وفي حصيلة أولية، قالت وزارة الصحة بغزة، إن 15 شهيدًا و54 مصابًا وصلوا للمستشفى الإندونيسي جراء استهداف مدرسة الفاخورة، التي تعد من أكثر أماكن الإيواء اكتظاظًا.
وجاءت مجزرة الفاخورة، بعد أقل من 12 ساعة من استهداف مدرسة أسامة بن زيد في حي الصفطاوي، والتي لا تبعد كثيرًا عن الفاخورة، وراح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، حيث أوضحت صورًا مروعة جثث الشهداء محترقة ومتفحمة جراء الاستهداف المباشر للمدنيين النازحين بالمدرسة.
ولم تقتصر مجازر العدو على النازحين في مدارس “أونروا”، حيث استهدف الطيران الحربي للعدو صباح السبت بوابة مستشفى النصر، ما أدى لوقوع العشرات بين شهيد وجريح، إضافة لاستهداف 3 مستشفيات، وهي الشفاء والإندونيسي والقدس بقصف مباشر على بواباتها، ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات، في تركيز وتكثيف لاستهداف الأماكن التي تأوي النازحين.
*اليوم الـ29 من العدوان الصهيوني على غزة
وفي اليوم الـ29 من العدوان الصهيوني على غزة، حيث ارتكبت القوات الصهيونية أكثر من مجزرة في عدوانها المستمر على القطاع، واصلت طائرات الاحتلال غاراتها المكثفة على القطاع، واستهدفت مناطق عدة فيه، وفي آخر التطورات قال مصدر محلي إن مسيرة إسرائيلية قصفت منزل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بصاروخ في مخيم الشاطئ بغزة.
وحسب آخر إحصاءات الإعلام الحكومي في غزة، ارتفعت حصيلة العدوان إلى أكثر من 9500 شهيدا، بينهم 3826 طفلا و2405 نساء، بالإضافة إلى 23 ألف مصاب، وأكثر من ألفي مفقود.
من ناحية أخرى، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -بعد محادثات أجراها مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تل أبيب- أنه لن يوافق على هدنة إنسانية مؤقتة من دون إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
في المقابل، أفاد الجيش الإسرائيلي بارتفاع عدد قتلى جنوده وضباطه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 341، وأن عدد الجنود الذين قتلوا في المعارك البرية بغزة بلغ 26 جنديا. وأضاف جيش الاحتلال أن 260 جنديا إسرائيليا أصيبوا منذ بداية العملية البرية.
*غوتيريش يشعر “بالرعب”
هذا ويواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ 29 على التوالي استهداف المدنيين ومرافق القطاع الصحي، إذ قصف طيران الاحتلال السبت مدخل مستشفى النصر للأطفال غرب غزة وخزان ماء عموميا يغذي عدة أحياء شرق رفح جنوبي القطاع، وذلك بعد أن استهدف سيارات إسعاف ومراكز إيواء.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن شعوره “بالرعب” إزاء الضربات الإسرائيلية التي تستهدف المشافي وسيارات الإسعاف.
كما أفاد مصدر محلي بأن جيش الاحتلال يستهدف مصادر الطاقة المتبقية لسكان القطاع المحاصر، إذ قصف مولد الكهرباء الرئيسي في مستشفى الوفاء بغزة وأخرجه عن الخدمة، بالإضافة إلى استهداف ألواح الطاقة الشمسية في المنازل.
وقالت وسائل إعلام إن الغارات الإسرائيلية استهدفت صباح السبت منزلين في مخيم النصيرات ورفح، أسفرت عن استشهاد 7 فلسطينيين، كما استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون باستهداف منزل في خان يونس جنوبي القطاع، ووقعت غارة على منطقة تل الزعتر شمالي القطاع.
*استهداف سيارات إسعاف
ومساء الجمعة، قالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال الإسرائيلي تعمد استهداف سيارات الإسعاف أمام مستشفى الشفاء، مما أسفر عن استشهاد 15 فلسطينيا وإصابة 60 آخرين، في حين قال مصدر طبي إن القصف تزامن مع قصف آخر لسيارات إسعاف كانت متوجهة إلى معبر رفح لنقل جرحى.
وقد أقر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بقصف سيارة إسعاف، قائلا إنه رصد استخدامها من طرف مجموعة تابعة لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في منطقة القتال، حسب زعمه.
من جهته، نفى المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة أن تكون قافلة الإسعاف التي استهدفتها القوات الصهيونية تقل مسلحين، مضيفا أن ما تم استهدافه في القافلة هو سيارتا إسعاف لا سيارة واحدة.
*تدمير دور عبادة
كما أفادت مصادر إخبارية بأن غارة إسرائيلية دمرت مسجدا في حي الصبرة جنوب مدينة غزة صباح السبت.
ويستهدف العدوان الإسرائيلي دور العبادة في القطاع، إذ صرّح المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن الاحتلال دمر حتى الآن بشكل كامل 54 مسجدا، وألحق أضرارا متفاوتة بـ 110 مساجد أخرى، فضلا عن استهدافه 3 كنائس.
وأضاف المكتب الحكومي أن الاحتلال يدعي أنه قصف 12 ألف هدف في غزة منذ بدء العدوان، لكن كل أهدافه مدنية موزعة بين البيوت الآمنة والمرافق العامة والمستشفيات.
*اشتباكات في القطاع
بدورها أعلنت كتائب القسام مقتل 5 جنود إسرائيليين إثر مهاجمة قوة تابعة لجيش الاحتلال في مبنى شمال غرب مدينة غزة، وأكدت أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة عدد من الجنود.
وكان الجيش الإسرائيلي قال إن صافرات الإنذار تدوي في مستوطنة كيسوفيم بغلاف غزة بعد إطلاق صواريخ من القطاع.
وقامت السلطات الإسرائيلية قبل سنوات ببناء ملجأ لكل بيت في المستوطنة التي تتعرض لصواريخ المقاومة بغرض حماية سكانها، لكن بالرغم من وجود الملاجئ فإن العديد من سكان المستوطنة قُتلوا وأُسروا خلال عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
*حزب الله يستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية
في السياق استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان موقع الجرداح الإسرائيلي مقابل بلدة الضهيرة في القطاع الغربي من جنوب لبنان السبت، في حين قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن المدفعية ترد على مصادر النيران.
وأفادت وسائل إعلام بأن القوات الإسرائيلية تقصف محيط موقعها في جل العلام مقابل بلدة الضهيرة اللبنانية وتستهدف منطقة اللبونة في القطاع الغربي من جنوب لبنان.
كما أفاد مصدر ميداني بأن حزب الله استهدف 3 مواقع عسكرية إسرائيلية مقابل القطاع الغربي من جنوب لبنان.
وأشار إلى أن مقاتلي الحزب هاجموا مواقع “الجرداح” و “حدب البستان” و “جل العلام” بأسلحة متنوعة. وقد نفذت مقاتلات حربية إسرائيلية غارة في محيط بلدة “اللبونة”.
وقال حزب الله في بيان: “هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية في أوقات متزامنة من قبل ظهر يوم السبت 04-11-2023 بالصواريخ والأسلحة المناسبة عددًا من مواقع جيش الاحتلال الصهيوني وهي: موقع جل العلام، الجرداح، حدب البستان، المالكية والمطلة، وحقّقوا فيها إصابات مباشرة إضافة إلى تدمير التجهيزات الفنية والتقنية”.
وأفاد مصدر محلي، بأن حزب الله استهدف وأسقط منطاد تجسس كان قد رفعه الجيش الإسرائيلي فوق موقع مسكافعام المقابل لبلدة العديسة جنوب لبنان.
من جهة أخرى، قال حزب الله في بيان آخر إنه استهدف عند الساعة 01:00 من بعد ظهر يوم السبت موقع العباد بالصواريخ والأسلحة المناسبة ودمر قسما من تجهيزاته.
كما قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدات لبنانية على الحدود الإسرائيلية، مما تسبب باندلاع حرائق في الأحراش المحيطة بهذه البلدات.
وزعم الناطق العسكري الإسرائيلي إن قوات الجيش دمرت نقطة مراقبة تابعة لحزب الله على الأراضي اللبنانية.
*استهداف قاعدة الشدادي
بدورها أعلنت فصائل عراقية السبت، استهداف قاعدة الشدادي الأمريكية جنوب مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا.
وجاء في بيان صادر عن المقاومة الإسلامية في العراق: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق، قاعدة الاحتلال الأمريكي في الشدادي جنوب مدينة الحسكة السورية، بواسطة الصواريخ، وقد تمت إصابتها بشكل مباشر”.
ويأتي هذا الاستهداف، غداة استهدافات مماثلة نفذتها “المقاومة الإسلامية في العراق” على قاعدتي “حرير” الجوية الأمريكية في أربيل شمال العراق، و”خراب الجير” الأمريكية شمال شرقي سوريا.
كذلك، أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” الجمعة، استهداف مدينة إيلات الإسرائيلية بالصواريخ.
وكانت المقاومة الإسلامية في العراق أعلنت أنها ستبدأ من الأسبوع القادم بمرحلة جديدة تستهدف فيها قواعد أعدائها بشكل أوسع وأشد.
*قيادي في حماس: واثقون من إلحاق الهزيمة بالاحتلال
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان خلال مؤتمر صحفي: نحن واثقون من إلحاق الهزيمة بالاحتلال في هذه المواجهة. ولم يتمكن الاحتلال حتى الآن من تحقيق أي مكسب عسكري.
وأضاف حمدان، تمكن مقاومونا تحييد مئات من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح وسلطاته تتكتم على الأعداد الحقيقية.
كما أكد أن العالم يرى عدوان الاحتلال ولا يحرك ساكنا. والفلسطينيون لن يقتنعوا بأن السلام سيتحقق دون زوال الاحتلال. والاحتلال اعتدى على 105 مؤسسات صحية وأخرج 5 مستشفيات من الخدمة. حيث أن المستشفيات في قطاع غزة باتت عاجزة عن التعامل مع العدد الكبير من الجرحى.
كما قال: أننا نحمّل الولايات المتحدة ورئيسها شخصيا المسؤولية عن استهداف المدنيين في قطاع غزة.
*اجتماع الأردن
من جانب آخر قالت وزارة الخارجية السعودية إن اجتماع عمّان ناقش العمل على تهيئة الظروف لاستعادة مسار السلام، بما يكفل حقوق الشعب الفلسطيني.
وأضحت الوزارة أن الاجتماع -الذي عقد السبت- بحث الموقف العربي الداعي لوقف العمليات العسكرية في غزة وإيصال المساعدات فورا.
وضم اجتماع عمّان وزراء خارجية قطر والسعودية والولايات المتحدة الأميركية والأردن والإمارات ومصر وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
كما قال ملك الأردن “ندين المجازر التي ترتكب بحق المدنيين في غزة والتصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية”، مؤكدا أن “من واجب الدول العربية الضغط على المجتمع الدولي والقوى الدولية الفاعلة لوقف الحرب على غزة”.
بدوره شدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وجنوب لبنان أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في عمّان السبت.
من جانبه شدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة.
وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في اجتماع مع الوزير الخارجية الأميركي في العاصمة الأردنية عمّان، على ضرورة تضافر الجهود الدبلوماسية والدولية لفتح معبر رفح بشكل دائم.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن تواصل القصف يضاعف الكارثة في غزة ويعقّد إطلاق سراح الأسرى.
*سلطنة عمان تطالب بمحكمة دولية لجرائم الكيان الصهيوني في غزة
إلى ذلك طالبت سلطنة عمان السبت، بتشكيل محكمة دولية لجرائم الحرب المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، حيث سقط أزيد من 9 آلاف شهيد في العدوان الإسرائيلي، المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأعربت الخارجية العمانية -في بيان نشرته على منصة إكس- عن بالغ استنكار السلطنة وإدانتها الشديدة لاستمرار المجازر وجرائم الحرب، التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وتابعت، أن من الجرائم المجزرة المروعة والوحشية تلك التي استهدفت – الجمعة- مدرسة أسامة بن زيد، التابعة لوكالة أونروا الأممية، في شمال قطاع غزة.
وجاء في البيان أن قوات الاحتلال قصفت – السبت- مدرسة الفاخورة، التابعة لوكالة أونروا الأممية في جباليا، ومدخل مستشفى النصر للأطفال غرب غزة، وخزان ماء عموميا يغذّي أحياء عدة شرق رفح جنوبي القطاع.
*إعلام العدو يتحدث عن تنكيل الجنود بالمعتقلين
في سياق آخر خلف اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة بالضفة الغربية إصابات في صفوف الفلسطينيين، في حين وقعت اشتباكات مع مقاومين بمخيم بلاطة شرقي نابلس.
واقتحمت قوات الاحتلال مخيم الفوار وبيت أمّر في محافظة الخليل، كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم بلاطة شرقي نابلس، واندلعت اشتباكات بينها وبين مقاومين فلسطينيين بالرصاص الحي والعبوات محلية الصنع.
واندلعت مواجهات خلال المداهمات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في عدد من قرى قبلان وتل وقريوت ودير شرف في محافظة نابلس، وبلدة الجلمة شمال جنين، ومخيم شعفاط بالقدس المحتلة، وبلدتي بيت عنون ودورا بالخليل جنوبي الضفة الغربية.
وحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، فإن” قوات الاحتلال شنت حملة تفتيش لعدة منازل، ولمركز طبي، ولمحلات تجارية في المناطق التي اقتحمتها”.
وأشارت مصادر في قرية تل إلى أن “مواجهات اندلعت مع القوات من عدة محاور، أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع، كما صادرت القوات دراجة نارية”.
وقالت مصادر محلية لـ”وفا” إن “قوات الاحتلال اقتحمت قرية خرسا، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز السام المدمع باتجاه المواطنين، مما أدى إلى إصابة شاب بعيار معدني في القدم”.
كما أصيب فلسطيني برصاص مستوطن في مخيم شعفاط شمال شرق القدس المحتلة.
وذكرت “وفا” أن مستوطني بسغات زئيف في بلدة بيت حنينا ومخيم شعفاط أطلقوا النار على منازل المواطنين في المخيم، مما أدى إلى إصابة شاب بالرصاص الحي.
وأضافت أن “قوات كبيرة اقتحمت مخيم شعفاط، واندلعت مواجهات قرب الحاجز العسكري المقام على مدخل المخيم، أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز السام تجاه المواطنين، والمنازل القريبة من الحاجز العسكري”.
واستشهد 9 فلسطينيين – الجمعة- بنيران الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، حسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية.
في السياق ذاته، قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن جنود الجيش الإسرائيلي يصورون أنفسهم وهم يسيئون معاملة الفلسطينيين أثناء اعتقالهم في الضفة الغربية.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، قد وثق عمليات تنكيل وتعذيب بحق مدنيين ومعتقلين فلسطينيين.
وقال المرصد إن عائلات فلسطينية أفادت بتعرض أبنائها لعمليات تعذيب واسعة أثناء احتجازهم من قبل الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الماضية.
د.ح