المعارض السعودي عبدالله الغامدي لـ"الوفاق":

 ستصبّ مشاريع بن سلمان لصالح المعارضة

ابن سلمان يحفر قبر العائلة الحاكمة بيده ليعلن نهاية حكم آل سعود قريبا

2022-12-18

مصطفى ريحاني

فيما أقيم مهرجان (ميدل بيست) الموسيقي في السعودية والذي أثار ضجة إعلامية كبيرة ونال إستياء الكثريين بسبب إنتشار فيديوهات كثيرة عن تواجد شواذ يحملون أعلام قوس وقزح إلى جانب تواجد المغنيات والراقصات، أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع المعارض السعودي عبدالله الغامدي والذي يعرفه السعوديون عبر حسابه الشهير على تويتر ونص الحوار كما يلي:

كيف تقرأون ظاهرة إزالة الدين والقيم الإسلامية من المجتمعات الإسلامية العربية خاصة في السعودية؟

شخصياً لم استغرب من مشروع إزالة الدين والقيم الإسلامية في المجتمعات الإسلامية فمن عرف حقيقة غالبية الحكام عرف توجههم المستقبلي.

برأيكم ما هي أهداف وسائل الإعلام وهيئة الترفيه السعودية من إبعاد المجتمع عن الدين الإسلامي الحنيف؟

الهدف الرئيسي هوالهوية، لأن الهوية تعتبر عامل قوي جدا في توحيد صف المسلمين،كما شاهدنا في أيام الثورات العربية أوالربيع العربي،كما يسمى، وأيضا هناك رغبة غربية وتحديداً صهيونية من أجل تسهيل عملية التطبيع مع الكيان المحتل لفلسطين, فكما هومعروف الجيل الذي لا يملك هوية ومشغول بتلبية شهواته وتقليد الأقوى سيخضع لأي دخيل عليه.

اليوم نرى العلماء يُسجنون في السعودية في حال تتاح الفرصة للراقصات والمغنيات وحتى المثليين بالظهور في المهرجانات ويفعلون مايشاءون مدعومين من قبل السلطات السعودية التي تدعي أنّ هذه المهرجانات من أجل ترفيه الشباب وإفراح المجتمع. ما هورأيكم في هذه المسألة؟

هذه المسألة يتحمل مسؤوليتها كل الدعاة وشيوخ القبائل والمصلحين، لأن المعارضة السعودية حذرت الجميع بحقيقة فساد الأسرة السعودية الحاكمة لكنهم تجاهلوا هذه التحذيرات من أجل تحقيق مصالح بسيطة جدا ومحدودة مقارنة بحجم مشروع تتفيه الشعب وسلخه عن هويته ودينه الذي كان يسعى له النظام السعودي، ولكن وعلى المدى البعيد ستصب مشاريع الدولة لصالح المعارضة التي كانت تحذر مما وقع فيه الناس اليوم من سعي واضح لسلخ الشباب والبنات عن هويتهم وعن دينهم بعد أن كان هذا المشروع يتم بشكل مخفي وغير ظاهر في العهود السابقة لعهد ابن سلمان من أجل التغيير الشامل والذي يبدأ برأس الدولة.

منذ تولٌي محمد بن سلمان لولاية العهد، أصبحت المملكة نقطة مركزية في الشرق الأوسط لإقامة مهرجانات موسيقية وتواجد المغنيات وما شابه ذلك. ما هي أهداف محمد بن سلمان من إتخاذ هذه السياسات؟

هدفه الحرب على الإسلام وخصوصا الإسلام السياسي والاجتماعي والاقتصادي وتحويل الدولة إلى حكم دكتاتوري فردي يشرّع ويصدر القوانين حسب رغباته وشهواته. هذا على المدى القصير، أما على المدى البعيد فهويريد أن ينقل الحكم لأبنائه من بعده.

يومياً نرى مقاطع وصور عن الشواذ في المملكة يفعلون مايشاءون بشكل علني في المهرجات التي تقام فيها وذلك من دون ملاحقة أومحاسبة من قبل العائلة الحاكمة. ما سبب عدم تعرض الشواذ لأيّ محاسبة قانونية؟

السبب حتى يظهر محمد بن سلمان أمام المجتمع الغربي بأنّه حاكم منفتح على ما يراه الغرب حقاً من الحقوق الفردية ليخفّف من حملة الانتقاد الّتي توجّه له بصفته حاكماً دكتاتورياً قاتلاً في الإعلام الغربي.

بعد تولّي محمد بن سلمان لولاية العهد حاول أن يظهر صورة متقدمة جداً عن إدارته للسعودية. هل نجح في تحقيق سياساته كما يدّعي؟

لوكان في السعودية شفافية ومحاسبة لعرف المغيبون من الشعب أن هذه الصورة كاذبة بينما الصورة الحقيقية هي أن الفساد ما زال ينخر في جسد الدولة وسيستمر حتى يقضي عليها.

كيف ترون مستقبل النظام السعودي؟

مستقبل السعودية بشكل عام معتم وستزيد العتمة من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية بسبب غياب أهم مقومات بقاء أي نظام سياسي. فالفساد يتسع والظلم والقمع ينتشر وعدد الفقراء والعاطلين وأصحاب الدخل المحدود في دولة النفط في ازدياد والقضاء يقف في صف الطاغية والإعلام مستمر في الكذب والتضليل والدجل وتنتشر حالة من النفاق بين شرائح المجتمع بسبب القمع والدولة تسعى لتهديم هوية الشعب وتطبيعه على أمور ترفضها الأغلبية الصامته من الناس التي ستنفجر في يوم من الأيام!

فكل هذه العوامل التي ذكرناها وغيرها الكثير هي عوامل هدم لأي نظام سياسي وإن اعتقد هذا النظام أنه قوي وحكمه دائم،لأنه يعيش في جومن الكذب يشعره بالقوة وهذا ما حدث بالضبط مع ولي العهد السابق محمد بن نايف عندما انقلب عليه ابن عمه محمد بن سلمان رغم اعتقاد الكثير ممن حوله بأنه قوي وصاحب شخصية قيادية، وأيضا ما حدث مع الكثير من أفراد الأسرة الحاكمة الذين استحوذ ابن سلمان على أموالهم وسجن بعضهم وعذب بعض آخر.

فمختصر الكلام نستطيع أن نقول: أن ابن سلمان يحفر قبر العائلة الحاكمة بيده ليعلن نهاية حكم آل سعود قريبا.

المصدر: الوفاق خاص