بوادر حرب جديدة في أميركا اللاتينية

وتعود الخلافات الإقليمية بين فنزويلا وغيانا على السيادة على إسكيبو والمناطق البحرية الغنية بالنفط فيها إلى أكثر من قرن.

2023-12-02

تتصاعد الخلافات الإقليمية والحدودية بين فنزويلا وغيانا بشأن ملكية منطقة إسكيبو الغنية بالنفط، ما يزيد من احتمال اندلاع جبهة حربية جديدة ذات تداعيات جيوسياسية وجيواستراتيجية على منطقة أمريكا اللاتينية وحتى أمريكا الشمالية.

 

في الوقت الذي دعي فيه الفنزويليون يوم الأحد المقبل للمشاركة في استفتاء شعبي استشاري حول ضم منطقة إسكيبو إلى فنزويلا، تصاعدت أيضًا تحركات الجيش الفنزويلي على الحدود خلال الأيام القليلة الماضية، حسب تقارير مخابرات البرازيل، التي أفادت بأن الجيش الفنزويلي ينتشر حاليًا على عدة جبهات على الحدود الشرقية مع غيانا.

 

صوّت البرلمان الفنزويلي في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي على إجراء استفتاء شعبي استشاري حول ضم إسكيبو كإقليم جديد لفنزويلا. وسيطرح الاستفتاء 5 أسئلة أساسية على الشعب الفنزويلي بشأن ضم إسكيبو.

 

ومن المتوقع أن تصدر محكمة العدل الدولية هذا الأسبوع قرارًا بشأن طلب غيانا وقف الاستفتاء الفنزويلي. إلا أن المحكمة ما زالت تبعد سنوات عن إصدار حكمها حول الطلب الأوسع لغيانا باعتبار قرار التحكيم باريس 1899 ملزمًا ونافذًا. ورغم معارضة فنزويلا، وافقت محكمة العدل الدولية في شهر أبريل/ نيسان الماضي على النظر في القضية.

 

خلافات قديمة

 

وتعود الخلافات الإقليمية بين فنزويلا وغيانا على السيادة على إسكيبو والمناطق البحرية الغنية بالنفط فيها إلى أكثر من قرن. وتبلغ مساحة هذه المنطقة 160 ألف كيلومتر مربع (حوالي ثلثي مساحة غيانا) وبها احتياطيات نفطية كبيرة.

 

وتصاعدت النزاعات الإقليمية بين البلدين منذ عام 2015 بعد اكتشافات شركة إكسون موبيل الأمريكية النفطية في المنطقة البحرية لإسكيبو، ثم تجددت مؤخرًا في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 عقب اكتشاف احتياطيات نفطية جديدة تجاوزت احتياطيات دول مثل الكويت والإمارات.

 

وتمتلك غيانا أكبر احتياطي نفطي للفرد في العالم، في حين تمتلك فنزويلا أكبر احتياطي مؤكد من النفط في العالم.

 

وبعد احتجاجات دبلوماسية من فنزويلا تجاهلتها غيانا، أفادت تقارير الأيام الأخيرة بتحرك قوات الجيش الفنزويلي في المنطقة الشرقية على الحدود مع غيانا.

 

أ.ش