شهيد التقدم
فسألته لماذا تركت التدريس ؟ قال إن بعض العائلات لا تتبع التقاليد الشرعية. ثم تدارك وروى احدى ذكرياته ، وقال: في اليوم الأخير الذي ذهبت فيه للتدريس ، كانت والدة التلميذ الذي كنت أدرسه لا ترتدي حجابا مناسبا . وقفت خلف الباب لبرهة حتى تتحشم ، لكنها كانت غير مبالية. فقلت ، على الأقل احضري لي شيئا لاغطي نفسي به! ثم غادرت ولم أعد بعد ذلك. (احد طلبة الشهيد).
في عامي 1998 و 1999 ، كانت هناك نقاشات حول التعددية الدينية ، وفي تلك الأيام تابعنا مناقشات السيد جوادي آملي، حيث كان يتحدث عن موضوع : الكثرة او التعددية تؤدي الى الوحدة في العالم . دارت هذه المناقشات في أذهاننا أثناء الإصلاحات. ومرة كنت في محاضرة للدكتور ، حيث استخدم صيغة التجاذب بين شحنتين كهربائيتين أو معادلة العلاقة بين كتلتين ، ثم وضع صيغًا متشابهة معًا وقال بلطف شديد ، “هل ترى الوحدة؟” كان الأمر ممتعًا جدًا بالنسبة لنا في تلك الايام . في ذلك الوقت ، في رأيي ، قارنت هذه المناقشة بكلمات السيد جوادي آملي. بعد ذلك سمعت من زوجته أنهما كانا يتابعان مناقشات الدكتور جوادي آملي الفلسفية والصوفية. لم أكن أعرف ذلك في تلك الايام . (طالب الشهيد).
كان معتادا على ترتيل القرآن . بصراحة ، كان له صوت جميل. سجلت أحدى صديقاتي صوته. يرتل بأسلوب القارئ “برهيزكار” . وكان يتماهى مع الشاعر حافظ، يستمتع بقراءة ديوان حافظ الى حد عندما كان يقرأ اشعاره، كانت الدموع تنهمر على خديه. في بعض الأحيان أراد أن يشارك زوجته. كان يأتي إلى المطبخ ويقول: عزيزتي استمعي إلى ما قاله ، ثم يبدأ يقرأ ، في الوقت الذي كنت فيه أغسل الصحون أيضًا. لقد تصرفت كما لو كنت أستمع إليه. فوضعت القدر وجلست. قلت اقرأ. اقرأ هذا البيت مرة أخرى. أردت أن أبين له أنني كنت استمتع بتلاوة الشعر. لقد استمعت إليه باهتمام شديد. ربما شعر أنني فهمت قليلاً أيضًا و سيكون سعيدا. لطالما سألت الله ما الذي حدث كي تضع مجيد في طريقي ؟ (زوجة الشهيد).
في عام 1985 أو 1986 قررت العودة من جبهة القتال والعودة مرة أخرى الى الدراسة. بعد إكمال بعض الدورات ذهبت إلى الدكتور و قلت إن بعض الدورات تتطلب بعض المحاضرات التمهيدية ولا يمكنني فهمها . ثم قلت : يالسعادتك! فقال الدكتور : لسنا نحن السعداء ولكن انتم السعداء ! فقلت لماذا؟ قال إنك حققت أشياء في جبهة القتال لا يمكننا تحقيقها مهما درسنا أو تعلّمنا. خلال الحرب ذهب البعض للاستشهاد. لكن الدكتور نفسه قدم أسبابًا ليصبح شهيدا . طبعا ذهب الدكتور مرتين إلى جبهات القتال . وقد شارك أيضا في عملية المرصاد. (احد اصدقاء الشهيد اثناء الدراسة ).
يتبع…..