لكن ثمة ما يخشاه اللاعبون أيضاً في كثير من الأحيان، وهو صفارات الاستهجان التي تأتي كإنذار للاعبين بأن ثمة ما لا يسير على ما يرام وفقاً للجمهور.
هكذا يأتي “العقاب” من الجمهور للاعبين بهذه الصفارات بسبب تراجع الأداء في المباراة نفسها أو سوء النتائج وتراجعها في مباريات سابقة لتكون كتعبير عن الاستهجان والسخط، وهذا ما يضع اللاعبين في موقف محرج يحاولون دائماً أن يتفادوه، ويتمنون وهم في الملعب لو أنّ ثمة مكاناً يختبئون فيه “هرباً” من هذه الصفارات، لكن هيهات فإنهم لا يستطيعون ذلك، علماً هنا أنّ صفارات الاستهجان تأتي في مواضع أخرى، كأن تكون الكرة مع الفريق المنافس مثلاً، وذلك للتأثير فيه وإفقاده تركيزه ليخسر الكرة ولا يتمكّن من الوصول إلى المرمى.
كما أن صفارات الاستهجان تُوجَّه أيضاً إلى لاعب بعينه دون غيره عندما تصبح الكرة بين قدمَيه، وذلك تعبيراً عن السخط من أدائه أو لتصرّف غير رياضي.
في هذه الحالة، لا تستثني صفارات الاستهجان حتى اللاعبين النجوم، على غرار ما حصل على وجه الخصوص مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الموسم الماضي، عندما كان لاعباً في فريق باريس سان جيرمان.
لم تتوانَ الجماهير الباريسية عن توجيه صفارات الاستهجان إلى ميسي نتيجة خيبتها من أدائه في مباريات الفريق بعدما كانت ترى فيه اللاعب الذي سيقود سان جيرمان إلى الألقاب، وخصوصاً في دوري أبطال أوروبا.
وكان لتلك الصفارات تأثير كبير في ميسي. وقد شغلت العناوين نظراً إلى نجوميته. ويُقال إنها كانت من أسباب مغادرته النادي، بحيث لم يشعر بالارتياح في باريس، نظراً إلى انتقادات الجمهور، وكذلك الصحافة الفرنسية.
أيضاً، فإن صفارات الاستهجان تكون تجاه حكم المباراة بسبب قرار لم يعجب الجمهور، ويعتبر أنه كان في غير محله تجاه فريقه.
وتقول دراسات للأنماط التشجيعية في كرة القدم إنّ صفارات الاستهجان تبدأ من خلال عدد من المشجّعين، ثم ما تلبث أن تتسع وتصبح جماعية لتشمل كل جمهور الفريق.
وعلى عكس ما يمكن أن يعتبره البعض مسألة عرضية، فإن مفاعيل صفارات الاستهجان كبيرة، وتكون ذات تأثير كبير في ذهنية اللاعب، وترافقه حتى بعد مغادرته الملعب.
ستبقى صفارات الاستهجان في كرة القدم تأنيباً للاعبين بسبب تراجع الأداء والنتائج. وفي الوقت نفسه، فإن صداها يعدّ “رعباً” للمنافسين.
د.ح