الرياض تُبدي إٍستعدادها لإستئناف المحادثات..

مؤتمر بغداد يعطي دفعة للحوار الإيراني – السعودي

ملك الأردن يتسلّم رسالة خطّية من رئيس الجمهورية ويدعو لفصل جديد من العلاقات الثنائية مع طهران..

2022-12-23

عاد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان من العاصمة الأردنية عمّان يوم الأربعاء، مُختتماً زيارة مثمرة شارك خلالها في “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة” بدورته الثانية الذي إنعقد في منطقة البحر الميت بالأردن.

وانتهت أعمال الدورة الثانية للمؤتمر الذي عقد ليوم واحد بدعوة من الملك عبدالله الثاني، وشاركت في المؤتمر 12 دولة، وهي الأردن والعراق المستضيفتان للمؤتمر، وفرنسا الداعية له، وإيران وتركيا ومصر والكويت والسعودية والإمارات وقطر وسلطنة عُمان والبحرين، بالإضافة إلى ممثلين عن الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وعقب إختتام المؤتمر الإقليمي الذي طغت على أجندته سبل دعم العراق وسيادته وأمنه واستقراره، إلى جانب تطوير آليات التعاون الإقليمي معه بما يعزز الأمن والاستقرار، كما تناول التحديات التي تتعلق بالأمن الغذائي، والأمن الدوائي، وأمن الطاقة في المنطقة والعالم، التقى وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان في عمّان مساء الثلاثاء، ملك الأردن وسلّمه رسالة خطّية من رئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي، كما بحث التطورات الإقليمية والعلاقات الثنائية.

* فصل جديد من العلاقات الإيرانية- الأردنية

وأعرب امير عبداللهيان عن تقديره لعقد الأردن “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة” بنجاح، مؤكدا على ضرورة تطوير التعاون بين دول المنطقة لتعزيز السلام والاستقرار والأمن وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية. كما أوضح وزير الخارجية مجالات التعاون السياسي والاقتصادي المشترك، وأعلن استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتوسيع العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية مع الأردن.

وفي هذا الاجتماع الذي حضره ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية وبعض المسؤولين الأمنيين الأردنيين، أشار ملك الأردن عبدالله الثاني إلى نظرة الشعب الأردني المترافقة بالاحترام للإيرانيين، ودعا الى بدء فصل جديد من العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي بين البلدين، معتبراً مصير دول المنطقة الإسلامية يكمن في التعاون والمشاركة في إرساء الاستقرار والأمن المتبادل.

*المفاوضات ايرانية- سعودية

وعقد حسين امير عبداللهيان على هامش المؤتمر لقاءات ثنائية مع قادة بعض الدول المشاركة فيه، كما ناقش آخر تطورات مفاوضات فيينا في لقاء مع مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل.

وكتب عبداللهيان في تغريدة له على تويتر، أمس الأربعاء: “شاركت في مؤتمر بغداد- 2 في الأردن للتأكيد على دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للعراق، وعلى هامش الاجتماع أتيحت لي الفرصة لإجراء حوار ودّي مع بعض نظرائي ومنهم وزراء خارجية سلطنة عمان، وقطر، والعراق، والكويت والسعودية. وقد أکد لي الوزير السعودي “فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود” استعداد بلاده لاستمرار المفاوضات مع إيران”.

وكان وزير الخارجية قد أكد للصحفيين على هامش منتدى طهران للحوار بدورته الثالثة الذي إنعقد مؤخراً في العاصمة طهران، استعداد إيران لإعادة فتح السفارة السعودية في طهران في أي وقت يعلن الجانب السعودي استعداده لعودة العلاقات إلى حالتها الطبيعية، وقال: إن السعودية هي التي يجب أن تقرر كيف ستتبع سياسة بنّاءة إزاء إيران.

وعقدت إيران والسعودية حتى الآن 5 جولات من المحادثات في بغداد لعودة العلاقات إلى مستواها السابق وإعادة فتح السفارتين في كلا البلدين بعد قطع الجانب السعودي علاقاته مع طهران من جانب واحد.

*لقاء بنّاء مع بوريل

وعن لقائه مع الممثل الاعلى والمسؤول عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وصف وزير الخارجية الايراني اللقاء بأنه كان صريحاً وودّياً وبناء. وكتب في تغريدة له على موقع تويتر مساء الثلاثاء: “على هامش مؤتمر بغداد 2 في الأردن، عقدت اجتماعا لمدة ساعتين مع جوزيب بوريل (بحضور الدكتور باقري ومورا)”. وأضاف: “ناقشنا جميع جوانب مفاوضات فيينا. بوريل اكد عزمه على إيصال مفاوضات فيينا الى نتيجة، لقد كان اجتماع صريح وودي وبناء”. وأوضح أمير عبداللهيان: “كما تمّت مناقشة أزمة أوكرانيا والطاقة”.

*إنتقاد ايراني لفرنسا

ولدى لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، انتقد عبداللهيان تدخل فرنسا في شؤون ايران الداخلية، وكتب في تغريدة له على تويتر عن اجتماعه بوزيرة الخارجية الفرنسية الثلاثاء: “على هامش مؤتمر بغداد- 2 وخلال محادثات مع وزيرة خارجية فرنسا اعتبرت تدخل فرنسا في شؤون إيران الداخلية امراً مرفوضاً. وأضاف وزير الخارجية: تعديل مواقف فرنسا كان موضع نقاش”. وقال عبداللهيان: “نتفق على أن طريق الحوار والدبلوماسية هو الطريق الأفضل. وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قويّة ومستقرّة.

وتمخّضت زيارة السيد عبداللهيان عن نتائج واعدة للمنطقة فيما يخصّ الحوار بين دولها بمعزل عن التدخل الخارجي لإعادة الإستقرار والأمن إليها، وبما يخدم مصالح شعوبها، وهو ما تجلّى بشكل واضح في التجاوب السعودي مع دبلوماسية الجمهورية الإسلامية الإيرانية البنّاءة بما يخصّ إعادة إحياء المفاوضات بين البلدين، ناهيك عن الآفاق الواسعة التي لاحت في الأفق في ضوء لقاء وزير الخارجية مع بوريل فيما يخصّ إحياء الإتفاق النووي.

المصدر: الوفاق