شدد سفير سوريا لدى ايران، شفيق ديوب على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإيقاف العدوان الصهيوني على غزة بأسرع وقت ممكن وفورا، ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع، والسماح لوصول المساعدات الإنسانية، ومنع تحقيق المخطط الإسرائيلي بتهجير جديد لسكان قطاع غزة.
وفي مقابلة خاصة مع “يونيوز”، قال ديوب ان “إسرائيل” ترتكب جرائم حرب موصوفة مكتملة الأركان وجرائم ضد الإنسانية، في مهاجمة المشافي والاطقم الطبية وسيارات الإسعاف، والبنى التحتية والمدارس حتى التي تعود او تشرف عليها وكالة الأونروا “التابعة للأمم المتحدة، إضافة الى فرض حصار غير إنساني على اهالي غزة”.
واضاف السفير السوري الى ان “ما يحدث في غزة مؤسف، وكما قال الرئيس بشار الأسد في قمة الرياض انه امتداد لتاريخ هذا العدوان منذ تأسيسه (الكيان)عام 1948، وهو حلقة جديدة من العدوان الإسرائيلي وإن كان من أقسى الاعتداءات على الاطلاق وأكثرها اجراما ووحشية”.
وأشار السفير السوري بطهران الى ان العدوان الصهيوني على غزة أعاد القضية الفلسطينية الى ألقها، وعادت مرة ثانية كأهم موضوع على جدول اعمال الدول، لافتا الى انها كشفت حقيقة وزيف الادعاءات التي تمارسها بعض الدول الغربية كالدفاع عن حقوق الانسان وغيرها، لان هذه الدول هي من تقف خلف الاعتداءات الصهيونية وتدعمها وتغطيها عسكريا وماديا وسياسيا واعلاميا، واكبر دليل هو المظاهرات المليونية التي تشهدها كل عواصم ومدن العالم تنديدا بهذا العدوان ودعما لفلسطين وشعبها.
وأكد ديوب، ان الموقف السوري يدعو ويعمل من اجل وقف العدوان بأسرع وقت ممكن، ووضع حد لهذا العدوان الصهيوني وضمان عدم انتصار الاسرائيلي في هذه الحرب التي يستهدف من خلالها إبادة غزة بشكل كامل وتهجير سكانها.
واعرب السفير السوري لدى ايران عن أمله بألا تتوسع الحرب على غزة، وليس من مصلحة لاحد في توسعها، لافتا الى ان الجمهورية العربية السورية تبذل جهودها لإنهاء هذه الحرب، وليس العكس.
وتابع قائلا ان “الامر يتوقف أولا وأخيرا على الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية التي تشرف مباشرة على الحرب، وقال “نأمل ألا تتوسع، لكن اذا توسعت سيبنى على الشيء مقتضاه”.
واشار السفير شفيق ديوب الى ان العلاقات الإيرانية السورية تاريخية، يعود عمرها الى اكثر من 45 عاما، ولها طبيعة استراتيجية، تخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، والامن والاستقرار في هذه المنطقة، لافتا الى ان العلاقات بأفضل حالاتها، ونحن نتطلع لتوسيعها لتشمل كل المجلات التي تخدم مصالح الشعبين.
وقال ان “هناك متابعة مباشرة لهذه العلاقات من قيادتي البلدين، ومن الرئيسين بشار الأسد والسيد ابراهيم رئيسي، وخاصة بعد الزيارة الهامة التي قام بها السيد رئيسي الى دمشق في أيار الماضي، والتوجيهات والاتفاقيات التي تم التوصل اليها خلال الزيارة، لتوسيع العلاقات وتكثيفها وتعزيزها في كل المجالات وإزالة أي عقبات يمكن ان تعيق تقدم هذه العلاقات في هذا المجال او ذاك”.
وأكد السفير السوري ان بلاده تبذل الان جهودا كبيرة لتعزيز العلاقات الاقتصادية الإيرانية السورية وزيادة حجم التبادل بين البلدين، لافتا الى ان العلاقات الاقتصادية وحجم التبادل التجاري غير مرضي عنه، حتى الآن.
واضاف انه كان هناك الكثير من الأسباب بعضها موضوعي وبعضها يتصل بوجود بعض العقبات الصغيرة، انما بعد زيارة السيد رئيسي الى دمشق وما تم اتُفق عليه، صدرت توجيهات واضحة للحكومتين للعمل على إزالة كل العقبات القائمة، واتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها تعزيز العلاقات الاقتصادية وحجم التبادل التجاري ليرتقي الى مستوى العلاقات السياسية والاستراتيجية القائمة بين البلدين.
وأعرب السفير شفيق ديوب عن تفاؤله بمستقبل العلاقات الاقتصادية الإيرانية السورية ومستقبل حجم التبادل التجاري بينهما، لافتا الى ان الجهود اللازمة تبذل لتعزيزها ومضاعفتها.
واشار الى ان حجم التبادل التجاري مازال ضعيفا حتى الان، الا انه زاد في السنة الماضية حوالي 100%، اذ كان التبادل التجاري خلال عام 2021 حوالي 115 مليون دولار، وفي العام 2022 تضاعف ليصل 240 مليون دولار، ونبذل الجهود ونأمل بتضاعف هذا الرقم ليصل الى مستوى مليار دولار، خلال السنوات القليلة القادمة”.
وأوضح ديوب ان الحكومتين السورية والايرانية اتخذتا مجموعة من الإجراءات بهدف تسهيل عملية التبادل بين البلدين، منها: “العمل على تأسيس بنك مشترك، وتأسيس شركة للتأمين وإعادة التأمين، تصفير الرسوم الجمركية بين البلدين، البحث عن بدائل لتعزيز التبادل التجاري، اعتمادا على مبدأ المقايضة، وغيرها من الأفكار الهامة، وتذليل العقبات التي تواجهها الشركات الإيرانية والسورية”.
واشار السفير السوري لدى إيران الى ان العلاقات مع الدول العربية تتحرك بالاتجاه الصحيح، وقال : قطعنا اشواطا جيدة، من خلال الغاء قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، ومشاركة سوريا في القمة الإسلامية التي عقدت في جدة، ومشاركتها في القمة الاستثنائية العربية الإسلامية التي عقدت مؤخرا في الرياض.
وكشف ديوب انه بالنسبة للعلاقات مع السعودية تشهد تقدما مرضيا وجيدا، نحن اعدنا فتح السفارات في البلدين وسيتم تعيين سفير لسوريا في الرياض خلال الأيام او الأسابيع القادمة، وهناك تبادل للزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين.
واردف قائلا: ان “الرئيس (بشار الاسد) زار الرياض وجدة، ووزير الخارجية (فيصل المقداد) زار الرياض عدة مرات، وزير الخارجية السعودي (فيصل بن فرحان) زار دمشق، الأمور تتحرك بالاتجاه الصحيح، ونأمل ان تشهد العلاقات المزيد من التقدم ونحن جاهزون ومستعدون للتحرك بهذا الاتجاه الى اقصى درجة ممكنة، لان تحسين العلاقات السورية السعودية، والعربية السورية، يخدم مصالح الدول والشعوب والقضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”.
واشار السفير السوري بطهران الى ان العلاقات الثنائية مع قطر لم تشهد أي تحول او تطور، ما زالت على حالها، مضيفا ان العلاقات الديبلوماسية مقطوعة بين البلدين، وهناك فقط لقاءات عامة خلال الاجتماعات العربية التي تحدث على مستوى الجامعة العربية او منظمة التعاون الإسلامي.
كما كشف السفير شفيق ديوب بان العلاقات مع تركيا على وضعها، لم تشهد للأسف الشديد أي تطور، موضحا ان السبب في ذلك يعود الى سياسات الحكومة التركية.
وأوضح قائلا انه “ابدينا تجاوبا ونية طبية واتخذنا مجموعة من الخطوات المدروسة بالتنسيق مع الأصدقاء والحلفاء، في طهران وموسكو، للعمل على تحسين العلاقات السورية التركية واعادتها الى طبيعتها، وقد ابلغنا الأصدقاء ومن يلزم، باننا جاهزون ومستعدون للتحرك لتحسين العلاقات مع تركيا، عندما تعلن تركيا انسحابها من الأراضي السورية التي تحتلها قواتها، وتوقف دعمها للمنظمات الإرهابية التي مازالت متواجدة على الأراضي السورية، وتوقف تدخلها في الشؤون الداخلية السورية”.
وتابع قائلا “لا يوجد مشكلة في سوريا اتجاه العلاقات مع الشعب التركي، والشعب التركي هو شعب شقيق، لكن المشكلة تكمن في السياسات التي تنتهجها الحكومة الحالية في تركيا”.
وأكد السفير السوري لدى ايران شفيق ديوب ان الحكومة السورية تبذل كل الجهود الممكنة للتخفيف من آثار و نتائج عقوبات قانون قيصر وانعكاسها على المواطن السوري، كما تبذل جهودا مهمة مع الدول الصديقة والشقيقة لنفس الهدف والغاية، مشيرا الى ان الولايات المتحدة مستمرة ليس فقط في قانون قيصر وتجديده، بل بفرض عقوبات جديدة وتصعيد العقوبات وليس في العمل على تخفيفها.
واضاف السفير ديوب إنه “كانت هناك زيارة هامة للرئيس بشار الأسد، منذ ثلاثة اشهر الى الصين، تم خلالها بحث مجالات وآفاق تعزيز العلاقات بين البلدين في كل المجالات، بما فيها الاقتصادية”.
واختتم ديوب قائلا “ان الحكومة السورية تبذل كل الجهود الممكنة للتخفيف من عقوبات قيصر ولرفعها وانهائها ان امكن، بالنسيق مع الدول العربية، انما ضمن ظروف القائمة لدى الدول العربية”، لافتا الى انه ” لا نريد ان نسبب حرجا لاحد، ونقدر ظروف الجميع، لكن نأمل ان تتخذ خطوات جريئة بهذا الاتجاه لأنها تخدم مصالحنا جميعا”.
أ.ش