«المسافة صفر»… شهادات من قلب الحصار

"المسافة صفر" الرواية مجموعة من الحكايات تحت القصف لشخصيات من غزّة، وقالب الحكايات ريبورتاج صحافي يترك هذه الشخصيات تتحدّث عن معاناتها

«من مدينة الشهداء، ومن عاصمة الدنيا منذ فجر يوم السابع من أكتوبر المجيد، ومن قلب المقاومة والتحدّي، مدينة الكرامة والعزة… غزة، أحدثكم اليوم». هكذا تبدأ رواية «المسافة صفر» الصادرة قبل أيام في تونس عن «بوب ليبرز».

 

رواية مشتركة بين سبعة كتّاب هم: جاسر عيد، زياد بوشوشة، سامي المقدم، عاطف الحاتمي، طارق اللموشي، مالك بن عزالدين ومنصور شلندي. الرواية مجموعة من الحكايات تحت القصف لشخصيات من غزّة، وقالب الحكايات ريبورتاج صحافي يترك هذه الشخصيات تتحدّث عن معاناتها و«ظروف الحصار غير الآدمية كانت تطبق على أنفاسي وأنفاس كل سكّان غزة، إلا أنني كنت أنسى كل ذلك حين أحاور تلميذاتي حول الحرية والوطن وتحدي ظروفنا القاتلة» كما تتحدّث رهف عزّام إحدى شخصيات الرواية.

 

سميح السراج، لينة يعقوب، خليل الحسيني، قاسم الجعبري، نانسي زين، نوح حمايدة، محمود عليان… هذه شخصيات الرواية التي تلتقي في تفاصيلها، وإن اختلفت الأسماء. ويبدو أن كتّاب الرواية السبعة، تعمّدوا عدم توضيح حقيقة هذه الشخصيات وما إذا كانت حقيقية أم متخيّلة. «المسافة صفر» لون جديد من الكتابة الروائية تصوّر حصار غزّة وأهوال القصف والقتل اليومي للأطفال وتدمير المستشفيات، وقد أفاد الكتّاب من مئات التقارير الصحافية التي تقدّمها وسائل الإعلام رغم كل التعتيم الإعلامي الذي يمارسه كيان الاحتلال حتّى تكون الجريمة بلا شهود.

 

هذه الرواية المشتركة تُعدّ تجربة نادرة، إذ إنّها المرة الأولى التي يلتقي فيها سبعة كتّاب شباب في عمل أدبي واحد كُتب تحت وطأة الإحساس بالعجز عن نصرة الفلسطينيين الذين يتعرضون منذ شهرين لإبادة جماعية وتهجير قسري من بيوتهم المهدّمة. لكل شخصية من شخصيات الرواية حكاية تسردها، وتلتقي كل هذه الحكايات في وصف ما يحدث اليوم في القطاع.

 

من خلال الرواية، نتعرّف أيضاً إلى معاناة المعلمين والعاملين في المستشفيات من أطباء وممرضين، والأطفال الذين اجتُثّت براءتهم واكتسبوا نضجاً مخيفاً لأي شخص يسمعهم. «النضج المبكر تجاوز الملامح ليسكن الروح» هكذا تتحدّث نانسي زين. لقيت الرواية رواجاً منذ طرحها في المكتبات، وخصّصت نسبة 25 في المئة من عائداتها لدعم المجهود الوطني في التبرّع لسكّان غزّة الذي يرعاه الهلال الأحمر التونسي.

 

أ.ش

المصدر: الاخبار