مصطفى ملا هذال
إذا لم تحقق بعض الأهداف في العام الماضي، لا يعني إنك انسان فاشل او غير طموح، انطلق مع انطلاق العام الجديد وابدأ بتنفيذ خطتك الموضوعة بشكل يومي، فالكسل والتراجع لا يجعلانك انسانا مختلفا عن اقرانك ومميز في بيئتك الاجتماعية.
تأتينا دفعات من الحماس والرغبة في الخروج عن النمط السائد، وفعل المستحيل، كل ذلك يحصل في الأيام الأولى من السنة الجديدة، نضع مفكرة وندوّن فيها اولوياتنا، نُسير يومنا وفق المخطط الموجود والاجندة الموضوعة ذاتيا، نحاول قدر الإمكان الا نخرج عن الخطة.
الشهر الأول والثاني يمضيان بحالة قريبة من المثالية، بعيدا عن الروتين اليومي المعتاد قبل نهاية العام، وربما يكون من العوامل المساعدة على هذه اليقظة الذهنية المؤقتة هي الدعوات المتواصلة والمكثفة على المواقع التواصل الاجتماعي وتبادل الرسائل حول إمكانية ان يكون العام الجديد بداية للتفوق والنجاح وغيرها من الامنيات.
لكن بعد مرور هذه الأيام تبدأ معالم الخمول والتراجع بالظهور، يعود الفرد لروتينه القديم متناسيا أهدافه التي ينوي تحقيقها، منغمسا بالمشاكل الاجتماعية التي عادة ما تبعد الافراد عن تحقيق طموحاتهم، وتحولهم الى اشخاص عاديين غير قادرين على التفرد ونفض الغبار لصنع المستحيل.
وفي هذا السياق يكون التخطيط من الأمور الواجبة والضرورية لضمان النجاح المطلوب والاستمرار في الوصول الى الأهداف المرسومة، وهنا لابد من الإشارة الى بعض الخطوات الأساسية الكفيلة بتحقيق ذلك.
أولى هذه الخطوات ان يكون الهدف واضح ومحدد، بمعنى ان تكون النقطة المراد الوصول اليها معلومة، فليس من الصحيح ان يدوّر محرك العجلة ولا يعلم السائق اين وجهته، فهو قبل البدء بعملية التشغيل بالتأكيد وضع مخطط بصورة مبدئية عن بداية تحركه ونهايته.
كذلك الأهداف يجب ان توضع نصب الاعين والعمل بكل الجهود لبلوغها، كأن يكون عبر تحديد هدف او هدفين أساسيين في العام الحالي، وبذلك يكون التركيز عليهم قبل كل شيء، الى جانب ذلك يتم تقسيم الأهداف الى أهداف قريبة ومتوسطة وبعيد المدى، ليكي يتسنى للفرد التدرج في الوصول الى النهاية المطلوبة.
ثاني الأشياء الضرورية لجعل الأهداف قابلة للتحقيق هي ان تكون واقعية تتماشى مع الإمكانات والقابليات الفردية، فهل تتصور ان يحقق موظف بسيط في دائرة مغمورة حلم اقتناء سيارة تتجاوز قيمتها 30 ألف دولار؟ بالتأكيد هنالك صعوبة او استحالة في ذلك، وكذلك لا يمكنه بناء منزل يتمتع بشيء من الرفاهية.
ومثل هذه الامنيات تحتاج لشخص قد يكون رجل اعمال، او يزاول اعمال تجارية أخرى تمنحه القدرة على الشراء والبناء، وبالطبع يسهل عليه الامر طالما لديه ثروة كبيرة ويتمتع بعقلية تجارية.
يأتي بعد ذلك موضوع تحديد الهدف ببداية ونهاية؛ لتكون هنالك ضمانة تتعلق بتحقيقه ويستطيع الشخص متابعة هدفه وقياس نجاحه، مثلما تفعل الشركات المنفذة لمشروع معين، تضع سقف زمني تبذل قصارى جهدها من اجل الالتزام به وتسليمه في الوقت المحدد، فلولا هذا التحديد، نعود لنقطة البداية وهي الكسل والخمول ومن ثم الابتعاد عن الأهداف ومسألة تحقيقها.
القول السابق يوصي بحتمية إنشاء خطة تنفيذية، تتضمن تحديد الأنشطة اليومية أو الأسبوعية التي تسهم في تحقيق الأهداف، كأن تبدأ هذه الخطة بالذهاب الى القاعة الرياضية وإنجاز الاعمال الكتابية والخروج مع الأصدقاء ومتابعة مجريات الاحداث على الصعيدين المحلي والدولي وهكذا، فجميع ذلك ينخرط ضمن الهدف الكلي المحدد ليوم من بين أيام السنة.
من الآن يمكننا التفكير بشكل مختلف بالمهمة المتعلقة في الاستعداد للعام الجديد، وفي الوقت نفسه ان نضع امام اعيننا الأشياء القابلة للتطبيق دون تحميل النفس ما لا تطيق، وأخيرا الا ننسى ان لكل مرحلة هدف ولكل هدف ظروف مواتية تعجل من تحقيقه او تجعله ممكنا.
أ.ش