بمشاركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية..

“مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة”.. الحوار الإقليمي ضرورة مُلحّة

حكومة السيد رئيسي حرصت منذ بدء مهامها على تطوير العلاقات مع دول الجوار، على رأسها جمهورية العراق..

2022-12-21

بمشاركة وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أقيمت يوم الثلاثاء في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات في البحر الميت، أعمال ” مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة ” للتعاون والشراكة بنسختها الثانية بحضور 12 دولة.

وفي كلمته خلال المؤتمر، قال وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان: ان الحوار بين دول المنطقة من أجل التوصل الى فهم مشترك وتحقيق الاستقرار والسلام والتنمية، ليس خياراً بل هو ضرورة ملحة.

واعتبر وزير الخارجية ان تنظيم هذا المؤتمر الإقيلمي بمشاركة دول المنطقة دعماً منّا للعراق، وتأكيداً على مساعيه لتوفير مجالات التعاون داخل المنطقة. وتابع: آمل ان نتمكّن في ظل هذه الاجتماعات الوصول الى منطقة مستقرة ومزدهرة ومتقدمة وقوية. وصرح وزير الخارجية: ان حكومة ايران “برئاسة السيد ابراهيم رئيسي”، حرصت منذ بدء مهامها على تطوير العلاقات مع دول الجوار، ومنها جمهورية العراق الشقيقة، وهي تؤكد على دعم هذا البلد ودولة الرئيس “محمد شياع السوداني” في سياق رقي العراق وازدهاره.

*تحديات كثيرة ومعقّدة

وفي بداية المؤتمر، قال ملك الاردن عبدالله الثاني: ينعقد اجتماعنا في وقت تواجه فيه المنطقة الأزمات الأمنية والسياسية، بالإضافة إلى تحديات الأمن الغذائي والمائي والصحي، وضرورة تأمين إمدادات الطاقة وسلاسل التوريد والتعامل مع تداعيات التغير المناخي.

وقال عبدالله الثاني: ندرك أن التحديات التي تواجهنا كثيرة وتزداد تعقيداً، لكننا نؤمن أيضاً أن هذا المؤتمر ينعقد من أجل خدمة مصالحنا المشتركة، لضمان أمن العراق وازدهاره واستقراره ويمثّل ركناً أساسياً في منطقتنا، ونتطلع لمواصلة العمل معكم لتعميق شراكاتنا خدمة لشعوبنا.

*مواجهة الفكر المتطرف

بدوره، قال رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني: لابد لنا من مواجهة الفكر المتطرف، فالإرهاب لا يقف عند حدّ. وأضاف: إن العراق منفتح أكثر على بناء شراكات إقليمية ودولية مبنية على المصالح المشتركة، وسلسلة المؤتمرات هذه لها دورها في توسيع التعاون الإقليمي والدولي، مؤكداً أن الأولوية الآن لتعزيز أواصر التعاون والشراكة بين دولنا.

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون: المنطقة تتحول إلى مركز ثقل دبلوماسي وتعزز دورها في الاستقرار العالمي.

*مرحلة جديدة من أجل أمن العراق

الى ذلك، أكّد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على المضي قدماً في الشراكة الاقتصادية مع الأردن والعراق والعمل لإنجاح هذه الشراكة، وأضاف: إن انعقاد “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة” دلالة على الرغبة الصادقة في الانتقال إلى مرحلة جديدة من الشراكة من أجل أمن العراق والمنطقة، وثمّن التضحيات التي قدمها الشعب العراقي في مواجهة التطرف والإرهاب”.

* ترجمة الشراكة على أرض الواقع

من جهته، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان: لن ندخر أي جهد في ترجمة الشراكة مع دول المؤتمر على أرض الواقع.

بدوره، أكد رئيس الوزراء الكويتي أحمد نواف الأحمد الصباح أن المجتمع الدولي مهتم باستقرار العراق، وقال: إن الدول العربية تدرك مكانة العراق وأهميته، مشيرا الى أن الدول العربية تسعى لاستعادة دور العراق الفاعل بالمنطقة.

*تشاور حول مجمل التحديات

من جانبه، قال وزير خارجية سلطنة عمان بدر بن حمد البوسعيدي: إن اجتماع اليوم يكتسب أهمية كبيرة لتبادل وجهات النظر والتشاور حول مجمل التحديات التي تواجه المنطقة والعالم. وأضاف: إن هذا الاجتماع يأتي لتحقيق التعاون الإيجابي المنشود بين الدول ووفقًا لمبادئ القانون الدولي وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام السيادة الوطنية للدول بما يحقق المصالح والمنافع المشتركة ويسهم في تحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم.

كما تحدث رؤساء الوفود المشاركة من ممثلي دول و المنظمات الإقليمية و الدولية عن أهمية عقد هذا المؤتمر.

*أهمية التعاون بين دول المنطقة

على هامش المؤتمر، إلتقى وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان بنظيره العماني بدر البوسعيدي، وأكد على اهمية التعاون بين دول المنطقة بهدف حل المشاكل الاقليمية، ورفع مستوى العلاقات الاقتصادية داخل المنطقة. وأضاف عبداللهيان: ان حضور الجمهورية الاسلامية الايرانية في “قمّة بغداد-1” العام الماضي، وايضا حضورها اعمال الجولة الثانية من هذا الاجتماع باستضافة الأردن مؤشر على دعم ايران لتنمية وتطوير المنطقة والعراق.

*محادثات بين عبداللهيان وبوريل

كما التقى أمير عبداللهيان، أمس الثلاثاء، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على هامش المؤتمر. يأتي هذا الاجتماع في وقت وصلت المفاوضات النووية بين طهران والقوى الكبرى إلى طريق مسدود. وحضر اللقاء منسق الاتحاد الأوروبي لهذه المحادثات إنريكي مورا وعلي باقري كبير المفاوضين الإيرانيين. وقال بوريل عبر “تويتر” عقب المحادثات: لقاؤنا ضروري مع الوزير الإيراني.. في وقت تتدهور فيه العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإيران.   وأوضح بوريل أن الجانبين اتفقا على “إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة” وإعادة احياء الاتفاق النووي على أساس محادثات فيينا.

* نهج الدول الغربية

من جانبه، أكد عبد اللهيان استعداد طهران لإنهاء محادثات فيينا على أساس المسودة التي “أفضت إليها المحادثات الصعبة”، وأوصى الأطراف الأخرى باتباع نهج بناء وواقعي واتخاذ القرارات اللازمة لإعلان الاتفاق. واستنكر الوزير الإيراني “نهج الدول الغربية في دعم المشاغبين وفرض عقوبات غير قانونية على الجمهورية الإسلامية بذرائع واهية لحماية حقوق الإنسان”.

وبشأن أوكرانيا، أكد عبد اللهيان موقف بلاده “المبدئي” الداعم لوحدة أراضي أوكرانيا والمؤكد على ضرورة الحلول السلمية لإنهاء الحرب وتسوية الأزمة في أوكرانيا، أعلن أيضاً عن استعداد طهران لتجاوز سوء التفاهم عبر التواصل المباشر مع الجانب الأوكراني. وسبق أن نفت إيران مرارا صحة المزاعم بتسليمها روسيا مُسيّرات أو أسلحة أخرى تستخدم في أوكرانيا.

المصدر: مختار حداد/سجاد اسلاميان/البحر الميت/