صوت المرأة في السينما العربية  (1)

كيف يتم تصوير مشاكل المرأة؟

تُعد قضية المرأة وحقوقها من القضايا التي تأتي في مقدمة قضايا مختلف دول العالم، والدول الإسلامية غير مستثناة من هذا المسألة.

2022-12-23

وفي هذاالصدد تبنى الفن والسينما على وجه الخصوص طرح الجزء الأكبر من هذه المشكلة، وأصبحت مشاكل المرأة في البلدان الإسلامية واحدة من أكثر الموضوعات شعبية بالنسبة لمنتجي الأفلام. ولا يخفى أن حقوق المرأة في هذه القضية ينظر إليها من وجهة نظر غربية، والتي بغض النظر عن مدى سعتها في الدول الإسلامية، أصبحت موضوع المجتمع بنفس المستوى في مختلف البلدان.

يجب القول إن التغييرات التي حدثت في القرن الحادي والعشرين كانت مهمة للغاية حيث انها أثرت أيضًا على الإنتاج السينمائي في العالم العربي. كما أثرت تحولات القرن الحادي والعشرين على ثقافة مخاطبي المحتوى السينمائي، حيث ادى هذا التأثير الى ان تتجه صناعة السينما في العالم العربي وجمهورها  للتعرف على أنواع السينما المختلفة في الغرب. لذا وبناء على الاتجاه المذكور، تشكلت سينما جديدة في العالم العربي تعنى بقضية المرأة وبأهم االمسائل والقضايا المتعلقة بها وبشخصياتها البارزة. الأبحاث التي أجرتها جامعة نورث إيسترن الأمريكية على أساس طلب “مؤسسة الدوحة للأفلام” في قطر بينت أن 26٪ من منتجي الأفلام العرب المستقلين هم من النساء.

كما ذكرت هذه الأبحاث أن النساء يشكلن 25٪ من خريجي قسم إنتاج الأفلام في المغرب العربي وتونس ولبنان. وكذلك بالنسبة لـ”مهرجان القاهرة السينمائي الدولي” في عام 2019 كان أول مهرجان سينمائي دولي يلتزم بمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة.

ما نوع الأفلام العربية التي يمنحها الغربيون جوائزاً؟

في عام 2020، رشحت المخرجة السورية “وعد الخطيب” لجائزة “أوسكار” العالمية عن فيلم “من أجل سما”. يعرض هذا الفيلم حياة وعد الخطيب خلال خمس سنوات من القتال في مدينة حلب السورية. في بداية القتال في حلب عام 2011 كانت وعد طالبة جامعية تبلغ من العمر 18 عامًا حيث تعلقت في حب شخص وسرعان ما أنجبت طفلتها “سما”. في هذه الأثناء تعرضت المدينة الى حالة من الفوضى والدمار، ومع ذلك حاولت وعد زوجها حمزة الذي كان طبيباً ، البقاء في حلب حد الإمكان ويحاولان الحفاظ على حياة المدينة. ومن الواضح أن هذا الفيلم ضد نظام بشار الأسد.

بالإضافة إلى فيلم “من أجل سما” تم ترشيح المخرجة اللبنانية “نادين لبكي” لــ جائزة الأوسكار” في عام 2019 عن فيلمها “كفرناحوم”.”

يحكي هذا الفيلم اللبناني قصة فتى مراهق من عائلة فقيرة يعمل في الشوارع كل يوم لكسب لقمة العيش وإعالة إخوته وأخواته. ومن الواضح جداً تحلي هذا الصبي بروح الغيرة، وأكبر حب في حياته هوأخته سحر البالغة من العمر 11 عامًا، وهو قلق من أن يعلم والديه بأن سحر في سن البلوغ لأنهم يريدان تزويجها من رجل كبير في السن مقابل مبلغ قليل من المال.

على الرغم من جهوده ومقاومته فقد أُجبرت سحر أخيرًا على الزواج من هذا الرجل. وفي هذا الحال هرب زين من منزله منكسر القلب ليخوض في أحداث جديدة. في هذا الفيلم يتم عرض تفاعلات وأدوار أفراد الأسرة جنبًا إلى جنب مع الأزمات الاجتماعية، خاصة بالنسبة للأسر المحرومة، ومن ناحية أخرى  يشير أيضًا إلى نقض الحقوق الأساسية للفتيات والنساء.

من ناحية أخرى منذ عام 2010  خصصت مؤسسة الدوحة للأفلام 48٪ من مساعداتها المالية للنساء. وخلال مهرجان أجيال السينمائي في عام 2019، من بين 97 فيلما جرى عرضها كان 56 فيلما من اعمال النساء. وهذا يعني أن أكثر من نصف الأفلام التي عُرضت في المهرجان المذكور كانت لنسوة مخرجات.

فيما يتعلق بما حدث في السينما في العالم العربي بشأن الدور الخلاق للمرأة ، يجب القول إن ميول ومنهجية الأنظمة السياسية الحاكمة في الشرق الأوسط ساهمت في تشكيل هذا الإنقلاب. وسبب ذلك أن الأنظمة السياسية المذكورة  تماشت مع خطط وبرامج الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي التي تتمحور حول القضايا المتعلقة بالمرأة. ولعل في هذا السياق يمكن ذكر مصر كنموذج بارز حيث قام النظام السياسي الحاكم في مصر الذي طرحَ نفسه على أنه داعم لحقوق المرأة بالعديد من الأنشطة المتعلقة بشؤون المرأة.

حاليا، في الوقت الحاضر يتم إنتاج وبث العديد من الأفلام والمسلسلات التي تستعرض فيها قضايا المرأة ومشاكلها بما في ذلك مشكلة إشاعة الاعتداء الجنسي والاغتصاب.

المصدر: الوفاق خاص