التزام طويل الأمد ودائم للوصول إلى الأهداف

 المدن الإيرانية التي تحمل لقب “مدينة الإبداع”

 تم تسجيل خمس مدن إيرانية في شبكة اليونسكو كمدن ابداعية: أصفهان وبندر عباس كمدن إبداعية في الحرف اليدوية والفنون المحلية، ورشت وكرمانشاه كمدن إبداعية في فن الطهو

2022-12-18

الوفاق/ لكي تصبح المدينة عضواً في شبكة المدن الإبداعية في العالم، يجب أن تتم عملية التقديم من خلال بلدية تلك المدينة. لهذا الغرض، كل عامين، يتم تقديم ملف وطلب أربع مدن مرشحة إلى اليونسكو، ومن هذه المدن، يتم اختيار مدينتين للعضوية على الأكثر. ستضع العضوية في هذه الشبكة المسؤوليات على عاتق البلدية، وهي في الواقع التزام طويل الأمد ودائم للوصول إلى أهداف مشتركة. يقع على عاتق المدن التي تتقدم بطلب عضوية في هذه الشبكة التزام أكبر ويجب عليها تقديم تقرير عن أداء المدينة في المجال المطلوب. بالإضافة إلى ذلك، يجب على البلديات إظهار أدائها كمدينة إبداعية قدر الإمكان من خلال تنفيذ المشاريع والسياسات ذات الصلة. تتم مراجعة المدن الإبداعية وتقييمها كل 4 سنوات من قبل اليونسكو لمعرفة كيفية تنفيذ الإجراءات والأنشطة والتزامات البلديات، وإذا لم تتمكن المدينة من تنفيذ استراتيجيات اليونسكو ضمن الإطار الزمني المحدد، سيتم ازالتها من قائمة المدن الإبداعية في العالم. منظمة اليونسكو صارمة للغاية في هذا المجال

في عام 2004، اقترحت اليونسكو مشروعاً يسمى شبكة المدن الإبداعية. يجب أن تستفيد المدن التي تصبح أعضاء في هذه الشبكة من الإبداع من أجل التنمية المستدامة لمدينتهم. في الواقع، الإبداع هو محور كل أنشطة وقرارات هذه المدن.

الغرض من الترويج للمدن الإبداعية هو تقوية وتعزيز الإبداع على مستوى المدن المعنية. إن إنتاج وتوزيع المنتجات الإبداعية، واستخدام التعبير الإبداعي في مختلف القضايا، والاستفادة من الإبداع والصناعات الثقافية في تنمية المدينة من بين أهداف وأعمال هذه المدن.

الغرض من إنشاء شبكة المدن الإبداعية هو إنشاء شبكة من المدن التي تستفيد من الإبداع بمثل هذه الأهداف. في هذه المدن، من الضروري استخدام القدرات المحلية والثقافية والمناخية والخلفية الثقافية للناس في الخطط الحضرية.

تتعهد المدن الأعضاء في هذه الشبكة بنقل خبراتها إلى مدن إبداعية أخرى وخلق علاقات تعاون بين مختلف أجزاء المجتمع المدني.

تعمل المدن الإبداعية في سبعة مجالات من الحرف اليدوية وفنون السكان الأصليين وفنون الإعلام والأفلام والتصميم وفن الطهو والأدب والموسيقى. تعد هذه الشبكة عاملاً للتعرف على ثقافات العالم المتنوعة ومعرفة الخصائص الفريدة لكل مدينة من خلال جذب المستثمرين والسياح الأجانب،لكي تصبح عاملاً في ازدهار المدينة في المجالات الثقافية والاقتصادية.

كما تم تسجيل خمس مدن إيرانية في هذه الشبكة، بما في ذلك أصفهان ورشت وسنندج وبندر عباس وكرمانشاه. تُعرف أصفهان وبندر عباس باسم المدينة الإبداعية للحرف اليدوية والفنون المحلية، وتُعرف رشت وكرمانشاه باسم المدينة الإبداعية لفن الطهو، وتُعرف سنندج باسم المدينة الإبداعية للموسيقى.

أصفهان مركز الفنون المحلية في إيران
كانت أصفهان أول مدينة في إيران تم تسجيلها في هذه الشبكة في عام 2015. ازدهرت فيها اعمال النقش على النحاس، والتطعيم، والتطريز، وصنع اللباد، ونسج الحرير والتطريز الحريري، ونسج القماش، وصناعة الفخار والسيراميك، وتطريز على الجلد، وفن الزخرفة بالمينا، وفن التذهيب والحفر على الخشب والمنمنمات، وصناعة البلاط، والتطريز، والتجليد، وصنع الأضرحة، ونحت الفيروز يعتبر جزءاً من الفنون المحلية في أصفهان.

رشت مدينة الأطعمة المتنوعة

رشت، المدينة الإبداعية لفن الطهو كانت مدينة رشت مع أصفهان أول المدن الإيرانية التي انضمت إلى شبكة المدن الإبداعية في العالم، نظراً لقربها من دلتا نهر سيفيد الخصبة، تستفيد مدينة رشت، عاصمة محافظة جيلان، من الموارد الطبيعية الواسعة، سواء من حيث البيئة والغذاء، وباستخدام هذه الموارد، لديها مجموعة متنوعة من المواد الغذائية والمنتجات. بالإضافة إلى كل هذا، يرتبط الطبخ وفن الطهي في رشت بتعزيز وحماية التراث الثقافي لمنطقة جيلان؛ هذا يعني أنه خلال القرون المختلفة والأجيال المختلفة، لم تحافظ الأطباق المحلية في رشت على وصفاتهم القديمة فحسب، بل نقلت أيضاً طرق الطهي وحتى أطباقهم من الزمن الماضي إلى الحاضر. لقد تضافرت كل هذه العناصر حتى يتم الاعتراف بمدينة رشت من قبل اليونسكو كمدينة إبداعية للطعام.  قال روشن بابائي، مدير مجموعة عمل السياحة الإبداعية بجامعة جيلان ورئيس اللجنة العلمية لتسجيل مدينة رشت الإبداعية لفن الطهو، عن سبب تسجيل هذه المدينة: “وجود 220 نوعاً من الأطعمة المحلية، منوعة من المنتجات الغذائية المحلية، وهي السبب الرئيسي لتسجيل رشت في شبكة المدن الإبداعية.

وفي عام 2016، تم اختيار مدينة رشت كمدينة طعام إبداعية. تشتهر محافظة جيلان ومدينة رشت بثقافتهما الغذائية المتنوعة. اختيار المواد الخام المحلية المناسبة للموسم والموارد الغذائية الطبيعية الغنية ونقل وصفات الطبخ إلى جانب الاستخدام السليم للأدوات وثقافة الطعام هي من بين الأسباب التي جعلت رشت مسجلة كمدينة طعام إبداعية.

من أطباق رشت الشهيرة:  تكة اللحم (كته كباب)، الكباب الحامض (كباب ترش)، الدجاج الحامض (مرغ ترش)، ميرزا ​​قاسمي، يخنة الثوم (سير قلية)، مرق الفسنجون، كال كباب، مرق حصرم مسما (غوره مسما)، وهي بعض الاكلات الإيرانية المعروفة في هذه المدينة.

الحرف اليدوية في بندر عباس جزء مهم من اقتصاد المدينة

تم تسجيل بندر عباس في الشبكة العالمية للمدن الإبداعية عام 2018. تتميز بندر عباس، بتنوع المأكولات البحرية من قبيل الروبيان والسمك والموسيقى المحلية والحرف اليدوية والفنون المحلية، ولكن نظراً لأهمية وخلفية الفنون المحلية لهذه المدينة، تم اختيار بندر عباس كمدينة إبداعية في هذا المجال. الحرف اليدوية في بندر عباس، والتي تعد جزءاً مهماً من اقتصاد المدينة، تشمل الحرف اليدوية العملية والبحرية والملابس المحلية والآلات الموسيقية.

سنندج، المدينة الإبداعية للموسيقى

كما تم تسجيل مدينة سنندج في الشبكة العالمية للمدن الإبداعية في عام 2018. في مجال الموسيقى، أصبح عظماء هذه المدينة مشهورين عالمياً وموسيقى سنندج ذات أهمية عالية. الدف هي واحدة من الآلات الموسيقية الهامة في هذه المدينة، وهي مسجلة أيضاً في التراث الثقافي الوطني.

الموسيقى الكردية لها أنماط وأغاني مختلفة، الكابوكي، غول نيشان وحيراني من أشهر الأغاني الكردية، قامت فرق موسيقية مختلفة مثل مجموعة تنبور شمس، التي تشكلت منذ أكثر من 35 عاماً بقيادة كيخسرو بورناطري، بأداء أنشطة موسيقية رائعة،  من ناحية أخرى، تنتشر جميع أنواع الموسيقى في مدينة سنندج وتشتهر هذه المدينة بأنها أحد المراكز الهامة لإنتاج الآلات الموسيقية المختلفة مثل تنبور، الدف وغيره ويمكن رؤية الآلات التي تصنع بأيدي الفنانين والأصالة فيها. لهذا السبب، وفقاً لليونسكو، تم اختيارها لتكون مدينة إبداعية للموسيقى. يعتبر عزف الدف في الاحتفالات المختلفة وأداء الدف من قبل فنانين بالملابس المحلية في قصر خسروآباد في سنندج من أجمل الأمثلة على الفن الموسيقي في هذه المدينة التي تجذب الكثير من السائحين كل عام على شكل جولات في سنندج.