سقوط أكثر من 200 شهيد خلال 24 ساعة في العدوان على غزة

تكتيك حديث.. عشرات القتلى من قوات العدو بكمين للقسام

واصلت القوات الصهيونية عدوانها في اليوم الـ58 من الحرب على غزة، وشنّت غارات وقصفا عنيفا على أحياء عدة مكتظة، مخلّفة عددا من الشهداء والجرحى.

2023-12-03

يأتي ذلك، في حين أعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أنها تمكنت من قتل عدد كبير من جنود الاحتلال، بعد تفجير عبوات في تمركز لهم يضم 60 جنديا شرق جحر الديك، كما أعلنت عن قصفها تجمعا لجنود العدو شرق خان يونس بقذائف هاون.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة بالقطاع المحاصر ارتفاع عدد ضحايا العدوان الصهيوني منذ بدايته إلى 15 ألفا و207 شهداء، وارتفاع عدد المصابين إلى 40 ألفا و652 جروحهم متفاوتة.

في التفاصيل أعلنت كتائب القسام، الأحد، استهداف مجاهديها تمركزاً لعشرات من جنود الاحتلال الصهيوني في نقطة تموضع لهم شرقي جحر الديك.

وأفادت الكتائب، في بيان، بأنّ مجاهديها رصدوا، فجر الأحد، تمركزاً لـ60 جندياً من جنود الاحتلال داخل خيام في نقطة تموضع لهم شرق جحر الديك، “فقاموا بزراعة 3 عبوات مضادة للأفراد بشكل دائري حول التمركز”.

وأضاف البيان أنّه “جرى تفجير العبوات في جنود الاحتلال في تمام الساعة 4:30 فجراً، وبعدها تقدم أحد المجاهدين للإجهاز على من تبقى من أفراد القوة، فيما انسحب المجاهدون إلى مواقعهم بسلام بعد إيقاع عدد كبير من جنود الاحتلال قتلى”.

وكانت كتائب القسام أوقعت السبت قوّة صهيونية راجلة متمركزة داخل مبنى في كمين محكم في منطقة التوام شماليّ غربيّ غزة، مستخدمةً في الكمين العبوات المضادة للأفراد والقذائف المضادة للتحصينات والرشاشات الثقيلة، وأوقعت الجنود بين قتيل وجريح.

كما استهدفت القسام ناقلتي جند إسرائيليتين شمالي مدينة غزة بقذائف “الياسين 105”. وبهذه القذائف أيضاً استهدفت القسام جرافة إسرائيلية من نوع “D9” في جحر الديك شرقي المنطقة الوسطى وحقّقت فيها إصابة مباشرة. وأعلنت كذلك أن مجاهديها تمكنوا من قنص جنديّ، شمالي مدينة غزّة، وأصابوه بشكل مباشر.

*استهداف قوات العدو في “زكيم” و “كيسوفيم”

وشرقي بيت حانون، استهدف مجاهدو القسام غرفة قيادة واستطلاع إسرائيلية بـ4 قذائف مضادة للأفراد، كما استهدفوا بمنظومة الصواريخ “رجوم” قصيرة المدى من عيار 114 ملم، تجمعات لقوات الاحتلال في “زكيم” وفي “كيسوفيم”، وفي شرقي دير البلح وسط قطاع غزّة.

واستهدفت كتائب القسام تحشدات للعدو شرق مغتصبة “ماجين” برشقة صاروخية، كما استهدف مجاهدوا الكتائب دبابةً صهيونيةً متوغلة غرب جباليا بقذيفة “الياسين 105”.

كتائب القسام قصفت كذلك تجمعاً لجنود العدو شرق خان يونس بقذائف الهاون، وتجمعاً لجنود العدو شرق دير البلح بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

كما دكّت كتائب القسام  مغتصبة “سديروت” وقاعدة “رعيم” العسكرية برشقة صاروخية.

واستهدف مجاهدو القسام 5 آليات صهيونية شرق دير البلح بعبوات العمل الفدائي وقذائف “الياسين 105″، مؤكدين  تدمير 3 آليات بشكل كامل.

مجاهدو القسام استهدفوا أيضا قوة صهيونية خاصة متحصنة داخل مبنى في بيت حانون بقذيفة “TBG” مضادة للتحصينات، واشتبكوا معها بالأسلحة الرشاشة وأجهزوا على عدد من جنود القوة.

من جهتها قالت سرايا القدس -الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن مجاهديها قصفوا قواعد الاحتلال في “رعيم”، و”مفتاحيم” برشقات صاروخية.

أمّا قوات الشهيد عمر القاسم – الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية، فاستهدفت موقع صوفا العسكري بقذائف الهاون، مؤكّدة نجاح إحدى وحداتها الفدائية في قنص أحد جنود الاحتلال حيث أردته قتيلاً.

من جهتها، أعلنت كتائب المجاهدين استهداف مستوطنة “سيديروت” برشقة صاروخية، واستهداف الحشود العسكرية الصهيونية شرقي حي الزيتون  بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

*المقاومة تتصدى لقوات العدو على عدة محاور

كما أعلنت الاشتباك بالأسلحة المتنوعة مع قوات العدو المتوغلة في محور الشيخ رضوان غربي مدينة غزة.

وفي السياق، أعلنت كتائب الأقصى تصدي مقاتليها بالقذائف المضادة للدروع لآليات الاحتلال المتقدمة على محور دير البلح.

وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال الصهيوني المتوغلة في قطاع غزة على أكثر من محور، كما تواصل دك المستوطنات برشقات صاروخية، رداً على استهداف المدنيين.

يأتي ذلك بعدما انتهت الهدنة بين حركة “حماس” وكيان الاحتلال الصهيوني والتي تمّت بوساطة قطرية ومصرية، صباح الجمعة، من دون الإعلان عن تمديدها.

ومع انتهاء الهدنة، استأنف الاحتلال الصهيوني عدوانه على غزة، وشنّ سلسلة غارات جوية في مناطق القطاع كافة.

كما نشر الإعلام الحربي لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مشاهد لاستهداف “تل أبيب” برشقات صاروخية، ضمن معركة طوفان الأقصى.

وأظهرت المشاهد موجات كثيفة من صليات الصواريخ وهي تنطلق ليل السبت – الأحد باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.

بموازاة ذلك أعلنت كتائب القسام أنها قصفت ظهر الأحد مستوطنة أميتاي بمنظومة الصواريخ رجوم قصيرة المدى من عيار 114 ملليمترا، فيما دوت صفارات الإنذار مجددا بسديروت وبلدات غلاف غزة.

بدورها أعلنت سرايا القدس أنها قصفت الأحد، بئر السبع وصوفا وحوليت برشقات صاروخية مركزة.

*قصف مكثف على غزة

هذا ولليوم الـ58 من العدوان على غزة، واصلت طائرات الاحتلال الصهيوني شن غارات وقصف كثيف على أنحاء مختلفة من القطاع ما أوقع أكثر من 200 شهيد جلهم من الأطفال والنساء خلال 24 ساعة.

واستشهد 7 مواطنين وأصيب آخرون جراء قصف صهيوني استهدف منزل عائلة عزوم في حي الجنينة شرقي رفح فجر الأحد، فيما استشهد مواطنان في غارة جوية اسرائيلية استهدف منزلًا في منطقة اللدادوة غربي خان يونس.

واستشهد وأصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي الدرج بمدينة غزة.

كما استشهد 15 مواطنا على الأقل بقصف إسرائيلي استهدف 4 منازل لعائلتي زقوت والطهراوي قرب دوار أبو صرار ومنزل لعائلة الافرنجي بحوار أبراج عين جالوت.

إلى ذلك، سقط عدد من الشهداء والجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي الدرج بمدينة غزة، كما شنت  طائرات الاحتلال سلسلة غارات إسرائيلية على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بالتزامن مع قصف من دبابات جيش الاحتلال.

وقصف جيش الاحتلال مخيم جباليا شمالي قطاع غزة بقذائف صاروخية.

وأعلن مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن هناك أكثر من 500 شهيد وجريح في مجزرة ارتكبها الاحتلال في حي الشجاعية.

وقالت وزارة الداخلية في القطاع “بشكل متواصل قصف مدفعي وغارات من طائرات الاحتلال على المناطق الشرقية لمحافظة خان يونس”.

كما أشارت وسائل إعلام في غزة إلى أنّ الاحتلال الصهيوني نفذ حزاماً نارياً في محيط مراكز الإيواء وأبراج الشيخ زايد قرب المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع. كما قصف الاحتلال محيط مدرسة الكويت القريبة من المستشفى الإندونيسي.

ولفتت إلى أنّ عدواناً برياً وجوياً إسرائيلياً مكثفاً استهدف المناطق الشرقية لمحافظة خان يونس بشكل مستمر منذ ساعات صباح الأحد، فيما قصفت المدفعية الإسرائيلية بعنف شرقي خان يونس.

وكان، الاحتلال ارتكب مجزرة جديدة في مخيم جباليا شمالي القطاع أسفرت عن استشهاد أكثر من 200 فلسطيني.

بالمقابل، أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها تخوض اشتباكات في محاور عدة، وأنها وجّهت ضربات صاروخية لمناطق صهيونية بينها: تل أبيب وأسدود وغلاف غزة.

وأعلن جيش الاحتلال الصهيوني صباح الأحد مقتل أحد ضباطه ليلة السبت بالمعارك الدائرة وسط قطاع غزة.

كما أعلن عن مقتل جندي من الكتيبة 932 لواء النحال متأثرا بإصابة خلال معارك الأيام الماضية شمال غزة.

وبذلك ارتفعت الخسائر البشرية المعلنة للجيش الصهيوني إلى 398 قتيلا منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

*اقتحام مدينة قلقيلية غربي الضفة الغربية

وامّا على المستوى الميداني في الضفة المحتلة، فقد استُشهد الشاب عدنان عصام قنبر (21 عاماً) برصاص الاحتلال في قلقيلية، غربي الضفة الغربية، فجر الأحد، وذلك خلال اقتحام قوات صهيونية المدينة.

وأفادت مصادر محلية، بإطلاق قوات الاحتلال للرصاص العشوائي خلال تنفيذها عمليات دهم واعتقال، طالت العديد من منازل الفلسطينيين، ما أسفر عن إصابة شاب في الشارع الغربي من المدينة، أثناء توجهه إلى عمله في أحد المخابز، ليرتقي متأثراً بجروحه.

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثّق استشهاد قنبر، وفيه يظهر الشهيد وهو متوجه إلى عمله، ليطلق الاحتلال النار عليه، حيث وقع أرضاً واستُشهد.

وفي غضون ذلك، اندلعت مواجهات بين مجموعات من الشبان وقوات الاحتلال التي تمركز بعضها فوق أسطح البنايات المطلة على الشوارع والأحياء الرئيسة للمدينة.

وأُعلن في مدينة قلقيلية إضراب شامل الأحد حداداً على روح الشهيد قنبر.

وفي بلدة سعير شمالي الخليل، أُصيب شاب برصاص “جيش” الاحتلال في قدمه، وذلك خلال مواجهات اندلعت بين المقاومين وقوات الاحتلال.

واقتحمت قوات الاحتلال البلدة، حيث أطلقت الرصاص الحي، كما شنّت حملة اعتقالات واسعة في حق العديد من الشبان.

كذلك، أفادت وسائل إعلام فلسطينية باقتحام قوات الاحتلال مخيم عين السلطان، بمدينة أريحا، شرقي الضفة الغربية، لتنسحب منه لاحقاً.

واستُشهد السبت الشاب الفلسطيني يزن عكوب، متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال قرب قرية تِل، جنوبي غربي نابلس، شمالي الضفة الغربية.

وكانت قوات الاحتلال أطلقت النار على عكوب، عند حاجز “المربعة” قرب البلدة، ومنعت طواقم الإسعاف الفلسطيني من الوصول إليه، قبل أن تعتقله وهو مصاب. وأُعلن استشهاده في وقت لاحق.

وفي بلدة قراوة بني حسان، غربي سلفيت، شمالي الضفة الغربية، استُشهد أيضاً الشاب أحمد عاصي، بعد إصابته برصاص الاحتلال، في أثناء تصديه لهجوم مـســتـوطــنـيـن، وعُثر على جثمانه بعد ساعات.

وقالت مصادر فلسطينية إن قوات العدو اعتقلت 5 طالبات جامعيات من الخليل وبيت لحم، جنوبي الضفة المحتلة، عقب دهم منازل عائلاتهن وتفتيشها.

يأتي ذلك فيما تصعّد قوات الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة اقتحاماتها في مدن وبلدات الضفة الغربية، التي يتصدّى شبانها المقاومون للاعتداءات، فيما يشنّ “جيش” الاحتلال حملات اعتقال واسعة.

وبلغ عدد الاعتقالات منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أي يوم إطلاق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ملحمتها “طوفان الأقصى”، حتى الـ2 من كانون الأول/ديسمبر الجاري، 3415 حالةً، بحسب ما أفاد به نادي الأسير الفلسطيني.

*العاروري: لا تبادل للأسرى إلاّ بعد وقف إطلاق نار شامل ونهائي

بدوره أعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، أن لا تبادل للأسرى إلًا بعد وقف الحرب، مؤكدًا أن “لا مفاوضات بين المقاومة وسلطات الاحتلال الصهيوني الآن بشأن التهدئة”.

وقال العاروري، إن ما بقي من الأسرى لدى المقاومة في غزة هم جنود ورجال مدنيون خدموا في جيش الاحتلال.

وفيما لفت العاروري إلى أن “الاحتلال يصرّ أنه ما زال لدينا نساء وأطفال وقلنا إننا سلمنا جميع النساء والأطفال”، أضاف “قلنا إننا مستعدون لتبادل جثث مقابل جثامين شهداء ولكننا بحاجة لوقت لاستخراج جثث الإسرائيليين”.

وشدد العاروري على أن الأسرى الصهاينة “لن يتحرروا إلا بتحرير كامل أسرانا من السجون الإسرائيلية، وبعد وقف إطلاق نار شامل ونهائي”، مشيرًا إلى أن الاحتلال قرر أنه لا يريد استئناف صفقة التبادل بمعايير جديدة.

وأكد العاروري أن المقاومة مستعدة لكل السيناريوهات العسكرية الإسرائيلية، سواء الحرب البرية أو الجوية أو غيرها.

ولفت إلى أن الاحتلال الصهيوني فشل في الخط الاستراتيجي الأول المتمثل في تهجير الشعب الفلسطيني، مضيفًا بأننا “واثقون من أن الضفة الغربية ستشارك في المعركة الجارية”.

 

د.ح

 

المصدر: الوفاق/خاص