لم تعد وحدها في ساحة الحرب، ومنذ الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة نشهد تدخلاً لبنانياً على الحدود الشمالية مع فلسطين من قبل المقاومة الاسلامية في لبنان (حزب الله)، كما شهدنا تدخلا يمنياً من خلال إرسال مُسيّرات، وهذا ما يفتح التساؤل ما إذا كانت المعركة ستتوسع لتتوحد الجبهات، وهنا يشير أمين سر العلاقات في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان هيثم أبو الغزلان بأن حزب الله والإخوان في اليمن والعراق أعلنوا منذ اللحظة الأولى لإندلاع وبدء العدوان على قطاع غزة، أنهم جزء من هذه المعركة، وما نراه من عمليات مشاغلة في الجنوب اللبناني وتنفيذ حزب الله والمقاومة الإسلامية العديد من العمليات بشكل يومي وإرتقاء شهداء من حزب الله في هذه المعركة على الحدود اللبنانية – الفلسطينية، يؤكد على وحدة الموقف ووحدة الهدف ووحدة الرؤية تجاه العدو الصهيوني، وأن الخطر لا يمس فقط قطاع غزة، إنما يمس كل المنطقة.

 

وبكل تأكيد الجهود والدماء التي بذلها حزب الله وما يقوم به إخواننا من أنصار الله في اليمن وإخواننا في العراق من المقاومة هناك، يؤكد أن هذه المعركة معركة واحدة بتصاعد مستمر، ومما لا شك فيه أن قيادة المقاومة تدرس بإستمرار وتقرر الخطوات الحالية أو اللاحقة بما يخدم مشروع المقاومة وبما يخدم الشعب الفلسطيني بإذن الله، وهذه الجهود تعبّر عن وحدة الدم اللبناني -الفلسطيني – اليمني – العراقي، وأيضاً الجهد الإيراني في هذا الإطار لا يمكن إنكاره او إغفاله وهو جهد سياسي وعسكري وعلى كافة المستويات، وهي جهود داعمة ودليل على وقوف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى جانب الشعب الفلسطيني والى جانب المقاومة سياسياً وعلى كافة الصعد.

 

رسائل محور المقاومة للعدو الصهيوني: جهوزية المحور في الميدان

إذاً، ليست فلسطين وحدها في ساحة الحرب، وما تقوم به المقاومة الإسلامية في لبنان وموقف اليمن والعراق وسوريا والجولان وإيران من دعم ومساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته هي رسائل وجهتها جبهة المقاومة فيما لو بدأ العدو الاسرائيلي بالغزو البري لمدينة غزة، وفي هذه الرسائل يرى أبو الغزلان أن كل رسالة تم توجيهها من دول محور المقاومة هي رسائل واضحة وصريحة مفادها أن غزة بمقاومتها وشعبها لن تكون لوحدها، وأن هذا المحور حاضر في هذه المعركة وهذا الميدان، وقيادته تدرس كافة الخيارات سواء المواجهة أو التصعيد أو أي خيارات أخرى تخدم القضية الفلسطينية وتخدم شعبنا الفلسطيني وتناصر المقاومة الفلسطينية وحاضنتها الشعبية، وبكل تأكيد هذا الجهد هو جهد مبارك ومناصر لشعبنا ولقضيتنا ويعبر عن وحدة في الموقف والأداء على هذا الصعيد.

 

 

إيران ومحور المقاومة نِدّ قوي مقابل السياسات الأميركية والأوروبية والعدوانية ضد الشعب الفلسطيني

منذ اللحظات الأولى لعملية طوفان الأقصى وللحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلنت إيران موقفها من دعم المقاومة في فلسطين، وأن هذه العملية جاءت رداً على جرائم الكيان الصهيوني، وأن الدول والشعوب الإسلامية لا تقبل بالإنتهاكات المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، كما قالت ايران على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان؛ إن استمرار الجرائم بحق الفلسطينيين سيلقى ردا من بقية المحاور، وسيكون الكيان الإسرائيلي مسؤولاً عنها، ذلك أن تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين وقطع المياه والكهرباء يعتبر جريمة حرب، وحول الحديث عن دور ايراني في الحرب، لا سيما بعد التحذير والتهديد الذي أطلقه وزير الخارجية الايراني امير عبد اللهيان أكّد أبو الغزلان أن الجانب الإيراني حاضر وموجود، ولا يمكن إغفال دوره في هذه المعركة، وما قام به وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان من جولات ومواقف هو مقدّر، بل لا بدّ من القول؛ أن أمير عبداللهيان قد خاض معركة سياسية ودبلوماسية بكل قوة وإقتدار أثبت من خلالها أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور المقاومة اليوم هو ندّ، بل وندّ قوي مقابل السياسات الأميركية والأوروبية والعدوانية ضد الشعب الفلسطيني وضد أمتنا العربية والإسلامية، والزيارات التي قام بها وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان الى المنطقة أحدثت توازناً مع الموقف الأميركي والصهيوني، وأثبتت من خلاله الجمهورية الإسلامية الإيرانية قدرة فائقة على الحضور من جهة وأيضاً على دعمها للمقاومة، وايضاً على ثباتها في المواقف الداعمة للشعب الفلسطيني ولقضيته المحقة والعادلة. وطبعاً الأميركي لم يعجبه دور إيران في القضية، ويسعى ضمن اطار معادلته القائمة الى عدم تصعيد الصراع وليس خفضه للأسف الشديد، وهذا الأميركي يسعى الى عدم تصعيد الصراع من خلال عدم تدخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن والمقاومة في العراق، لأنه يدرك جيداً ان المعادلة سياسياً تغيرت وأن المعادلة إذا خرجت الأمور عن السيطرة لن تكون لصالح الأميركي ولا العدو الصهيوني، والجميع يدرك جيداً أن غزة اليوم صامدة وصابرة وستنتصر بإذن الله ومقاومتها قوية وقادرة وهي تقود المعركة بكل قوة وبكل إقتدار رغم هذا الألم الذي نشعر به جراء استهداف المدنيين والمجازر والإبادة الجماعية التي يمارسها جيش العدو الإسرائيلي.

 

 

كلام قائد الثورة الإسلامية عن الجرائم الصهيونية توجيهات ينبغي تنفيذها

في الجانب الإيراني نكمل حوارنا وننتقل الى كلام قائد الثورة الاسلامية السيد الخامنئي؛ حيث تحدث عن الابعاد القانونية لهذه الجرائم التي يرتكبها الكيان بحق الشعب الفلسطيني، دلالات هذا الكلام، أكّد أبو الغزلان أن ما قاله قائد الثورة الإسلامية في ايران الإمام السيد علي الخامنئي دام ظلّه الشريف هذا الكلام يعبر عن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الواضح والصريح في إدانة وشجب وإستنكار ما يقوم به الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، وهذه الجرائم وحرب الإبادة التي يمارسها العدو الصهيوني من خلال استهدافه للأطفال والنساء والشيوخ ودور العبادة الإسلامية والمسيحية ووجوب أن يتم مقاضاة هذا العدو ومحاكمة قادته ومحاكمة جنوده وكل من يرتكب هذه الجرائم جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني، هذا الكلام لسماحة السيد القائد هي توجيهات واضحة في هذا السياق، وينبغي العمل على تنفيذها لما تحمله من دلالات في هذا السياق، ذلك أن المجرم والإرهابي لا يمكن ان يفلت من العقاب، وايضاً المظلوم يجب أن يتابع هذه القضية على مختلف الصعد ومنها الصعيد القانوني، كما أن هذه المسألة من دلالاتها أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادتها الحكيمة وبقائد الثورة وقفت ولا زالت الى جانب الشعب الفلسطيني على كل المستويات وهي داعمة اساسية للشعب الفلسطيني ومقاومته ضد العدو الصهيوني.

 

 

زيارة بايدن الى المنطقة توفير مظلة آمنة وحماية للإسرائيلي وشعوب العالم داعمة لفلسطين

 

الى دور الرئيس الأميركي جو بايدن في هذه الحرب وإعطائه الضوء الأخضر للجانب الإسرائيلي بإستمرار الحرب ومحاولاته التي سعى اليها في كل من الاردن ومصر، ، أكّد أبو الغزلان أن زيارة بايدن الى المنطقة جاءت كتأكيد على الدعم الأميركي للكيان الصهيوني في حربه العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني، وليس هذا هو تفهّم للموقف الصهيوني، إنما هو توفير مظلة آمنة وحماية لهذا الموقف في استمرار هذا العدو الصهيوني الهمجي ضدنا نحن الفلسطينيين، وأيضاً يأتي في سياق سلسلة من الخطوات التي اتخذتها الإدارة الأميركية في دعم هذا الكيان الصهيوني الغاصب والإرهابي في المنطقة، طبعاً جاء الدور الأميركي في هذا السياق من خلال البيان الخماسي الذي وقعته كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا الذي أعطى الكيان الصهيوني ما اسماه “الحق في الدفاع عن نفسه” في هذا الهجوم الإرهابي، إضافة الى الإعلان الأميركي الواضح في ارسال السفن الحربية وحاملة الطائرات الى المنطقة؛ وهي رسالة أميركية من أجل عدم التصعيد، ونضيف هنا الإعلان البريطاني بإرسال بوارج حربية إلتحاقاً بالموقف الأميركي في ذلك، وايضاً التقييدات الكبيرة والمنع في حرية التعبير الذي قامت به فرنسا وألمانيا في منع التظاهرات وقمعها وإعتقال المتظاهرين الداعمين للقضية الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من عدوان ومن قتل جماعي يستهدف المدنيين.

 

ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل على العكس، فقد حاولت الدول الأوروبية من خلال القمة التي عُقدت في مصر بأن يكون هناك موقف يساوي بين القاتل والقتيل، وأيضاً أن يصدر بيان يعطي الإسرائيلي ما سمّوه “الحق في الدفاع عن النفس”، وطبعاً كل هذه المحاولات فشلت وفشل ايضاً في اصدار البيان بهذه الصيغة. وأمام ما نراه اليوم من تظاهرات ومن فعاليات وتأييد واسع في المنطقة العربية والإسلامية والعالمية، سواء من اليمن أو العراق أو ايران أو لبنان أو من أميركا وبريطانيا وعدد كبير من الدول العالمية، إنما يعّبر عن مظلومية الشعب الفلسطيني ويعتبر ان هذين الموقفين الأميركي والأوروبي يعبران عن أنفسهما ولا يعبران عن حقوق الإنسان ولا حرية التعبير، بل هم يؤيدون الباطل والإرهاب في هذا لاسياق الذي يستخدم كل أدوات القتل والإجرام بحق كل فلسطين.

 

 

مواقف بعض الدول العربية رافضة لمشروع التهجير الفلسطيني القديم المتجدد

 

الى مواقف بعض الدول العربية من القضية الفلسطينية لاسيما بعد مجزرة مسشفى المعمداني بالضغط على الكيان، كالسعودية ومصر والأردن، أكمل أبو الغزلان حديثه بأن هذه السلسلة من المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق الأطفال والنساء والمساجد ودور العبادة والكنائس والمستشفيات ومنها مجزرة مستشفى المعمداني، جعلت بعض المواقف الرسمية العربية تنتقل في موقفها مدركة أن هذا العدو لا يحارب فقط المقاومة الفلسطينية ولا يستهدف فقط المقاومين، إنما يستهدف كل الشعب الفلسطيني، لذلك فإن أي عربي أو مسلم لديه من المروءة والكرامة والإحساس بالمسؤولية والإنسانية، لا بد من أن يكون لديه موقف رافض للإجراءات الصهيونية والأعمال العدوانية الصهيونية التي ينفذها ضد الشعب الفلسطيني، وما يُطرح وما يعمل عليه العدو الصهيوني من محاولة تهجير شعبنا الفلسطيني وتنفيذ مشروعه القديم المتجدد عبر سياسة الترانسفير والترحيل من قطاع غزة بإتجاه سيناء في مصر، أو من الضفة المحتلة بإتجاه الأردن، هذا المشروع وهذا المخطط الصهيوني يستهدف الوجود الفلسطيني ويهدف الى وجود مشكلة بين الفلسطيني والمصري وبين الفلسطيني والأردني، اضافة الى هذا يشكل هذا المشروع تهديداً للأمنين القوميين المصري والأردني، لذلك نرى أن الجميع هنا متوحد في هذا الإطار برفض مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة بإتجاه سيناء ومن الضفة المحتلة الى الأردن، وهذا أعطى الموقف العربي مؤشرات لتحوّل ما في هذه المرحلة لرفض هذه المخططات من جهة ولرفض حالة الحصار الشديد التي يقوم بها العدو الصهيوني ضد قطاع غزة، لكن للأسف الشديد حتى هذه اللحظات لم ترتق هذه المواقف الى مواقف عملية في هذا الإطار، يمكن أن نقول؛ أنها ضغطت بإتجاهات لوقف العدوان الصهيوني وفتح المعابر بفتح كامل وإدخال المساعدات بشكل دائم الى أهلنا في قطاع غزة.

 

 

أميركا لن تسمح بمحاكمة الكيان الصهيوني عالمياً على جرائمه

 

المئات من المجازر مارسها العدو الإسرائيلي منذ ما قبل النكبة وخلال النكبة وحتى هذه اللحظات، وما بين كل هذه السنين منذ ما قبل العام 1948 حتى اليوم مروراً بالمجازر التي ارتكبها ايضاً في لبنان خلال إحتلاله وقبل الإحتلال وخلال حروبه من العام 1993 الى العام 1996 حتى حرب تموز في العام 2006، ورغم كل الدعاوى التي رفعت وطالبت بمقاضاة ومعاقبة هذه الإحتلال، لم يشهد التاريخ أن المحاكم العالمية أدانت يوماً هذا الكيان، لكن السؤال: بعد مجزرة وجريمة مستشفى المعمداني في غزة التي ذهب ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، هل ستعمل المحاكم الدولية على محاكمة الكيان؟ يرى أبو الغزلان أنه لا يعتقد أن هناك نية وإرادة لمحاكمة قادة الكيان الصهيوني في هذا الإطار، رغم وجود العديد من المنظمات والدول التي ترفع دعاوى ضد العدو الصهيوني، ولا اعتقد ان هذه الدعاوى سيكون لها نتائج ايجابية على الأقل في الفترة القليلة المقبلة لإعتبارات عديدة منها ما هو سياسي بالدرجة الأولى، فالكل مدرك أن الولايات المتحدة تقف الى جانب الكيان الصهيوني وهي حامية له وتحاول دائماً ان تصدّ عنه كل الهجمات ومنها القانونية في محاولة لحمايته من المحاكمة التي أن حُوكم عليها سيلقى جزاءاً، طبعاً إن كان هناك محكمة عادلة.

 

لكن لا اعتقد أن الولايات المتحدة في ظل هذه الظروف وفي ظل دعمها المطلق لهذا الكيان أن تقوم بالسماح بمحاكمة الكيان الصهيوني، ولنا في ذلك تجارب عديدة ذلك أن هذا الكيان ارتكب المئات من المجازر من دير ياسين الى كفرقاسم الى الطنطورة الى صبرا وشاتيلا وقانا الأولى والثانية والمنصوري، وغيرها المئات من المجازر التي سجلها التاريخ وحفظها، ولم يتم محاكمة هذا الكيان الإرهابي رغم رفع العديد من الشكاوى وطلب محاكمته، حتى اليوم لم نجد حكماً عادلاً يجرّم قادة الكيان الصهيوني، وهذا طبعاً لا يعني أن لا يستمر اصحاب الحق في تحصيل العدالة مهما كانت الظروف وكانت الطريق صعبة.

 

 

العدو الصهيوني في هذه المعركة يسعى الى رسم النصر حسب رؤيته للنصر

إذاً، معركة طوفان الأقصى إنتصار آخر للمقاومة في فلسطين وضع الكيان الصهيوني وجيشه الواهن في مواقف السخرية بعد مشاهد الهروب والفلول التي بثتها المقاومة الفلسطينية، ودفعت برئيس حكومة العدو الى الجنوب، فكان نتنياهو هو الفاشل بعيون وقراءات المحللين السياسيين والعسكريين والأمنيين الإسرائيليين، وهو الرئيس الذي يحاول التنصل من مسؤولية فشله الاستخباراتي بعملية “طوفان الأقصى”، وشتمه وتحميله المسؤولية لكل ما جرى في السابع من أكتوبر، ما جعل العدو الصهيوني أمام عدة سيناريوها، منها؛ بداية غزو او اجتياح بري، وفي هذا ختمنا حديثنا مع أمين سر العلاقات في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان هيثم ابو الغزلان، وما إذا كان الشعب الفلسطيني مستعد لهذا الاجتياح، قائلاً؛ بأن العدو الصهيوني لديه سيناريوهات عديدة يسعى من خلال هذه الحرب الى رسم النصر حسب ما يريد هو تقديم النصر للمستوطنين من خلال ممارسة إرهابه على الشعب الفلسطيني، لكن نقول: أن شعبنا الفلسطيني لن يرضخ ولن ينهزم بإذن الله تعالى، وأن المقاومة الفلسطينية التي أذاقته الويلات قتلاً وأسراً وغنائم في السابع من أكتوبر في معركة “طوفان الأقصى”، بكل تأكيد سيلقى المصير نفسه في اي عدوان بري إذا ما اتخذ قراراً بالقيام به.

 

أ.ش

المصدر: الوفاق/ خاص