الأسرة والحياة:

أسباب المشاكل الزوجية

طبيعة عمل الأب الصعبة التي تبعده عن أسرته لفترة طويلة أيضاً لها تأثير على علاقته بزوجته وابنائه

2022-12-18

تعد الأسرة في كل زمان ومكان، عمود المجتمع وأساس تكوينه ونشأته وتمدنه، لذلك فكلما تقوت المنظومة الأسرية وبلغت أوج عطائها التربوي من جهة، ومن جهة أخرى حققت أقوى أواصر التماسك والترابط فيما بينها، فهي في هكذا حال تكون قد بَنَت أسوة بباقي الأسر، اللبنات الأولى للمجتمع القويم السليم. بل يمكن القول بأن الأسرة هي الخلية الأساسية في بناء مجتمع متطور، وتعرض هذه الخلية إلى مشاكل دون حلها أو معرفة التعامل معها ممكن أن يؤثر سلباً على جميع أفراد العائلة خصوصاً الأطفال والمراهقين، لذلك فإن الحفاظ على أسرة مترابطة أمر ضروري. إذن، فما هي المشاكل التي ممكن أن تتعرض لها الأسرة؟ وكيف يمكن التعامل معها؟ ما تأثيرها على الأبناء؟ إن المشاكل الأسرية هي اضطرابات في العلاقة بين أفراد الأسرة مع بعضهم البعض، أو مشاكل يتعرض لها أحد الأفراد ويكون لها تأثير على باقي أفراد الأسرة، تنتج غالباً عن ضغوطات الحياة الخارجية المختلفة مثل الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية أو ضغوطات داخلية، ويشمل مصطلح المشاكل الأسرية غالباً المشاكل المتعلقة بالعائلة الصغيرة، من ضمنها المشاكل الزوجية والتربوية.

ومن الممكن أن تكون هذه المشاكل أساسية مثل مواقف محددة أو تراكمية، ناتجة غالباً عن عدم تفهّم الأفراد لآراء ورغبات بعضهم البعض، ومن الممكن أن تؤثر سلباً على سلوكيات أفراد الأسرة من نواحي مختلفة، وقد تتطور إلى خلافات أو زيادة في التوتر بين الزوجين أو بين أحد الأبوين والأبناء، مما يمكن أن يسبب فقدان الاحترام بين أفراد الأسرة الواحدة. كما إن تطور المشكلات الأسرية دون معرفة أسبابها وعلاجها، من شأنه أن يتسبب في هدم بنية الأسرة ككل، وأكثر من يتأثر بهذه المشاكل هم الأطفال والمراهقون، نتيجة هذه المرحلة الحرجة في تكوين شخصية الأطفال، فهي أكثر مرحلة يحتاجون بها لوجود عائلة مستقرة متفاهمة خالية من الاضطرابات.

وهناك الكثير من العوامل التي قد تسبب في ازدياد المشاكل الأسرية كما تختلف هذه المشاكل حيث أن لكل عائلة مشاكلها وقضاياها، ومن أكثر المشاكل الأسرية التي قد تتعرض لها الأسرة: 1. مشاكل أسرية اجتماعية: كالتغيرات الاجتماعية، التي لها دور رئيسي في المشاكل الأسرية، فالعلاقة الصحيحة بين الزوجين والأبناء هي أساس لبناء الأسرة السعيدة. أيضاً المشاكل النفسية والعاطفية في الأسرة: كطبيعة العلاقة العاطفية بين أفراد الأسرة والمشاعر التي يكنها كل منهم للآخر، حيث تؤثر بشكل مباشر على استقرار الأسرة وسعادة أفرادها وعلاقاتهم مع بعضهم البعض، فعدم وجود الحب والتفاهم بين الأبوين وطغيان مشاعر التحدي والتنافس والخيانة أو الغيرة بينهما سوف يلقي بأثره على طبيعة حياة الأسرة وجميع أفرادها.

وأيضاً طبيعة عمل الأب الصعبة التي تبعده عن أسرته لفترة طويلة أيضاً لها تأثير على علاقته بزوجته وابنائه بالإضافة لأن التربية الخاطئة يمكن أن تشيع مشاعر الغيرة والبغض بين الأخوة وكل ذلك سيكون أثره سلبي حتماً على حياة الأسرة ككل. وهناك مشاكل الأسرة الثقافية: وتظهر المشاكل الثقافية في الأسرة في حال كان الزوجان من بيئة ثقافية دينية أو عرقية مختلفة أو طبقة اجتماعية مختلفة وينعكس هذا الاختلاف على الحياة اليومية، كما تظهر هذه المشاكل في تربية الأطفال، لذلك على الزوجين التعامل مع هذا الاختلاف بنضج وحذر لبناء أسرة مستقلة ومترابطة.