في ذكرى میلاد نبي الله وعلى أعتاب السنة  الميلادية الجديدة

المسيح (ع) في مرآة الكتب

الخامس والعشرون من كانون الأول (ديسمبر) هو عيد ميلاد السيد المسيح (ع).

بدأ الشتاء وبعد أيام قليلة يبدأ العام الميلادي الجديد، فعلى أعتاب السنة الجديدة، تصادف غدا الأحد ذكرى ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم (ع) وبهذه المناسبة نبعث بأحر التهاني الى المسيحيين ونتمنى لهم عاماً طيباً ومستقبلاً زاهراً.

المسيح عيسى بن مريم (ع) يُعرف أيضاً بـ “يشوع” بالعبرية وبـ “يسوع” في العهد الجديد، هو رسول الله والمسيح في الإسلام، ويُعتبر من أولي العزم من الرسل، أُرسل الى بني إسرائيل بكتاب مقدس جديد وهو الإنجيل، ويُفضل المسلمون إضافة عبارة “عليه السلام” بعد اسمه ككل الأنبياء توقيراً لهم.

الإيمان بـ “عيسى (ع)” (وكل الأنبياء والرسل) ركن من أركان الإيمان، ولا يصح إسلام شخص بدونه. ذُكر عيسى (ع) باسمه في القرآن 25 مرة. يَذكر القرآن أن عيسى (ع) ولدته مريم بنت عمران (س)، وتُعتبر ولادته معجزة إلهية، حيث أنها حملت به وهي عذراء من دون أي تدخل بشري، بأمر من الله وكلمة منه. قال الله تعالى في سورة آل عمران: “إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ” ولحكمة أن يكتمل إعجاز الله في الخلق (فآدم أبو البشر خُلق من دون أب ولا أم، وحواء أم البشر خُلقت من أب بلا أم، وكل البشر خُلقوا من أب وأم، وأما عيسى (ع) فمن أم بلا أب) وليكتمل بخَلقه ناموس الخلق الذي أراده خالق الكون.

كانت لدى عيسى (ع) القدرة على فعل بعض المعجزات كسائر المرسلين والأنبياء فضلا عن إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص بإذن من الله.

يُؤمن المسلمون بأن محمد (ص) رسول أُرسل للعالمين (الإنس والجن)، أما المسيح عيسى بن مريم والرسل السابقون فقد أُرسلوا لقومهم خاصة، وقد آمن برسالة عيسى (ع) من بني إسرائيل الحواريون بينما كفرت طائفة أخرى، ومن معجزاته أنه كلّم الناس وهو رضيع في المهد وأنه يحيي الموتى ويشفي الأكمه والأبرص ويصنع من الطين على شكل الطير وينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله.

فبهذه المناسبة نقدّم لكم بعض الكتب التي تطرقت الى موضوع النبي السيد المسيح (ع)، او بعبارة أخرى المسيح (ع) في مرآة الكتب.

وجه المسيح (ع) في الأدب الفارسي

الخامس والعشرون من كانون الأول (ديسمبر) هو عيد ميلاد السيد المسيح (ع). من أكثر الأعمال شمولاً وأفضلها التي تتناول دور المسيح (ع) في الأدب الفارسي كتاب “وجه المسيح في الأدب الفارسي” الذي كتبتها الدكتورة قمر آريان”.

هذا العمل، الذي نُشر طبعته الأولى عام 1990، كان في الحقيقة أطروحة دكتوراه نُشرت في وقت لاحق ككتاب.

في هذا الكتاب، تتناول المؤلفة أولاً المسيح في القرآن والتوراة والتقاليد والأبحاث الجديدة، ثم تدخل في دور المسيح (ع) في الشعر الفارسي.

من رودكي إلى قاآني، وتذكر أمثلة من الكلمات والمعاني المتعلقة بالمسيحية في شعر شعراء مختلفين: كما يقول الشاعر الإيراني الشهير حافظ الشيرازي: الطبيب المسافر لا يعرف ألم الحب/ اذهب وخذ القلب الميت بيدك لأنفاس المسيح، ويقول “معزي”:

إعادة حياة الجسد لإحسان

لطفك كأنفاس المسيح

وبحسب قمر آريان، فإن “الخاقاني” يعود إلى حقيقة أن والدته كانت مسيحية وأيضاً بسبب خبرته في تاريخ الأمم والأديان، أكثر من غيره من الشعراء الفارسيين، ذكر دين المسيح والمعتقدات والطقوس المسيحية في شعره وله العديد من التركيبات والتشبيهات والإستعارات والتلميحات المتعلقة بالمسيح في قصائده:

إنه يسوع وأنا حواريه

فيعطيني الحياة بحسن الجوار.

وفي جزء آخر من الكتاب، تقدم الكاتبة أمثلة على تأثير السيد المسيح (ع) في كتب النثر الفارسية؛ من كتب تاريخ بلعمي، شرح تعرف، كشف المحجوب، أعمال ناصر خسرو، كيمياء السعادة، مجمل التواريخ والقصص، كشف الأسرار، أسرار التوحيد، مرصاد العباد وغيره.

كما جاء في كتاب “الإنسان الكامل” لـ “عزيز الدين نسفي”: در انسان کامل عزیز الدین نسفی: “يا درويش! عيسى هو الكلمة وعيسى مثل آدم. إذن آدم أيضاً كلمة”.

لكن “عيسى (ع)” كلمة من فم العالم تذهب من نفس العالم إلى السماء، و “آدم” كلمة التي تأتي من سماء الروح إلى هند القلم.

وفي الأجزاء التالية من الكتاب، قبل النتيجة، تجلب المؤلفة ثقافة الكلمات والمصطلحات المسيحية التي دخلت الأدب الفارسي، وأسفل كل منها أمثلة على استخدام تلك الكلمة أو المصطلح في الشعر الفارسي؛ مثل أنفاس المسيح (ع)،  دير المسيح (ع)، روح القدس، سلسلة مريم (س)، صوم مريم (س)، زكريا (ع)، إبرة عيسى (ع)، الدير وغيره.

فمثلاً في شرح “نخل مريم (س)” ذكرت: هي إشارة إلى غصن النخيل الذي انتزعته مريم (س) في القرآن عند ولادتها بأمر الله: “وهزّي إلیک بجذع النخلة تساقط علیک رطباً جنیاً”. ويقول الشاعر “خاقاني”: لهذا السبب مثل كرامة مريم في بستان العمر / سأختار حفنة من التمر من نخلة جافة.

المسيح (ع) والنبي المنتظر

كتاب “المسيح (ع) والنبي المنتظر” للمؤلف “خضر الأحمد” وهو شيخ وإمام مسجد ومشرف تربوي، وجاء في تعريف الكتاب: رسالة الأنبياء واحدة، أرسلهم اللّٰه على فترات من الزمن، فحملوا الحق منه سبحانه وتعالى إلى خلقه فكانوا شعلة نورانية، ودعوة إنسانية، وخُلقٌ حميد. وما يميز هذا الكتاب أنّه تكلم عن واحد من هؤلاء الأنبياء صلوات اللّٰه عليهم أجمعين. معجزة اللّٰه الخالدة، رفعه اللّٰه إليه، لحكمة أرادها بعلمه، وسينزل إلى الأرض من جديد ليقيم العدل في النفوس على منهج الإسلام.

فصولٌ أربعة، خاطبت القلوب والعقول بأسلوب مبسّط. مثبتة بنصوص من التوراة والإنجيل وبآيات من القرآن الكريم، لهدف واضح جلي هو إظهار الحق وإعلان الربوبية والألوهية للّٰه عزّ وجلّ وحده لا شريك له.

المسيح (ع) في الإسلام

كتاب “المسيح (ع) في الإسلام” تأليف “أحمد ديدات”، وهو كتاب موجه إلى المسيحيين في المقام الأول، ثم إلى المسلمين ممن يخالطوا المسيحيين. ويعرض لنا فيه المؤلف التوافقات الإسلامية المسيحية حول المسيح (ع)، ثم يحدثنا عن عيسى (ع) في القرآن الكريم، ويحدثنا عن أمه مريم (س) ومسألة ولادته بدون أب، ورواية القرآن وروايات الكتاب المقدس، ويعرض الروايتين ويوضح ما فيهما بالتفصيل ثم يترك الاختيار للقارئ أي الروايتين أصح، كما انه يعرج على ادعاء الألوهية لعيسى من قبل المسيحيين ويفندها عبر أدلة سريعة وبسيطة في الإنجيل نفسه.

سيرة المسيح عيسى ابن مريم (ع)

كتاب “سيرة المسيح عيسى ابن مريم (ع) حكمه ونصائحه ووصاياه”، للمؤلف: هلال محمد العيسى، موضوع هذا الكتاب سيرة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام وما توفر لنا من حكمه ونصائحه ووصاياه وما أنزل الله تعالى فيه من آيات القرآن الكريم، وما روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم عنه من الأحاديث. وجمعت قدر المستطاع، وما تناثر عنه في بطون الكتب وما حوته من حكمه ومواعظه البليغة. وما جاء عنه من أخبار وأقوال وأفعال، مما زادني معرفة بهذا الرسول الكريم، الذي عانى من اليهود منذ كان رضيعاً ولم يسلم وأمه عليهم السلام من اتهاماتهم لهم.

عبقرية المسيح (ع)

كتاب “عبقرية المسيح (ع)” لـلمؤلف “عباس العقاد”، طبع هذا الكتاب مرتين في حياة واضعه الأديب الكبير “عباس محمود العقاد”، وأول ما تناوله بالتحليل والتعليل تلك الظاهرة الفريدة في العالم الإنساني، ظاهرة دعوة النبوة التي قادته المقارنة الطويلة بين الديانات إلى التأكيد بأن منشأها الأول هو مدن القوافل، وتصدى العقاد في كتابه لمبحث عويص، وقضية هامة هي قضية الشك في وجود السيد المسيح.

ويقف العقاد في فصل “آداب حياة” عند الأقوال التي جاءت على لسان السيد المسيح في مجال التوصية والوعظ فلا يرى فيها ما ينكر أو يستغرب إذ الغرض الذي يرمي إليه المسيح منها تطهير النفس وتنزيهها أولاً حتى يبلغ التطهير أعمق أعماقها، واجتثاث ما تنطوي عليه من جذور الشر وبذور الفساد ثانياً.

ومما تناوله المؤلف بالتعليل تسمية المسيح بالمعلم، ومناداته بهذا اللقب سواء من قبل تلاميذه أو خصومه، أو من ليسوا تلاميذ له ولا خصوم، وقد حملهم على تلقيبه بهذا اللقب ما لمسوه في كلامه من علم واسع بالكتب والأسفار، وبديهة حاضرة في الإستشهاد بها وتوضيح مراميها.

وقد اشتمل الكتاب على أبحاث ومعلومات هي من الدقة والشمول بحيث قد تغني عن طلب المزيد من أي مصدر أو مرجع قديم أو حديث.

 

المصدر: الوفاق/ خاص