ألبرت حبيبوللين يرسم “حق الفلسطيني بأرضه”

لوحة "حق الشعب الفلسطيني في أرضه" للرسام البشكيري ألبرت حبيبوللين تتألق في معرض "روح فلسطين"، ولدى الفنان العديد من الأفكار حول القضية الفلسطينية التي يمكنه أن يجسدها في لوحات مستقبلية.

تألقت لوحة “حق الشعب الفلسطيني في أرضه”، التي أبدعها الرسام البشكيري ألبرت فهيموفيتش حبيبوللين، في معرض “روح فلسطين”، الذي نظمه فرع تشوفاش في “الجمعية الإمبراطورية الأثوذكسية الفلسطينية”، في قاعة المعارض بمتحف بوغولما للتقاليد المحلية في جمهورية تتارستان، بمشاركة أعمال عشرات الفنانيين في الاتحاد الروسي وخارجه.

 

في المعرض، تمكن الحاضرون من لمس تاريخ الأرض الفلسطينية الممتد لألف عام ومشاهدة الديار الإسلامية والمسيحية المقدسة على اللوحات، من المساجد والكنائس وأماكن الحج والمناظر الطبيعية الخلابة والآثار التاريخية ومشاهد الحياة اليومية، وكذلك صور الأشخاص العاديين.

 

تواصل فلسطين جذب وإلهام إبداع الرسامين المعاصرين. وقد حظيت فكرة تنظيم المعرض بدعم فنانين محترفين من العديد من مقاطعات روسيا ومدنها إلى جانب الفنانين الأجانب. واعتبر منظمو المعرض أنه “رسالة نحو السلام في الأراضي المقدسة”، و”دعوة إلى العدالة والحفاظ على الصداقة الممتدة منذ قرون بين شعبي روسيا وفلسطين”.

 

وعرضت عشرات اللوحات التي تستعيد عناصر قضية الشعب الفلسطيني المحقة في أرضه، والتي تجسد الاحتلال الصهيوني الطويل، ومن العناصر المتكررة في اللوحات شجرة الزيتون المتشبثة بالأرض، والكوفية الفلسطينية، والمفتاح الذي يرمز إلى حق عودة الشعب الفلسطيني من الشتات إلى أرضه المحتلة، والمسجد الأقصى وقبة الصخرة، والراية الفلسطينية الخفاقة.

 

لكن الفنان البشكيري حبيبوللين جسّد في لوحته الهجرة اليهودية إلى فلسطين قبل 75 عاماً واقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بالحديد والنار، ونضالهم في سبيل استعادة حقهم السليب.

 

“يبدو أنه على الرغم من أن أوفا (عاصمة باشكورستان) بعيدة من فلسطين، إلا أنها بالنسبة إلى حبيبوللين قريبة جداً. علم الفنان في الربيع الماضي، أن هناك معرضاً دولياً بعنوان “روح فلسطين”، يمكن أن يشارك فيه فنانون روس وأجانب”، وفق الكاتبة البشكيرية غولنظيرا إشبيردينا.

 

واقترح عليه زميله الفنان وكيل شيهدينوف المشاركة. وأخبره أنه في تشيبوكساري، غير البعيدة عن أوفا، يعيش البروفيسور بسام خيري البلوي، رئيس فرع تشوفاش في “الجمعية الفلسطينية”، وهو يقوم شخصياً باختيار اللوحات لعرضها في مناطق روسية مختلفة.

 

انكب ألبرت، وهو من مواليد أوزبكستان عام 1969، على دراسة تاريخ فلسطين. وكان قد انحفر “الصراع” الإسرائيلي – الفلسطيني، في ذاكرته عبر شاشة التلفزيون، ولكن من أجل الانغماس بشكل أعمق في الموضوع. قرأ ما تيسر له من الكتب ومن ثم بدأ يرسم.

 

ألبرت رسام محترف، وفنان غرافيكي، وفنان أعمال زخرفية وتطبيقية، وعامل متحف، وعضو في الاتحاد الإبداعي للفنانين في روسيا منذ عام 2015. عرض أعماله في أوفا، وفي عدد من المدن الروسية والمعارض الدولية والجماعية وشارك في المسابقات والمشاريع والندوات.

 

وتضيف إشبيردينا “من غير المرجح أن تترك لوحاته المخصصة لفلسطين أي مشاهد غير مبال. يبدو أن ألبرت أصاب الهدف، لدرجة أن ممثلي السلطة الوطنية الفلسطينية قرروا منحه لقب “شخصية العام 2023”. وكان هذا اللقب قد منح للعديد من الشخصيات العالمية المشهورة”، لا سيما أن المعرض يتزامن مع الذكرى الــ 34 على إنشاء السلطة.

 

ويقول ألبرت حبيبوللين: “كان من المفترض أن ينتقل المعرض إلى فلسطين في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وقد اشتريت بطاقة سفر بالفعل، لكن التصعيد الحالي الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين أعاق خططي. بالطبع، لا يمكنني الذهاب إلى هناك حيث تنفجر القذائف كل يوم. لكنني سأستمر في الرسم. لم أفعل ذلك من أجل المكافأة، لقد كانت هذه القضية قابعة في روحي، وهكذا اندلعت من خلال الإبداع عبر الرسم”.

 

لدى الفنان العديد من الأفكار حول القضية الفلسطينية التي يمكنه أن يجسدها في لوحات مستقبلية. وقد نالت لوحات الفنان تقديراً من جمعية الاستديوهات المتنقلة في العاصمة الأردنية عمّان، التي اطلع وفد منها على أعماله في معرض “فلسطين – تاريخ ولون”.

 

يحلم ألبرت حبيبوللين أن ينتقل معرض “روح فلسطين” إلى مدينته أوفا، لأن المعرض كان قد نظم بالفعل في موسكو وقازان وتشيبوكساري وكيروف وإيجيفسك، والعديد من المدن الروسية الأخرى.

 

وتمثل باشكورستان، لا سيما طبيعتها الساحرة وأرضها وشعبها، الموضوع الرئيس في أعمال حبيبوللين. وهو اليوم مشغول بسلسلة من لوحات “باشكورت آتي” (حصان الباشكير). كما يستعد لإقامة معرض شخصي العام المقبل، ولديه العديد من الخطط، لكن فلسطين أخذته من كل ذلك إلى الانغماس في قضية شعبها.

 

وفي المناسبة، خلال مدة استعداده للمعرض، زار ألبرت، تشوفاشيا، حيث التقى ببسام البلوي، وانضم إلى “الجمعية الفلسطينية الإمبراطورية الأرثوذكسية”، التي يرأسها اليوم سيرغي ستيباشين. وهي واحدة من أقدم الجمعيات في روسيا، تأسست عام 1882 بمرسوم من الإمبراطور ألكسندر الثالث. وقد أنشئت لتعزيز حركة الحج الروسي إلى الأراضي المقدسة والدراسات العلمية الفلسطينية والتعاون الإنساني والتعليمي مع شعوب المشرق. واليوم، وبمساعدة هذه الجمعية، يتم تنظيم معارض “روح فلسطين”، من بين العديد من النشاطات الأخرى.

 

أ.ش

المصدر: الميادين