وواصلت القوات الصهيونية قصف المدنيين بعدما أوقعت غاراتها 700 شهيد خلال 24 ساعة، مما رفع الحصيلة الإجمالية إلى 6550 شهيدا، و17 ألفا و500 مصاب، جُلهم من الأطفال والنساء، حسب بيانات وزارة الصحة في القطاع.
وقالت الوزارة إنّ الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 44 مجزرة في الساعات الماضية راح ضحيتها 756 شهيداً، منهم 344 طفلاً، بالإضافة إلى إصابة 1142 مواطن بجراحٍ مختلفة.
وردّت كتائب القسام على الغارات الإسرائيلية بإطلاق صاروخ “عياش 250” على مدينة إيلات، التي تقع على البحر الأحمر وتبعد 220 كيلومترا عن غزة، كما قصفت مدينة حيفا بصاروخ “آر-160”.
وفي الضفة الغربية، استمر التصعيد الإسرائيلي، حيث استشهد 6 فلسطينيين بنيران الاحتلال، واعتقل 80 آخرون خلال عمليات اقتحام شملت مناطق بينها: مدينة جنين ومخيمها.
وبينما تتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة مع انهيار المنظومة الصحية، دعت قطر وتركيا إلى وقف الحرب على غزة وإيصال المساعدات للسكان المحاصرين. وفي نيويورك، قدمت المجموعة العربية بالأمم المتحدة وروسيا مشروعي قرارين منفصلين يدعوان إلى وقف إطلاق النار، وفي المقابل عرضت الولايات المتحدة مشروع قرار يدعو فقط إلى هُدنٍ إنسانية.
*المنظومة الصحية في غزة تخرج عن الخدمة
وأفاد المتحدث باسم الوزارة بأنّ المنظومة الصحية في غزة خرجت عن الخدمة تماماً وباتت في حالة انهيار تام، مطالباً بتدخلات عاجلة لإسعاف المنظومة الصحية المنهارة.
وأشار إلى أنّ المجتمع الدولي لم يأخذ بالاعتبار تحذيراتنا بشأن خروج المستشفيات من الخدمة، مؤكداً أنّ المنظومة الصحية خرجت من الخدمة إما بسبب القصف أو نقص الكوادر والمستلزمات الطبية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي تركزت في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة.
وتظهر الإحصائيات أنّ 65% من ضحايا الأسبوع الجاري كانت في جنوب قطاع غزة والتي يزعم الاحتلال الإسرائيلي أنها آمنة.
*الدفاع المدني: سنحفر بأيدينا لانتشال المواطنين
وقال مدير الدفاع المدني شمال غزّة، أحمد الكحلوت، إنّ عمليات رفع الأنقاض تجري في ظروف صعبة جداً، مشيراً إلى توقف عمليات انتشال الفلسطينيين والجثامين من تحت الركام بسبب انقطاع الوقود عن الحفّار الوحيد في المحافظة.
في المقابل، أكّد الكحلوت أنهم سيقومون بالحفر بأيديهم لانتشال المواطنين من بين الركام في حال توقف الآليات بسبب شحّ الوقود.
وتواصل المقاومة الفلسطينية إطلاق صواريخها نحو مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلّة ومستوطنات الاحتلال وتحشيداته العسكرية، مع دخول معركة “طوفان الأقصى” يومها الـ19.
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام استهداف حيفا المحتلة بصاروخ “R160” رداً على المجازر بحق المدنيين، كما استهدفت “إيلات” بصاروخ “عياش 250″، وقاعدة “رعيم” العسكرية برشقة صاروخية.
كذلك، أعلنت كتائب القسام إطلاق صاروخ “متبّر” تجاه طائرة إسرائيلية مسيرة في سماء خان يونس.
بدورها، استهدفت كتائب المقاومة الوطنية (قوات الشهيد عمر القاسم) جنوبي مدينة عسقلان المحتلة برشقة صاروخية، ونشرت صورة بعنوان “غزة مقبرة جيشكم”.
كما أطلقت المقاومة رشقات صاروخية باتجاه “كيسوفيم” وعسقلان المحتلة.
في غضون ذلك، قال الإعلام الإسرائيلي إنّ صفارات الإنذار تدوي في مستوطنات “غلاف غزة”، كما تدوي جنوبي حيفا.
كذلك، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنّ “كريات شمونة” التي تضم أكثر من 20 ألف مستوطن “تبدو فارغة تماماً اليوم”.
وسلّط الإعلام الإسرائيلي، اليوم، الضوء على غضب المستوطنين وامتعاضهم بعدما تكبّدوا خسائر وصفوها بالفادحة بعد عملية “طوفان الأقصى” التي شنّتها فصائل المقاومة الفلسطينية في المستوطنات المحيطة بـ”غلاف غزة”.
*شبكة الأنفاق
إلى ذلك نقلت بعض وكالات الأنباء عن خبراء عسكريين أن شبكة الأنفاق التي بنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة قد تشكل أخطر التحديات أمام الجيش الإسرائيلي إذا ما غزا القطاع بريا.
كما تشير بعض التقديرات إلى أن شبكة أنفاق حماس هي الأكبر في العالم بعد شبكة المنشآت التي بنتها كوريا الشمالية تحت الأرض.
وقد نشرت صحيفة “معاريف” تقريرا بهذا الشأن تحت عنوان “جهنم تحت الأرض، والتحدي الهائل للجيش الإسرائيلي، هذا هو عدد الأنفاق في غزة”.
ويقول جون سبنسر، رئيس دراسات الحرب المدنية في معهد الحرب الحديثة في الأكاديمية العسكرية الأميركية وست بوينت، إن حجم “التحدي في غزة مع الأنفاق تحت أرضية فريد من نوعه”.
وفي مقال نشره قبل بضعة أيام قال سبنسر، وهو ضابط سابق في الجيش الأميركي، إن شبكة الأنفاق الكبيرة والمتشعبة تشكل معضلة عصية على الحل، وخطرا يتربص بالقوات البرية الإسرائيلية.
وتشير بعض التقديرات إلى أن شبكة أنفاق غزة تضم ألفا و300 نفق، ويبلغ طولها نحو 500 كيلومتر، وأن عمق بعضها يبلغ 70 مترا تحت سطح الأرض.
ووفقا لبعض التقارير، فإن ارتفاع معظم هذه الأنفاق يصل إلى مترين فقط، في حين يبلغ عرض معظمها مترين أيضا.
ويرى بعض الخبراء أن حماس تحتفظ بمن أسرتهم في الهجوم الذي شنته على الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في تلك الأنفاق، التي يرجح أيضا أنها تستخدم لتخزين السلاح والغذاء والماء والوقود.
القسام تخوض اشتباكات في زيكيم وتقصف تل أبيب بضربة مكثفة
*تدريبات بحرية لعناصر من المقاومة الفلسطينية
بدورها أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن قوة بحرية من مقاتليها تمكنت من التسلل إلى شواطئ زيكيم جنوب عسقلان والاشتباك مع قوات الاحتلال، في حين زعم الجيش الإسرائيلي أنه قتل عددا من المتسللين.
وقالت كتائب القسام إن قوة من “الضفادع البشرية” تمكنت من “التسلل بحرا والإبرار على شواطئ زيكيم جنوب عسقلان المحتلة، وتدور اشتباكات مسلحة مع جيش الاحتلال في تلك المنطقة”.
وقال خبير عسكري إن هذا الاختراق البحري قد يكون الأكبر من جانب المقاومة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة عقب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والتي شهدت أيضا تسلل مقاومين إلى شاطئ زيكيم شمال غرب القطاع.
وانطلقت صفارات الإنذار مرتين في مستوطنتي زيكيم وكرميا مع توالي الأنباء عن عملية التسلل.
وأشار إلى أن عمليات تسلل سابقة جرت على يد بضعة عناصر من المقاومة لكن عدد المتسللين هذه المرة يبدو كبيرا وفقا لتقارير الإعلام الإسرائيلي.
من جهته، أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إحباط عملية التسلل عند شاطئ زيكيم، وقال إن قواته لا تزال تمشط المنطقة، لكنه لم يكشف عن تفاصيل بشأن حجم العملية وعدد المشاركين فيها.
* 6 شهداء واعتقال العشرات بالضفة الغربية
هذا واستشهد 6 فلسطينيين – الأربعاء- بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، واعتقل عشرات آخرون خلال عمليات اقتحام جديدة في الضفة الغربية.
وأفادت وسائل إعلام باستشهاد 3 فلسطينيين، وإصابة أكثر من 20 جراء قصف صاروخي إسرائيلي على أطراف مخيم جنين.
وحسب مصادر فلسطينية، أطلقت مقاتلة إسرائيلية 4 صواريخ تجاه مجموعة من الشبان عند مقبرة الشهداء بالمخيم، ما أوقع شهداء وإصابات.
وفي وقت لاحق الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد فتى متأثرا بجروح خطيرة أصيب بها خلال الاقتحام الإسرائيلي لجنين.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت فجر الأربعاء مدينة جنين ومخيمها، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين مقاومين من كتيبة جنين وكتائب شهداء الأقصى وكتائب عز الدين القسام.
*قافلة مساعدات جديدة تصل غزة
من جانب آخر دخلت قافلة مكونة من 20 شاحنة إلى قطاع غزة وهي رابع دفعة من المساعدات الموجهة لسكان القطاع المحاصرين، وحذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (أونروا) من أنها ستضطر إلى وقف عملياتها مساء الأربعاء إذا لم يتم تسليم الوقود، ودعت للتنسيق من أجل إرسال المساعدات التي توافق احتياجات المرحلة الحالية.
وذكر رئيس الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء خالد زايد أن الدفعة الجديدة تتضمن أدوية ومستلزمات طبية وحليب أطفال والمياه المعدنية.
*أكثر من 7 آلاف مريض ومصاب بحاجة لتدخل جراحي عاجل
من جانبه أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور أشرف القدرة -في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء- أن أكثر من 7 آلاف مريض وجريح يحتاجون إلى تدخل جراحي عاجل بعد أن خرجت المنظومة الصحية في غزة من الخدمة تماما.
وكشف القدرة أن المستشفيات في غزة باتت عاجزة عن تقديم الخدمات الصحية للمرضى والجرحى الذين يسقطون جراء القصف الإسرائيلي المستمر.
وقال إن المجتمع الدولي لم يتعامل بجدية مع نداءات الاستغاثة التي أطلقتها وزارة الصحة في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، مما سرّع انهيار المنظومة الصحية في القطاع.