الوفاق – صرح وزير الخارجية “حسين امير عبد اللهيان ردّا على سؤال حول استهداف الولايات المتحدة للقوات الإيرانية في سوريا، ” انه بحسب الأخبار المتوفرة لديه، لم يتم إصابة أي من القوات الإيرانية، وبالطبع إذا وقع مثل هذا الحادث فإن رد إيران سيكون صعبا وقاسيا.
وقد أجرى وزير الخارجية “حسين أمير عبد اللهيان ” مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في جنيف، نورد تفاصيلها ادناه:
وأضاف: أعتقد أن قضية غزة تعود الى الفصائل الفلسطينية وهم الجانب الرئيسي فيها. لذلك، فإنه بالأساس اذا اردنا القول بأن إيران والولايات المتحدة ستدخلان في حوار مباشر حول التطورات في غزة ربما ليس سؤالا دقيقا للغاية.
وقال: فيما يتعلق بقضية التطورات الاخيرة في فلسطين، تم تبادل الرسائل بيننا وبين الأميركيين عبر مكتب رعاية المصالح الأميركية في طهران اي السفارة السويسرية خلال الأربعين يوما الماضية. وقد نقل الأميركيون بعض النقاط عبر هذه القناة الدبلوماسية، وقمنا بالردّ عليها عبر هذه القناة ايضا.
*فحوى الرسائل بين ايران وامريكا
وعن تفاصيل الرسائل، وما هي المخاوف التي يتم نقلها، أضاف أمير عبداللهيان: في الأيام والاسابيع الأولى من الحرب، حاول الأميركيون إيصال رسالة مفادها أنهم لا يسعون الى توسيع نطاق الحرب وطلبوا من إيران ممارسة ضبط النفس، وكذلك طلبوا من حزب الله ممارسة ضبط النفس في رسائل مماثلة الى بيروت.
وتابع: لكن في المقابل انحازت امريكا بشكل كامل الى الكيان الاسرائيلي، ولم تتردد في إرسال كل المرافق العسكرية والأسلحة التي يحتاجها هذا الكيان ونتيجة لذلك استعرت الحرب. وعلاوة على ذلك، أمريكا نفسها لم تلتزم بعدم توسيع رقعة الحرب، وتابعت علانية قضية زيادة حدتها وتواصل القتل والإبادة الجماعية بحق أهل غزة والضفة الغربية.
*ردّ ايران على رسائل أمريكا
وبالطبع، قلنا في رسالة ردّاً على الولايات المتحدة بأن إيران لا تسعى الى توسيع الحرب، ولكن مع النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، ومع عدم توقف جرائم الحرب ضد أهل غزة والضفة الغربية، فإن كل الاحتمالات مفتوحة، وقد يصبح توسيع نطاق الحرب أمرا لا مفر منه.
وعن وجود أي تهديد أطلقه الأميركيون في رسائلهم الى إيران بأنهم قد يهاجمونها إذا دخل حزب الله الحرب مع “إسرائيل” على نطاق أوسع، قال وزير الخارجية الايراني:لم نتلق مثل هذه الرسالة.
وحول تأثير رسائل التهديد الأميركية على عدم دخول حزب الله في حرب أوسع مع الكيان الصهيوني، تابع امير عبداللهيان: من الطبيعي أن يكون للرسالة الأميركية تأثير معاكس على حزب الله. ليس فقط ان هذه الرسالة لا تجعل حزب الله حذراً في قراره، بل على العكس من ذلك، وبحسب معرفتنا بحزب الله، فد اصبح أكثر تصميما على أفعاله ويتخذ قراره بشكل مباشر. وفي واقع الميدان، فان حزب الله دخل اليوم مرحلة حرب مع الكيان الاسرائيلي.
*تركيز اميركا على “اسرائيل”
وبشأن تأثير معركة طوفان الأقصى على المفاوضات بين إيران وأمريكا، أكمل وزير الخارجية: بطبيعة الحال، فإن الوضع الحالي في المنطقة، والإبادة الجماعية في غزة، والشحن واسع النطاق حتى للأسلحة المحظورة والفوسفورية من القواعد الأمريكية في المنطقة لاستخدامها من قبل الكيان الصهيوني، لها تداعيات مختلفة في المنطقة. لكن خلال هذه الفترة لم نتبادل الرسائل فيما يتعلق بالمحادثات غير المباشرة السابقة مع أمريكا، لأن قضية فلسطين والتحرك الذي اتخذته حماس ضد الاحتلال الاسرائيلي كان صادما لأمريكا والكيان الاسرائيلي لدرجة أنني أعتقد أن كل طاقة أمريكا تتركز اليوم على قضية الكيان الإسرائيلي.
وأضاف: تواصل فصائل المقاومة في المنطقة، كحركة اصيلة ومتجذرة، جهودها وتحركها للتصدي للاحتلال. وبطبيعة الحال، فإن إحدى أولوياتنا الرئيسية هي السعي لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، ومن هذا المنطلق فإن الحرب والعنف والعدوان والإبادة الجماعية في المنطقة هي قضية مهمة لا تهتم بها إيران او أمريكا فقط لكن جميع دول المنطقة ايضا، و بل إنها اجتذبت إليها جزءا مهما من دول العالم النشطة والفاعلة.
*مزاعم استهداف أميركا للقوات الايرانية
وعن مزاعم استهداف أميركا للأماكن التي يستخدمها الحرس الثوري شرقي سوريا؛ تابع امير عبداللهيان: هناك مجموعات في سوريا والعراق لها هوية في بلدها وأرضها بسبب السياسات الأمريكية الخاطئة في السنوات الماضية في المنطقة، وبسبب تشكيل هذه الجماعات في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي. وهذه الجماعات تقرر بنفسها بناء على مصالحها الخاصة ووفقا للمعلومات التي ينشرها الجانب الأمريكي. وفي هذه الفترة من الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الاسرائيلي بمشاركة امريكا في غزة، تهاجم هذه المجموعات بشكل عفوي بعض الأهداف الأمريكية. وبدورها تزعم أمريكا أن هذه المجموعات مرتبطة بإيران او تابعة للحرس الثوري الايراني، ولهذا السبب هاجمت أهدافا في سوريا على مرحلتين. لكن نحن ليس لدينا أي مجموعة تمثيلية في سوريا والعراق وفي المنطقة ككل، فهذه المجموعات مستقلة تتخذ قراراتها وتتصرف من تلقاء نفسها.
وكما أعلم أن أحد هذه الأهداف التي تعرضت للهجوم، كان مكانا لمستشارونا العسكريين يحاربون فيه الإرهاب في الماضي إلى جانب قوات ذلك البلد، لكن هذا المكان كان يفتقر الى أي قوات ومرافق ايرانية وقت الهجوم الأمريكي حينها. وعن تعرض أحد من القوات الإيرانية في هذه الهجمات للضرر حتى الآن أوضح امير عبداللهيان: بحسب المعلومات المتوفرة لديه، لم يتم إصابة أي من القوات الإيرانية، وبالطبع إذا وقع مثل هذا الحادث فإن رد إيران سيكون صعبا وقاسيا.
* إرسال السفن الأميركية الى مياه المتوسط
وبشأن تداعيات إرسال السفن الأميركية الى مياه شرق البحر الابيض المتوسط، وحول تشكيلها أي تهديد لإيران، أكمل بالقول: الخبراء العسكريون الاستراتيجيون يعتقدون أن وصول السفن الأمريكية بالقرب من منطقتنا وتوافر هذه السفن ليس دليلا لقوة أمريكا، بل انه يزيد من نسبة ضرر هذه السفن في أي احتمال.
وتابع: الكيان الإسرائيلي هو المجموعة الممثلة لأميركا، لكن نحن ليس لدينا أي مجموعة تمثيلية في المنطقة. حزب الله هو حركة مقاومة لبنانية مستقلة ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي ولا يتلقى أوامر من إيران لكنه على علاقة جيدة مع إيران.
وتابع وزير الخارجية: بطبيعة الحال، ونظرا للعلاقة التي تربطنا بهذه الجماعات، فإننا ندعم سياسيا دور هذه الجماعات في المساعدة على أمن المنطقة. كما نتلقى في اجتماعاتنا تقييماتهم وفقا للوضع في المنطقة، وبالطبع نشاركهم الأفكار التي تسعى إليها الجمهورية الإسلامية الإيرانية من أجل السلام والاستقرار والأمن في المنطقة.
وأكد بالقول: نحن لا نقدم أي نصيحة لأي من المجموعات المتواجدة في المنطقة سواء حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي التي تواجه عدوان الاحتلال الاسرائيلي، أو سواء الحشد الشعبي أو المجموعات المتواجدة في سوريا ويواجهون تنظيم داعش وحققوا أمن بلادهم.
*سبب عدم دخول ايران بالحرب حتى الان
وردّ وزير الخارجية على سؤال حول عدم دخول إيران في الحرب لمساعدة حماس حتى الآن، قائلاً: لأن مقاومتها تتمتع بقدرة عالية، وسوف ترون أنه في مرحلة الدخول في الحرب البرية فإن مصير الحرب ستحدده المقاومة داخل غزة. وعلى الرغم من استشهاد أكثر من 14500 مدني، ورغم الجرائم الكثيرة التي ارتكبت في هذه الإبادة الجماعية، الا ان المقاومة دخلت للتو مرحلة العمل الميداني.
وفي رده على سؤال مفاده “هل تطلب مجموعات المقاومة من ايران دخول الحرب، أكمل أمير عبداللهيان: يقولون أن لديهم الكثير من المرافق وقد احتفظوا بقواتهم لليوم الذي يدخل فيه الكيان الإسرائيلي في حرب برية، والتي تعتبر في نظرهم مجرد بداية لمواجهة حقيقية. ونرى ان الكيان الاسرائيلي لم يقم سوى بعمليات القصف المدعومة بالاسلحة والتجهيزات الامريكية، لكن في الايام الاخيرة فقد تغير مشهد المعركة، واصبحت الفرصة سانحة لمواجهة بين قوى المقاومة الفلسطينية وقوات الكيان الإسرائيلي وهي المواجهة التي كانت قوى المقاومة تنتظرها منذ أسابيع.
وأضاف: تعتبر المقاومة الفلسطينية هذه المرحلة لصالحها، وهي تعتقد أن الحرب البرية تعني تقويض الكيان الإسرائيلي. حسنا، نرى أنه في الأيام الماضية تم تدمير أكثر من 80 دبابة إسرائيلية متطورة وجرافات إسرائيلية في هجمات قوات المقاومة. وبحسب تقييم قوى المقاومة فهذه هي البداية، فلا تزال قوى المقاومة وفصائل المقاومة الفلسطينية تتمتع بقدرات عالية من الموارد البشرية والمعدات والمرافق ولم يطلبوا منّا الدخول في الحرب فقدراتهم عالية.
وأكد وزير الخارجية الايراني ان المقاومة لديها كل انواع السلاح وهي تنتج سلاحها بنفسها.