والبحرين تتصدر اللائحة؛

لماذا يفكر شباب الدول العربية للخليج الفارسي بالهجرة؟

تأتي الهجرة نتيجة عدة عوامل خارجة عن إرادة المهاجر نفسه، وتتلخص في أسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية بحتة.

2022-12-17

الوفاق/ حسام رناسى/ تشكل الهجرة في إطارها العام، ظاهرة اجتماعية سلبية، تؤثر بطريقة وبأخرى على ذات المجتمع، بل أنها تزيد من تفاقم معاناة البلد علمياً واقتصادياً وبالتالي.. اجتماعياً.  الهجرة لا تأتي من لا شيء، فهي نتاج لعدة عوامل خارجة عن إرادة المهاجر نفسه، وتتلخص في أسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية بحتة. ومع ارتفاع نسبة هذه المؤثرات أو الأسباب، نجد أن أعداد المهاجرين ترتفع في ظل ذلك. بل أحياناً نجد أنه مع زيادة الاضطرابات السياسية وشيوع حالات قمع السلطات لمناطق معينة دون أخرى والتراجع الاقتصادي وزيادة الفساد، تكون هي الأرجح الأكثر بتأثيرها على القرارات التي يتخذها الشاب العربي، ومنهم في بعض دول مجلس التعاون للخليج الفارسي.

وبحسب آخر استطلاع فإن نحو 42٪ من الشباب العربي يفكرون بالهجرة إلى بلد آخر بشكل جدي، بينما قال 32٪ إنهم لا يفكرون بالهجرة من بلدهم، و25٪ قالوا إنهم لا يفكرون بالهجرة حالياً، ولكن توجد احتمالية القيام بذلك في المستقبل. وأما الشباب في دول الخليج الفارسي فقد كانت الهجرة بنسبة (13%)، حيث تتمثل الدوافع الرئيسية لهذه الرغبة في الأسباب الاقتصادية (24%)، والفساد (16%)، كما تعتبر فرص التعليم والتجارب الجديدة والأمن والأمان من الأسباب المهمة لذلك أيضاً.

أما البحرين، فقد تصدرت قائمة شباب دول الخليج الفارسي الذين يفكرون في الهجرة، حيث أظهر الاستطلاع أن 28% من العينة يفكرون في الهجرة، في حين جاءت الكويت في المرتبة الثانية بنسبة 18%، ثم سلطنة عُمان بنسبة 12، ثم الإمارات بـ3%. ورغم أن نسب الشباب في الخليج الفارسي الذين يفكرون بالهجرة قليل اليوم، لكنها في ذات الوقت، فأنها تدق ناقوس الخطر حول إمكانية زيادتها في السنوات القادمة، خاصة في ظل ارتفاع نسب البطالة بين العديد من الدول الخليج الفارسي ومنها السعودية والبحرين.

بشار ديوب، كتب حول تزايد أعداد المهاجرين الشباب من البحرين في مقال تحت عنوان”شروط الهجرة من البحرين الى أمريكا، جاء فيه: في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية الناتجة عن الاضطرابات السياسية الأخيرة في البحرين، باتت الهجرة هي الخيار الوحيد للشباب البحريني. حيث بدأوا بالتفكير الجدي باحثين عن شروط الهجرة الى أمريكا من البحرين، وبحسب الاحصائيات، فقد تصدرت البحرين قائمة دول الخليج الفارسي في هجرة شبابها، حيث بدأ ناقوس الخطر يدق أبوابها بعد ازدياد أعداد المهاجرين بالتزامن مع ارتفاع نسبة البطالة وهجرة الاشخاص الذين يمتلكون الشهادات العلمية.

وأضاف ديوب: إن الخطوة الاولى في طريق الهجرة الى الولايات المتحدة الامريكية، هي الحصول على تأشيرة السفر التي تنظم عن طريق هيئة خدمات المواطنة والهجرة. حيث تختلف التأشيرات باختلاف الغرض من السفر. وذلك بأن تشمل الزيارة المؤقتة بهدف العلاج الطبي، وهناك تأشيرة التفاوض حول عقد عمل. بالاضافة الى وجود تأشيرة خاصة بالسياحة والترفيه. وحول أسباب هجرة الشباب البحريني من بلادهم والهروب الى أمريكا أو الى باقي دول العالم، أضاف ديوب، قائلا: إن من أسباب هجرة الشباب البحريني تتلخص في أولاً، سوء ظروف العمل والمشاكل المرتبطة بالسلامة المهنية. التمييز: ومن أشكاله اختلاف الحد الأدنى لأجور العمال مقارنة بأجور العمال المهاجرين الى البحرين من بلدان أخرى. عدم إمكانية اللجوء الى القضاء إلا في حالات معينة، بل وفقدان التعويض في حال الاعتداء على العمال (الشباب البحريني). ناهيك عن انخفاض الانتاجية والنقص الكبير في فرص العمل.

بدوره يضع الاستشاري وخبير الإرشاد النفسي، الدكتور أحمد الحواجري، عدداً من الأسباب التي تجعل الشباب العربي ومنهم في الخليج الفارسي يفكرون بالهجرة؛ وأولها الارتباط بعوامل داخلية تابعة للشخص نفسه. ووفق حديث الحواجري، فمن الدوافع التي تجعل الشباب يفكرون بالهجرة من بلاد ثرية ومستقرة اقتصادياً كدول الخليج الفارسي، هي بالدرجة الأولى، العوامل الأسرية التي قد تكون من ضمن الأسباب، إضافة إلى النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. كما يرى الخبير النفسي أن بعض القيود المفروضة على الشباب والتي تحد من حرياتهم الشخصية، قد تكون سبباً آخر بتفكيرهم في الهجرة. حيث يعد عدم السماح للشباب بالتعبير عن رأيهم، كما يؤكد الاستشاري وخبير الإرشاد النفسي، ومنع التواصل أو الحجر على سلوكهم، والقيود التي تمنعهم من تلبية احتياجاتهم، من الأسباب التي تدفع الشباب للتفكير في ترك أوطانهم.

وفي العودة إلى الأسباب التي جعلت شباب البحرين يتربعون على قائمة دول مجلس التعاون للخليج الفارسي في الهجرة نجد أن السجل الحقوقي في تلك الدولة سيئ السمعة، حيث سبق أن أكد منتدى البحرين لحقوق الإنسان تزايد الاعتقال التعسفي فيها. بل وطال الاعتقال التعسفي، وفق تقرير نشره منتدى البحرين مؤخراً، 934 حالة، من بينهم أكثر من 140 طفلاً، فضلاً عن المداهمات والإخفاء القسري والأحكام المسيّسة التي تؤثر على المجتمع بشكل مباشر.