تضاربت الأخبار بين الكيان الإسرائيلي والبحرين فيما يخص سحب السفراء وقطع العلاقات الإقتصادية، بعد مطالبات شعبية في البحرين بطرد السفير الإسرائيلي من البحرين وسحب السفير البحريني من تل أبيب وقطع العلاقات وإنهاء التطبيع المذل.
وعلى الرغم من أن البرلمان البحريني أصدر قراراً بسحب السفراء وقطع العلاقات الإقتصادية مع الكيان الإسرائيلي، إلاّ أن الخارجية الإسرائيلية أكدت أنّ “إسرائيل” لم تتوصّل باي إخطار أو قرار من حكومة البحرين وحكومة “إسرائيل” بإعادة سفيري البلدين”. وقالت في بيان يوم الخميس 2 نوفمبر/تشرين ثاني 2023، أنّ العلاقات بين “إسرائيل” والبحرين “مستقرة”.
وأشارت إلى أنّ صدور “القرار هذا القرار من قِبَل مجلس النواب وليس وزارة الخارجية البحرينية يشير على الأرجح إلى أنّ هذه الخطوة تهدف إلى “تهدئة الراي العام البحريني” بشان الموقف الرسمي من العدوان على غزة.
بدوره، نفى الصحافي الإسرائيلي باراك دايفيد صحة خبر مغادرة السفير الإسرائيلي في المنامة وعودة السفير البحريني من تل أبيب.
ونقل دايفيد، في منشور على منصة “أكس”، عن مسؤول بحريني تأكيده أنّ السفير البحريني لم يُستدعَ من تل أبيب ولم يطرأ تغيير على العلاقات البحرينية – الإسرائيلية.
وكان مجلس النواب البحريني قد قال، يوم الخميس، إنّ السفير الإسرائيلي في المنامة قد غادرها، وادّعى أنّه تقرَّر إعادة السفير البحريني من تل أبيب.
وفي السياق نفسه، قال الأمين العام الأسبق لـ “جمعية العمل الديمقراطي – وعد”، إبراهيم شريف، إنّ “مثل هذا “الاعلان” حول “مغادرة” من سمّاها “سفير الوسخة” و”عودة” سفيرنا (البحريني) و”وقف” العلاقات الاقتصادية كان يجب أن يصدر من الحكومة بقرار يحمل طابع الإلزام، مستنداً إلى سلطة القانون والدستور”.
وتساءل شريف، في منشور على “أكس”: “ماذا تعني كلمة “مغادرة” السفير الصهيوني أو “عودة” السفير البحريني؟ هل تم ذلك كإجراء احتجاجي، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يوجد تصريح من الجهة المسؤولة: وزارة الخارجية؟”.
وتابع متسائلاً: “هل يستطيع النواب تفسير معنى “وقف” العلاقات الاقتصادية في الأسبوع نفسه الذي صدّرت فيه البحرين شحنة من المنتجات النفطية للكيان الغاصب؟”.
واعتبر أنّ “سياسة “رفع العتب” التي يمارسها مجلس النواب لا تنفع الناس ولا قضيتهم المركزية”، مخاطباً النواب بالقول: “كونوا كما يأمل الناس فيكم: رجالاً ترفع الدروازة لا رجال المطنزة والعازة”.
ووصف القيادي في جمعية تجمع الوحدة الوطنية عبدالحكيم صبحي بيان مجلس النواب بـ “موقف مشوّش”، موضحاً أنّ “إعلان التطبيع جاء من وزارة الخارجية وإعلان مجلس النواب لا هو من جهة اختصاص وغير واضح هو قطع علاقة أم تجميد علاقة المجمّدة أصلاً بسبب الحرب (على غزة) أم ماذا؟”.
وقال صبحي، في منشور على المنصة نفسها: “زواج عار مشهر وطلاق المفترض يمحي العار سري”.
بدوره، قال الشيخ حسين الديهي، نائب الأمين العام لجمعية “الوفاق” الوطني الإسلامية، في حوار مع موقع “العهد” الإخباري: “إطلاقاً ليس وارداً لدى السلطة في البحرين التراجع عن خيانة التطبيع، فهي تعتبر أنّه خيار استراتيجي للحفاظ على أمنها وسلطتها واستبدادها، لكنه رهانٌ فاشل وتعويلٌ على كيان زائل وسيزول معه كل رعاته والمدافعون عنه”.
8 جمعيات سياسية تطالب الحكومة بقطع العلاقات: إعلان “مغادرة” سفير الاحتلال للمنامة و”عودة” السفير البحريني شكلي بلا قيمة
بدورها طالبت 8 جمعيات سياسية بحرينية الحكومة البحرينية بـ “سرعة قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني وإبطال ما ترتب عليه من جميع أشكال التطبيع”.
وأكدت الجمعيات، في بيان مشترك، أنّ “الإعلان عن مغادرة سفير الكيان الصهيوني من البحرين وعودة سفير البحرين هو إجراء شكلي لا قيمة له ولا يرتقي إلى ما نطالب به”.
وأدانت “جرائم العدو الصهيوني والأعمال الانتقامية البشعة ضد الفلسطينيين في غزة وفلسطين التي تتعارض مع القانون الإنساني وجميع الأعراف والمواثيق الدولية”.
وطالبت مجلس النواب بـ “اتخاذ إجراءات وقرارات فاعلة تتناسب والإجرام الصهيوني البغيض لمساندة أهلنا في غزة وكل فلسطين، من خلال استخدام الأدوات الدستورية”.
وحثّت “الموقعين على اتفاقيات مع الكيان الصهيوني لاتخاذ موقف موحد بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني فوراً، وإلغاء جميع الاتفاقيات الموقَّعة معه”.
وفيما يلي أسماء الجمعيات الموقِّعة على البيان المشترك:
1- تجمع الوحدة الوطنية
2 – جمعية المنبر الوطني الإسلامي
3 – المنبر التقدمي
4 – التجمع القومي
5 – التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي
6 – الصف الإسلامي
7 – الأصالة الإسلامية
8 – الوسط العربي الإسلامي
الخارجية الإسرائيلية: صدور قرار “مغادرة” السفراء من “النواب البحريني” وليس الخارجية يهدف لتهدئة الرأي العام في البلاد
بدورها عادت وزارة الخارجية الإسرائيلية لتؤكد ، يوم الخميس 2 نوفمبر/تشرين ثاني 2023، إنّ صدور قرار “مغادرة” السفير الإسرائيلي للمنامة و”عودة” السفير البحريني من تل أبيب وليس من وزارة الخارجية البحرينية “يشير على الأرجح إلى أنّ هذه الخطوة تهدف إلى “تهدئة الراي العام البحريني” بشأن الموقف الرسمي من العدوان على غزة.
وأضافت الخارجية الإسرائيلية، في بيان، إنّ “إسرائيل” لم تتوصّل بأي إخطار أو قرار من حكومة البحرين وحكومة “إسرائيل” بإعادة سفيري البلدين”.
وأشارت إلى أنّ العلاقات بين “إسرائيل” والبحرين “مستقرة”.
من جهته، قال العضو في الأمانة العامة لجمعية “الوفاق” سيد طاهر الموسوي إنّ “وزارة خارجية كيان الاحتلال سخرت من بيان مجلس النواب البحريني حول مغادرة السفير الإسرائيلي وقطع العلاقات الاقتصادية بين البحرين و”إسرائيل”.
وتساءل الموسوي، في منشور على منصة “أكس”: “هل صدر مرسوم بتعيين مجلس النواب (البحريني) ناطقاً باسم وزارة الخارجية البحرينية؟”، وأكد الموسوي أنّ “مطلب شعب البحرين إلغاء اتفاق التطبيع بشكل كامل”.
وجاء إعلان الخارجية الإسرائيلية رداً على بيان مجلس النواب البحريني، يوم الخميس، الذي قال فيه إنّ السفير الإسرائيلي في المنامة قد غادرها، وادّعى أنّه تقرَّر إعادة السفير البحريني من تل أبيب.
أ.ش