تنديد دولي باقتحامها.. والأمم المتحدة: المستشفيات في غزة ليست ساحة حرب

مستشفى الشفاء في أيدٍ مجرمة.. والعدو يحولها إلى ثكنة عسكرية

تواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم الـ40، وفي حين أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي أنهم بدؤوا في حفر قبور للشهداء بالمستشفى، حيث اقتحم جيش الاحتلال المجمع الطبي بزعم إطلاق عملية ضد حركة حماس فيه.

2023-11-15

فيما أعلن الجيش الصهيوني مقتل ضابطين برتبة نقيب، وإصابة 4 عسكريين آخرين بجروح خطيرة، أثناء المعارك شمالي قطاع غزة، مما يرفع عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية إلى 48، لكن كتائب عز الدين القسام أعلنت أن مقاتليها تمكنوا منذ صباح الثلاثاء من قتل 9 جنود صهاينة وتدمير 22 من الدبابات والآليات، كليا أو جزئيا، في كافة محاور التوغل بقطاع غزة.

في التفاصيل، واصلت قوات الاحتلال الصهيوني اعتداءاتها على مجمع الشفاء الطبي في غزّة منذ ساعات ليل الثلاثاء حتى فجر الأربعاء، ضمن عداونها، الذي يستهدف المنظومة الطبية والمرضى والنازحين في المستشفيات، وجميع مقومات الحياة في القطاع.

وأكّدت وسائل إعلام في غزة أنّ قوات الاحتلال، حوّلت مستشفى الشفاء إلى ثكنة عسكرية، ونقلت أنّه خلال اقتحامها كبّلت عدداً كبيراً من الأطباء وأطلقت النار على بعضهم، بما يسمح لهذه القوات توسيع اعتداءها في أروقة المجمع الطبي.

وتابعت أنّ قوات الاحتلال اقتحمت قسم غسيل الكلى، والعناية المركّزة وأقسام تخصصيّة أخرى.

ووصفت ما ترتكبه قوات الاحتلال في “الشفاء” بـ “جريمة حرب”، مشيرةً إلى أنها حاصرت أيضاً المجمع الطبي بالدبابات التي تقصف بها على أقسامه.

*مركز للاعتقال والتنكيل

من جهته، علّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان على العدوان الإسرائيلي على المستشفى بالقول إنّ “إسرائيل”حوّلت مباني المجمع الطبي إلى مركزٍ للاعتقال والتنكيل بالمرضى والنازحين، فضلاً عن الأطقم الطبية.

وأدان المرصد بشدّة هذا الاقتحام الذي جرى بتعزيزات عسكرية صهيونية كبيرة. وأعرب عن مخاوفه من حدوث عمليات قتل وجرائم إعدام قد يرتكبها الاحتلال في “الشفاء”.

وتطرّق المرصد إلى حجب الاحتلال صوت مسؤولي وزارة الصحة عن الإعلام، وأيضاً عدم سماحه لأي أطراف دولية ثالثة، وحتّى  المنظمات الأممية من الاطلاع، ليكون هو الطرف الوحيد المتحكم في المشهد، لافتاً إلى أنّ ذلك يثير الشكوك مسبقاً على الرواية الإسرائيلية التي ستصدر لاحقاً.

وعمل الاحتلال على نشر رواية تضليلية بالتزامن مع اقتحامه “الشفاء”، تزعم أنّ المستشفى يضمّ أسرى إسرائيليين، لكن سرعان ما دُحِضت هذه الراواية على لسان مراسل الشؤون العسكرية في إذاعة “جيش” الإسرائيلي، دورون كادوش، الذي أكّد أن لا وجود لأسرى إسرائيليين في المستشفى.

وتأتي تصريحات كادوش بعد أنّ كان الاحتلال قد أصرّ على نشر روايةٍ تضليلية تتعمّد استهداف مجمّع الشفاء الطبي بأنّه يمثّل “بنيةً عسكرية للمقاومة” وأنّ المقاومة تحتجز فيه أسرى إسرائيليين.

وقد هدّد الاحتلال الإسرائيلي وزارة الصحة الفلسطينية، تزامناً مع بثّه لمزاعمه وروايته المُضلّلة، باقتحام مجمّع الشفاء الطبي، بعد محاصرته لعدّة أيام وإطلاق النار المستمر على مبانيه وأقسامه المختلفة.

*ارتقاء شهداء ووقوع جرحى

وقالت وسائل الإعلام أنّ شهداءً ارتقوا ووقع جرحى في الاعتداءات الصهيونية على مستشفى الشفاء فجر الأربعاء، وذلك بالتزامن مع غاراتٍ شنّها الاحتلال على باحات المستشفى.

وقال مدير عام المستشفيات في غزّة محمد زقوت إنّ “الاحتلال استهدف مستشفى الشفاء بعدّة غاراتٍ واقتحم قسم الطوارئ واعتدى على المرضى”.

وتابع زقوت أنّ عشرات الجنود الصهاينة اقتحموا قسم الطوارئ في مجمّع الشفاء، مؤكّداً أنّ الاتصالات مع المجمّع مقطوعة، وأنّ قوات الاحتلال “تتحكم بالمعلومات حول الوضع في داخله”.

من جهتها، أعربت منظمة الصليب الأحمر الدولي عن “قلقٍ عميق” من جرّاء اقتحام “الجيش” الإسرائيلي مستشفى الشفاء في غزّة.

وأكدت أنّ الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جريمة حرب في مستشفى الشفاء، وذلك بعد أن اقتحمه بمئات الجنود وطّوقه من كل الجهات.

وأفادت وسائل إعلام بأنّ قوات كبيرة من جيش الاحتلال دخلت إلى أقسامٍ داخلية من مجمّع الشفاء، مؤكّدةً أنّها تكّبل عدداً كبيراً من الأطباء والنازحين، وأنّها طلبت من المتواجدين في المستشفى مغادرته عبر طريقٍ زعمت أنّه آمن، ثم أطلقت النار باتجاه الأطباء.

ووفق مراسلين وكالات الأنباء فإنّ “معظم مستشفيات شمال غزة وجنوبها أصبح خارج الخدمة بفعل العدوان الصهيوني المستمر على القطاع”.

المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قال إنّ الاحتلال أطلق النار داخل مجمع الشفاء رغم معرفته بوجود 9000 من الطواقم الطبية والجرحى والنازحين.

وأكد أنّ المستشفيات والطواقم الطبية في بؤرة الاستهداف منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة. مشيراً إلى أنّ “جيش” الاحتلال قتل 198 طبيباً وممرضاً ومسعفاً واستهدف 55 سيارة إسعاف وأخرج 25 مستشفى عن الخدمة.

*الاحتلال لم يجد عناصر من “حماس”

وقال مدير عام المستشفيات في غزة محمد زقوت إنّ “الاحتلال استهدف مستشفى الشفاء بعدة غارات واقتحم قسم الطوارئ واعتدى على المرضى”.

وأكد زقوت أنّ “الاحتلال اقتحم أكثر من مستشفى ولم يجد أي وجود لعناصر من حماس أو أي فصيل فلسطيني”.

وتابع أنّ عشرات الجنود الإسرائيليين اقتحموا قسم الطوارئ في مجمع الشفاء، مضيفاً أنّ “الاتصالات مقطوعة مع مجمع الشفاء وقوات الاحتلال تتحكم بالمعلومات حول الوضع في داخله”.

وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني “الاحتلال والمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية كامل المسؤولية عن سلامة آلاف الطواقم الطبية والجرحى والنازحين” بداخله، محذراً من “ارتكاب مجزرة في المستشفى”.

وبحسب مصادر إخبارية، قامت قوات الاحتلال بمحاصرة المستشفى ونشرت دباباتها في محيطه، وهددت مدير مجمع الشفاء الطبي بصورة شخصية في مكالمة هاتفية.

وحمّلت حركة “حماس” الاحتلال الاسرائيلي والرئيس الأميركي جو بايدن مسؤولية اقتحام “جيش” الاحتلال مجمع الشفاء، وأكّدت أنّ “تبنّي البيت الأبيض لرواية الاحتلال باستخدام المقاومة لمجمع الشفاء كان بمثابة الضوء الأخضر لارتكاب المجازر”.

بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إنّ “الولايات المتحدة شريكة في الجريمة التي يرتكبها الاحتلال في اقتحام مستشفى الشفاء الطبي”، مضيفةً أن “الاحتلال يعجز عن تحقيق أي أهداف عسكرية في غزة لذلك يستقوي على المدنيين والمرضى”.

وكان المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، أوضح سابقاً أنّ مجمع “الشفاء” يضم تقريباً 10 آلاف شخص، بينهم النازحون الذين يبقون بلا حماية ومن دون طعام أو ماء. وتابع أنّ الطواقم دفنت 100 شهيد في ساحة المجمع الطبي بعدما تعفنت الجثث.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة أعلن مساء الثلاثاء أنّ عدد الشهداء ارتفع إلى 11320 شهيداً، مشيراً إلى أنّ 70% منهم من الأطفال والنساء.

وتابع أنّ 198 شخصاً من الكوادر الطبية استشهدوا في هذا العدوان، كما ارتقى 51 صحفياً.  ولفت إلى وجود 3600 مفقود منهم 1755 طفلاً لا زالوا تحت الأنقاض.

*أعمدة دخان تتصاعد من مستشفى الشفاء

في السياق تصاعد التنديد الدولي الأربعاء إزاء اقتحام جيش الاحتلال الصهيوني لمجمع الشفاء الطبي في غزة، في حين قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إن “المستشفيات ليست ساحة حرب”.

وفي تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، قال غريفيث “ينتابني الذعر حيال أنباء الاقتحام العسكري لمستشفى الشفاء (في غزة)، المستشفيات ليست ساحة حرب”.

وشدد غريفيث على ضرورة أن تكون لحماية الأطفال حديثي الولادة والمرضى والطواقم الطبية وجميع المدنيين الأولوية على كافة الاهتمامات الأخرى.

بدورها، نددت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كاثرين راسل بالمشاهد المفجعة التي رأتها خلال زيارة قامت بها إلى قطاع غزة في خضم الحرب بين القوات الصهيونية وحركة حماس، مطالبة بـ”إيقاف هذا الرعب”.

وأكدت أنّ أكثر من 4600 طفلٍ ارتقوا في غزة وأصيب نحو 9000 آخرين، وذلك في العدوان الصهيوني المستمر على القطاع لليوم الـ40.

وأضافت أنّ أكثر من 100 من موظفي مؤسسات “الأونروا” استشهدوا أيضاً من جراء القصف الإسرائيلي على القطاع، منذ الـ 7 من تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي.

وقالت راسل التي زارت جنوب القطاع “إن ما رأيته وسمعته كان مفجعا. لقد تحملوا القصف والخسارة والنزوح المتكرر. داخل القطاع، لا يوجد مكان آمن ليلجأ إليه أطفال غزة المليون”.

من جهته، قال المتحدث باسم الصليب الأحمر بغزة هشام مهنا، إنهم مستعدون لممارسة دورهم وسيطا محايدا، مضيفا لكن نفتقد التدابير الأمنية التي تمكننا من ذلك.

وبين المتحدث أنهم تواصلوا مع جميع الأطراف لمنع حدوث كارثة في مجمع الشفاء، مشيرا إلى أن الصليب الأحمر لم يتمكن من إيصال المساعدات والوصول إلى مناطق شمال غزة؛ بسبب الخطورة الشديدة واستهداف الطرق الرئيسة.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قد أكدت الثلاثاءن أنها تواصل جهودها لضمان الإفراج عن الأسرى في غزة، خاصة عبر اتصالات مباشرة مع حماس وأفراد آخرين لهم نفوذ لدى الأطراف المعنيين.

*إدانة أردنية

عربيا، حمل الأردن الكيان الصهيوني مسؤولية حماية المدنيين والطواقم الطبية العاملة في مستشفى الشفاء، وقالت إن الاقتحام “انتهاك للقانون الدولي الإنساني وخصوصا اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب لعام 1949”. جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الأردنية، أدانت فيه المجازر التي ترتكبها القوات الصهيونية في غزة.

وشددت الخارجية الأردنية على أن الأوضاع الخطيرة في غزة “تفرض على مجلس الأمن تحمل مسؤوليته القانونية”. وطالبت المجتمع الدولي “بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والعمل على الضغط على الكيان الصهيوني، القوة القائمة بالاحتلال، لوقف عدوانها المتواصل وحربها واستهدافها للمدنيين وخصوصا النساء والأطفال والتي لا يجوز تبريرها تحت أي مبرر أو ذريعة”.

من جهتها، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتدخل دولي عاجل لتوفير الحماية للطواقم الطبية والمرضى والنازحين في مجمع الشفاء الطبي.

وقالت الخارجية في بيان إن الاقتحام يمثل “انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف، وامتدادا لمجمل الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد شعبنا”.

بدوره قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن ما ترتكبه القوات الصهيونية في قطاع غزة “عار على جبين من يدعمون العدوان ويوفرون له الغطاء السياسي والعسكري”.

ولفت إلى “أننا رفضنا بكل قوة وسنظل نرفض دائما كل مخططات التهجير والترحيل لأبناء شعبنا من وطنهم”، مشددا على أن “قطاع غزة جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين وهو ضمن مسؤولياتنا الوطنية التي لا يمكن أن نتخلى عنها”.

*قوات الاحتلال تقرّ بمقتل وجرح عسكريين صهاينة

وعلى المستوى الميداني أفادت وسائل إعلام الأربعاء، بأن المقاومة الفلسطينية تتصدى للتوغل الصهيوني على أكثر من محور في غزة، وتجهز على المزيد من الجنود والآليات.

وأعلنت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر الأربعاء، مقتل ضابطين برتبة نقيب، وإصابة 4 عسكريين آخرين بجروح خطيرة، أثناء المعارك شمالي قطاع غزة الثلاثاء.

وبحسب بيان قوات الاحتلال فإن الضابطين هما نائب قائد فصيل في الكتيبة 9217 في لواء النقب، ونائب قائد فصيل في كتيبة “شاكيد” في لواء “جفعاتي”.

كما أصيب بحسب البيان ضابط قتال من كتيبة 82 من اللواء الـسابع، وجندي من كتيبة شاكيد، بجروح خطيرة في المعارك في شمالي القطاع.

ووصل عدد جنود الاحتلال القتلى بذلك إلى 48 جندياً قتيلاً منذ بدء التوغل البري في غزة، و363 جندياً منذ 7 أكتوبر، بحسب الأرقام التي يكشفها جيش الاحتلال للإعلام الصهيوني، على الرغم الرقابة الشديدة التي يمارسها.

من جانبها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أنّها قصفت الحشود والآليات العسكرية في موقع “كرم أبو سالم” جنوبي قطاع غزّة بقذائف “الهاون” من العيار الثقيل.

ودكّت السرايا، بقذائف الهاون، جنود العدو الصهيوني وآلياته في محور جنوبي غربي غزة.

وأفاد المراسل العسكري لسرايا القدس بأنّ مقاتلي السرايا يخوضون اشتباكاتٍ ضارية مع قوات العدو الصهيوني المتوغلة في منطقة السلاطين، غربي بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة.

*سرايا القدس: أسقطنا طائرة إسرائيلية مسيرة وسيطرنا عليها

كما أعلنت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إسقاط طائرة إسرائيلية مسيرة من نوع “سكاي لارك” وسيطرتها عليها.

من جهتها أعلنت كتائب القسام استهداف جرافة إسرائيلية شرق مدينة دير البلح بقذيفة الياسين 105.

وأفادت باندلاع اشتباكات بين عناصر المقاومة الفلسطينية والآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق دير البلح وسط قطاع غزة.

وأضافت أن الاشتباكات تزامنت مع قصف مدفعي إسرائيلي خلّف إصابات بين المدنيين.

في غضون ذلك، أعلنت “كتائب القسام”، عن استهدافها ناقلة جند صهيونية شمال غرب مدينة غزة، بقذيفة الياسين 105.

وقالت الكتائب إنها قصفت عسقلان برشقة صاروخية، مضيفة: “استهدفنا تجمعا لقوات العدو في محور جنوب مدينة غزة بمنظومة صواريخ رجوم قصيرة المدى”.

في غضون ذلك أفادت وسائل إعلام عبرية بسماع دوي صفارات الإنذار في عدة مناطق بغلاف غزة وعسقلان ومسغاف عام.

وكانت كتائب “القسام” عرضت مشاهد لرشقات صاروخية أطلقتها باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.

*الأمم المتحدة: كميات الوقود التي دخلت غزة ليست كافية

من جانب آخر قالت الأمم المتحدة إن كميات الوقود التي دخلت إلى قطاع غزة ليست كافية على الإطلاق.

وفي وقت سابق الأربعاء، قال مصدران أمنيان مصريان إن شاحنة محملة بالوقود بدأت العبور من مصر إلى قطاع غزة، وهي الأولى منذ فرضت الحكومة الصهيونية حصارا شاملا على القطاع خلال حربها المستمرة عليها منذ 40 يوما.

وذكر مصدر في مجال العمل الإنساني أن الكيان الصهيوني سمح بإدخال 24 ألف لتر من وقود الديزل إلى غزة، كي تستخدمها شاحنات توزيع المساعدات التابعة للأمم المتحدة وليس للمستشفيات.

* 2650 أسيرا فلسطينيا في الضفة الغربية منذ الـ7 من أكتوبر

إلى ذلك نشرت هيئت شؤون الأسرى الفلسطينية الأربعاء بيانا حول حصيلة حملات الاعتقال الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية.

ووفقا لبيان مشترك صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، فإن حصيلة الاعتقالات في الضفة الغربية منذ مساء الثلاثاء وحتى فجر الأربعاء بلغت 78 فلسطينيا على الأقل، بينهم 17 فتاة (طالبات جامعيات) من الخليل.

وتركزت عمليات الاعتقال في محافظة الخليل، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات: بيت لحم ورام الله وجنين وطولكرم ونابلس والقدس.

وأضاف البيان: “ورافق حملة الاعتقالات عمليات تنكيل واسعة واعتداءات بالضرب المبرّح، ومصادرة الهواتف، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسع في منازل المواطنين، وعمليات الترويع والتهديد التي وصلت إلى حد التهديد بإطلاق النار بشكل مباشر”.

وبحسب البيان، فإن حصيلة الاعتقالات في الضفة الغربية منذ الـ7 من أكتوبر الماضي بلغت 2650 شخصا، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.

* الجهاد الإسلامي لا يختلف مع حماس في عملية تبادل الأسرى

من جهة اخرى ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر مطلعة، الثلاثاء، أن صفقة تبادل وشيكة ستتم على خطوات «أولاها إطلاق سراح أطفال إسرائيليين معتقلين في غزة، مقابل أطفال فلسطينيين معتقلين في سجون إسرائيلية».

وأوضحت أن المناقشات تدور بشكل أساسي حالياً حول أسماء الفلسطينيين وعدد الرهائن الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم، والمراحل والطريقة التي سيجري بها تنفيذ الصفقة، إلى جانب عدد أيام وقف إطلاق النار المتزامن مع تبادل الأسرى.

غير أن حركة حماس قالت إن” إسرائيل” ما زالت تماطل وتعطل التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية، لكسب مزيد من الوقت لمواصلة العدوان على غزة، مؤكدة أن” إسرائيل” «غير جادة» في التوصل لمثل هذا الاتفاق.

وأشارت حماس إلى أنها جاهزة في أي وقت «للإفراج عن النساء والأطفال والأجانب، مقابل النساء والأطفال في سجون الكيان الصهيوني»؛ لكنها شددت على أن ذلك يكون «من خلال التوصل إلى هدنة إنسانية يتم خلالها إدخال المساعدات إلى جميع مناطق القطاع».

وما لبثت حركة الجهاد الإسلامي أن أكدت على أن مسارها لا يختلف عن مسار حماس فيما يتعلق بقضية الأسرى الإسرائيليين، إذ قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد محمد الهندي، إن المماطلة واستمرار القصف والضغط الإسرائيلي لن يؤديا إلى إطلاق سراح أسير واحد لدى حركته.

وشدد الهندي على أن حركة الجهاد تطالب «بإطلاق سراح أسيراتنا وأطفالنا مقابل الأسرى المدنيين».

جاء ذلك تزامناً مع زيارة رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار لمصر، والتي قالت هيئة البث إنها جاءت في إطار المباحثات الرامية لصياغة صفقة التبادل.

واعتبرت الهيئة أن هذا «يعني أن هذه ساعات مصيرية، وأن” إسرائيل” أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق هذه الخطوة».

وازدادت خلال الأيام الماضية مؤشرات قرب التوصل لاتفاق حول هدنة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الفلسطينيين و” إسرائيل”. فقد ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية»، أن اتصالات مصرية قطرية جارية لدفع جهود التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في وقت متأخر الثلاثاء، إن الاتحاد يدعو إلى إعلان هدن إنسانية في غزة فوراً. وأضاف عبر منصة «إكس»: «أشعر بالأسى إزاء الوضع المروع والخسائر الفادحة في الأرواح بكثير من مستشفيات غزة».

كما نقلت شبكة “إن بى سى نيوز” الأمريكية عن مسؤول في الإدارة الأمريكية، تأكيده تقارير سابقة حول أن الصفقة المحتملة التي تتم مناقشتها ستشهد إطلاق سراح حوالي 80 امرأة وطفل أسرى لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، مقابل إطلاق” إسرائيل” سراح الأسرى الفلسطينيين من الإناث والقاصرين.

وشدد المسؤول على أن الصفقة المبلغ عنها ليست أمرا مؤكدا، وأن واشنطن تتابع جميع الخيارات للإفراج عن الأسرى.

جاء ذلك بينما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن مساعدة الوزير لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف توجهت إلى منطقة الشرق الأوسط، لبحث الصراع بين الكيان الصهيوني وحماس.

ويبدو أن الولايات المتحدة تكثف جهودها الدبلوماسية في المنطقة لتخفيف حدة الأزمة، فقد أعلن البيت الأبيض في بيان (الثلاثاء) أن كبير مستشاري بايدن ومنسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، غادر الولايات المتحدة يوم الاثنين لزيارة كل من بلجيكا و” إسرائيل” والضفة الغربية والإمارات والسعودية والبحرين وقطر والأردن؛ حيث سيبحث مع مسؤولين بالمنطقة تطورات الصراع وجهود التوصل إلى حل.

 

د.ح

 

المصدر: الوفاق/ خاص