دماء أطفال فلسطين الزكية أظهرت الوجه القبيح لمدّعي السلام

اليوم العالمي للطفولة.. بين الضحكة البريئة والدمعة الحزينة

خاص الوفاق: من الوقاحة أننا نرى أن من يحيي هذا اليوم الجميل للطفل ويقدم نفسه على أنه المدافع والمخلّص لكل هموم الطفل ومشاكله، هو نفسه من يقتل الطفولة ويمتهنها بكل قلب بارد في فلسطين وغيرها، رامياً بكل شعاراته ومؤتمراته ومواثيقه عرض الحائط

2023-11-19

المدرب: إبراهيم الكحلاني

الأطفال هم زينة هذه الحياة ونبضها المتدفق لكل معاني الحب والجمال، وهم النسيم الصافي والنقي في حياة قد تعكر صفوها نفوس قد ملئت كرهاً وشراً، وهم البساطة في دنيا المظاهر والتعقيدات، وهم البراءة الصادقة تحت شلال الدسائس والمكائد التي يكتظ بها العالم اليوم، وهم الفطرة السليمة وسط معارك المصالح الشخصية والعقد النفسية التي يعاني من ويلاتها كل بني البشر، وهم الأمل المنشود في حياة أصيب أهلها باليأس والإحباط، وهم الصباح المشرق في حياة أظلمت بالأنانية والفردية وحب النفس.

 

 

الأطفال هم هبة الرحمن ومنحته

 

– الأطفال هم هبة الرحمن ومنحته التي تفضل بها على خلقه وعباده، وهم الروح الحية والقلب النابض لساكني البيوت المتواضعة والقصور الفارهة، وهم الوقود المحرك والقوة الدافعة لكل أب وأم يواجهان كل صعوبات الحياة وعراقيلها التي أمامهما وكل سعادة وعزيمة غير مكترث ولا مبالٍ بها بل تزيدهما قوة وصلابة.

 

– وجود الطفل في حياة الإنسان هو وجود للدفء والحنان الذي يسليه وينعشه أمام كل نكد يعكره ويزعجه.

 

ووجود الطفل في حياة الإنسان هو وجود للركن الأساس الذي يسنده ويتكئ عليه أمام كل تحدٍ يعيقه ويعرقله.

 

– وعليه فإن تهميش الطفولة هو تهميش للقيم النبيلة، وإضاعتها هو إضاعة للمبادئ العظيمة، والتنكر لها هو تنكر للخصال الحميدة، وفي المقابل فإن الاهتمام بالطفولة وتنميتها والالتفات إليها هو اهتمام وتنمية والتفات لكل تلك القيم والمبادئ والخصال.

 

– فمنح العالم للطفل يوماً عالمياً هو منحة يستحقها كأقل ما يمكن للعالم أن يقدمه لهذا الطفل، نحيي فيها قضاياه الغائبة وهمومه المنسية.

 

– ولكنه من المؤسف والمعيب والمخزي لهذا العالم الفسيح أن يتسلق ثلة من أصحاب المصالح ومحبي الدمار ومصاصي الدماء على كل تلك الشعارات الجذابة والمعاني الجميلة ويحولونها إلى شعارات خداعة يوظفونها لأهدافهم اللئيمة ومخططاتهم الخبيثة.

 

– فمن الوقاحة أننا نرى أن من يحيي هذا اليوم الجميل للطفل ويقدم نفسه على أنه المدافع والمخلّص لكل هموم الطفل ومشاكله، هو نفسه من يقتل الطفولة ويمتهنها بكل قلب بارد في فلسطين وغيرها، رامياً بكل شعاراته ومؤتمراته ومواثيقه عرض الحائط.

 

 

اطفال غزة فضحوا الوحوش البشرية

 

– فأطفال غزة خاصة وفلسطين عامة هم من فضحوا للعالم كله تلك الوحوش البشرية المتشدقة بشعاراتها البراقة والكاذبة.

 

– ودماء أطفال فلسطين الزكية والطاهرة هي من استطاعت تعرية كل الكيانات المختبئة وراء الأبواق المأجورة والعفنة.

 

– نعم أعمارهم صغيرة ولكن دموعهم المحرقة والمؤلمة هي من أظهرت الوجه القبيح والدموي لمدعيي نشر الحب والسلام بين شعوب العالم.

 

– نعم أعمارهم صغيرة ولكن نظراتهم الحادة والبراقة هي سهام موجهة إلى كل قلب عربي ومسلم ما زال ينبض قلبه بالحرية والعروبة والغيرة تجاه قضايا أمته المحورية.

 

– نعم أعمارهم صغيرة ولكن أعناقهم الأبية والشامخة هي منارات عالية حملت بقممها ما تبقى من ماء وجه هذه الأمة.

 

– أحبتي أطفال فلسطين الأبطال والشجعان:

 

قد أظهرتم شجاعة أسطورية لا تضاهى ولقنتم العدو أقوى الضربات ومرغتم أنفه في التراب، فمشاهد بطولاتكم وصمودكم المرفقة بابتساماتكم الصادقة قد قهرت طائرات العدو وقنابله وصواريخه ودباباته، وظلت مواقفكم تلك مواقف خالدة في أذهان كل الأجيال الحالية والقادمة وقوداً ينعشهم ويستلهمون منها أعظم الدروس وأصلبها.

 

– أحبتي أطفال فلسطين الحبيبة اعلموا بأنكم أصبحتم اليوم كابوس الظَلمة، فقد رأى في عيونكم بريقاً يؤرق مضجعه؛ فقال: سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ، و︎رأى في عقولكم وعياً يُفْشِل مخططاته؛ فقال: سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ، و︎رأى في صدوركم قلوباً تتحدى غطرسته؛ فقال: سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ، و︎رأى في سواعدكم بأساً يواجه تجبره؛ فقال: سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ، و︎رأى في مجيئكم قرباً يؤكد زواله؛ فقال: سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ.

 

فألف سلام وتحية لكم ولقلوبكم القوية والطاهرة ما تعاقب الليل والنهار.

 

 

 

 

أ.ش

المصدر: الوفاق/ خاص