أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية “محمد إسلامي” في إشادة منه بقانون الإجراء الإستراتيجي الذي وافق عليه أقره مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في كانون الأول/ديسمبر 2020، والذي يطالب الحكومة بزيادة تخصيب اليورانيوم عالي المستوى، ويطالب الولايات المتحدة برفع جميع العقوبات، أن العمل الاستراتيجي كان قانونا جيدًا لتطوير الصناعة النووية وأدى تطبيقه إلى رفع مستوى التخصيب في البلاد إلى أكثر من ضعفين في تاريخ الصناعة النووية.
وقال إسلامي السبت خلال اللقاء مع أعضاء اللجنة الاستراتيجية بمجلس الشورى الاسلامي في مبنى منظمة الطاقة الذرية بطهران: تم إعداد وثيقة شاملة لتطوير الصناعة وخلق القدرات المحلية على مستوى صناعات البلاد وتستمر خطط المنظمة على أساس هذه الوثيقة.
*وفورات اقتصادية كبيرة
وأكد رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية أنّ “الطاقة النووية وإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية يحققان وفورات اقتصادية كبيرة للبلاد”، موضحاً أنها “فعالة في الحدّ من استهلاك الوقود الأحفوري وغير المتجدد وكذلك في الحد من المشاكل البيئية”. ونوّه الى أنه “إذا تمّ الاهتمام بهذه القضية، فسيمكننا ذلك من إيجاد موارد جيدة لتطوير المعرفة النووية وتقديم المساعدة لقطاعات أخرى مثل الطب والزراعة”. وفي مطلع عام 2021، بدأت إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، ورفعت تدريجياً مستويات التخصيب حتى 60%.
وقدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أحدث تقرير ربع سنوي أنه اعتباراً من 21 آب/أغسطس 2022، امتلكت إيران ما يساوي أكثر من 300 كغ من اليورانيوم المخصب بنسبة تزيد على 20٪، من اليورانيوم يو -235، بما في ذلك نحو 50 كغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪.
*زيارة مرتقبة لمسؤولي الوكالة الدولية
وكان إسلامي أكّد، الأربعاء، أنّ مسؤولين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزورون بلاده في الأيام القليلة المقبلة، في محاولة لإزالة عقبة بشأن “آثار يورانيوم عُثر عليها في مواقع إيرانية غير معلَن عنها”، آملاً أن تساعد زيارة مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على حل القضايا مع الوكالة.
ومنذ أيام، أكد إسلامي أنّ “إيران ستعود إلى الإلتزام الاتفاق النووي في حال رفع العقوبات المفروضة عليها”، لافتاً إلى أنّ “الأماكن التي فتشتها الوكالة الذرية هي مزرعة ماشية، ومنجم مهجور، وساحة لتجميع الخردة يزعم أنّها كانت موقعاً لأنشطة إيران النووية”.
*ظروف مناسبة للبلاد
في السياق، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة النووية “اسماعيل كمالوندي”: ان قانون الاجراء الإستراتيجي، هيأ ظروفا مناسبة في البلاد؛ مبينا، انه “بفضل هذا القانون، تسنى لنا اليوم تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%”.
وقال “كمالوندي” خلال حضوره اجتماع لجنة الطاقة بمجلس الشورى الاسلامي السبت، بان “الجهود العلمية والدراسات مستمرة دون توقف داخل المنظمة بهدف تطوير اجهزة الطرد المركزي الجديدة، وذلك في ظروف مميزة”.
وتعليقا على ما يردده الاعلام الغربي بين حين وآخر، بشان “وجود خيارات اخرى على الطاولة”، قال كمالوندي : لقد بات واضحا بان هكذا تخرصات هي للاستهلاك الداخلي والدعائي فقط. وأكمل: لاشك ان طاقات وقدرات ايران النووية فرضت حقائق جديدة على هؤلاء.
*قرارات غربية غير بنّاءة
وعلى صعيد الزيارة المرتقبة لمبعوثي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي كانت قد إنصاعت لضغوط امريكية في عدّة مرات دون التشاور مع ايران كما تقتضيه واجباتها ومسؤولياتها الدولية، رحب «میخائیل اولیانوف» ممثل روسيا في مفاوضات الغاء الحظر ضد ايران بالزيارة المرتقبة للفريق الفني التابع للوكالة الدولية إلى إيران، وأكد وجود احتمال التوصل الى نتيجة ايجابية في المفاوضات اذا تم الغاء العناصر التحريضية في جدول أعمال مجلس الحكام التابع لهذه الوكالة. وأكد المسؤول الروسي أن هذه المفاوضات كانت من المقرر أن تجري في 2 نوفمبر الماضي إلا ان اميركا والمانيا وفرنسا صادقت على قرار في غير وقته وغير بناء في اجتماعها في شهر نوفمبر الذي دعا له مجلس الحكام كان الهدف منه ممارسة الضغوط على طهران، مما أدى الى تأجيل هذه اللقاءات.
*زيادة تخصيب بما ينسجم مع الإستخدامات السلمية
وفي الأول من كانون الأول 2020، أقر مجلس الشورى الاسلامي مشروع قانون خطة العمل الإستراتيجية لرفع العقوبات وحماية مصالح الشعب الإيراني، والتي تمت الموافقة عليه بصفة عاجل جداً بأغلبية 251 صوتاً. وفي هذا الإجراء الإستراتيجي تلتزم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بإنتاج ما لا يقل عن 120 كيلوجراماً من اليورانيوم بنسبة تخصيب تصل الى 20 بالمئة سنوياً في منشآة الشهيد علي محمدي (فوردو) وتخزينه خلال شهرين من بدء اعتماد هذا القانون. ومن أجل تحقيق قدرة 190 ألف وحدة تخصيب، تلتزم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بعد إقرار هذا القانون، بتخصيب اليورانيوم المخصب وزيادة إنتاجه بمستوى تخصيب يتناسب مع كل من الاستخدامات السلمية للبلاد، بمعدل شهري لا يقل عن 500 كيلوجرام. وفضلاً عن ذلك، تلتزم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بالبدء في تركيب وحقن الغاز وإثراء وتخزين المواد إلى الدرجة المناسبة من التخصيب في غضون 3 أشهر، مع ما لا يقل عن 1000 جهاز IR-2m في منشأة الشهيد أحمدي روشن (نطنز).