إذاً، الحيرة كبيرة لدى الجماهير الألمانية لاختيار “لاعب العام” في منتخب ألمانيا، لكن ليس لكثرة خيارات اللاعبين الذين تألّقوا، بل على العكس من ذلك، إذ إن أياً من لاعبي المنتخب الألماني لم يتألق في مجمل المباريات عام 2023، وهذا ما تعكسه النتائج، لذا؛ ستكون مهمة الألمان اختيار اللاعب الأقل سوءاً بين السيئين ليكون “أفضل لاعب”.
بحسب النتائج الأولى للتصويت في صفحة الاتحاد الألماني لكرة القدم في الإنترنت، فإن المفاجأة حاضرة، إذ إن اللاعب الذي يتقدّم التصويت حتى الآن ليس سوى إيمري كان بـ50% من الأصوات.
المفاجأة أن إيمري كان من اللاعبين العاديين في منتخب ألمانيا وليس النجوم. وأكثر من ذلك، فإنه لعب مباراتين أساسياً فقط من 11 مباراة خاضها المنتخب الألماني الذي يعتمد على لاعبين من بايرن ميونيخ والخارج. لذا، لا يمكن أن يكون أفضل لاعب. إذاً، ماذا يحدث؟
تقول تقارير صحافية في ألمانيا إن اختيار الجماهير الألمانية حتى الآن في التصويت إيمري كان ليكون أفضل لاعب عام 2023 ليس سوى إظهار لاستيائها من مستوى ونتائج منتخب ألمانيا في 2023، أي أنه نوع من “العقاب” من هذه الجماهير لمنتخبها.
هذا ليس مستبعداً من هذه الجماهير التي سمعت “كلاماً معسولاً” من الاتحاد الألماني لكرة القدم حول عودة منتخب ألمانيا إلى واجهة الكرة العالمية، خصوصاً بعد خيبة كأس العالم 2022 بالخروج من دور المجموعات، وخصوصاً أن ألمانيا ستستضيف كأس أوروبا في 2024، ولا يقبل الألمان بغير التتويج باللقب، لتأتي النتائج والأداء في 2023، وتؤكد أن منتخب ألمانيا لا يزال بعيداً كل البعد عن هذا الهدف، وأن على مديره الفني جوليان ناغلسمان أن يتواضع في سقف الأهداف الذي وضعه عند قيادته المنتخب الألماني ووعوده بالتتويج باللقب.
ومن المعلوم أن الجماهير في الكرة لها رأيها، ويمكن أن تضغط في هذه المسألة أو تلك، ويكون لها تأثير.
وبالتأكيد، عندما يتعلّق الأمر بمنتخب ألمانيا المتوّج بلقب كأس العالم 4 مرات وبلقب كأس أوروبا 3 مرات، فإن صوت الجماهير يكون أعلى وأكثر انتقاداً لما أصبح عليه حاله ولفقدانه هيبته.
هكذا، وعلى طريقتها، تريد الجماهير الألمانية وقف مهزلة منتخب ألمانيا أمام العالم.
أ.ش