نحو العودة والحرية وتقرير المصير

ما قبل “الطوفان” ليس كما بعده

امتاز المشهد الثقافي في 2023 بغزارة الإبداع الثقافي وتنوّعه، ووصوله إلى منصّات أممية مختلفة استجابةً للطبيعة الكونية للقضية الفلسطينية.

2024-01-06

عبر تاريخ يمتدّ على قرون طويلة أسهمت أرض فلسطين في إنارة العالم بشتّى أشكال الإبداع الثقافي والفكري والفني. هي أرض الرسالات ومهد الحضارات.

 

ومع نكبة فلسطين وقبلها، نشطت الثقافة بشكل كثيف ومشتبك مع المسيرة الفلسطينية نحو العودة والحرية وتقرير المصير، فأسهم الإبداع الثقافي في توكيد السردية الفلسطينية وإبراز الاعتداءات والانتهاكات الصهيونية وترسيخ هوية وطنية جامعة متصلة بمحيطها الحضاري لشعب طُرد من أرضه وهُجِّر وشُتِّت وتعرّض لممارسات مركّبة من التقسيم والإبادة ورفع همم الفلسطينيين وفضح التخاذل والانبطاح.

 

امتاز المشهد الثقافي في 2023 بغزارة الإبداع الثقافي وتنوّعه، ووصوله إلى منصّات أممية مختلفة استجابةً للطبيعة الكونية للقضية الفلسطينية. ورغم ما تغلغل في المشهد من شطحات لا تخلو من النزعات الفردية أو الغربية الحداثية المنفكة عن الهمّ السياسي والوطني العام، إلّا أنّ اندلاع «طوفان الأقصى» أعاد تصحيح البوصلة لتكون الثقافة أكثر ارتباطاً بعمق الشعب وأصالته وتطلّعاته.

 

 

في عام 2023 ما قبل «الطوفان»، أسهمت الثقافة الفلسطينية في ترسيخ السردية والحق الفلسطينيّين. في ذكرى مرور 75 عاماً على النكبة، عقدت منظمة الأمم المتحدة، للمرة الأولى في تاريخ القضية، مهرجاناً ثقافياً في مقر هيئتها الدولية في نيويورك.

 

شهد المهرجان إحياء الفنانة الفلسطينية سناء موسى أمسيةً بأغنيات وطنية وتراثية فلسطينية. وأدرجت الدبكة الشعبية الفلسطينية على لائحة التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة اليونيسكو في كانون الأول (ديسمبر) الماضي خلال الدورة 18 للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي.

 

وبهذا يصبح لدولة فلسطين ثلاثة عناصر مدرجة على لائحة التراث الثقافي الحي غير المادي: الحكاية والتطريز والدبكة. في الشهر نفسه، منحت اليونيسكو حمايةً معززةً موقتة لـ «دير القديس هيلاريون» في قطاع غزة، وهو أعلى مستوى من الحصانة ضد الهجمات التي حددتها اتفاقية لاهاي عام 1954. وفي العام نفسه، أدرجت أريحا القديمة/ تل السلطان على قائمة التراث العالمي بقرار من لجنة التراث العالمي التابعة لليونيسكو.

شهد 2023 أيضاً إنتاجاً معرفياً غزيراً ونوعياً. ضمن سلسلة «ذاكرة فلسطين» (عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات) صدرت «حيفا في الذاكرة الشفوية: أحياء وبيوت» لروضة غنايم التي تتبعت ذاكرة خمسة أحياء في حيفا عبر روايات ذاتية لأفراد، و«مخيم تل الزعتر: وقائع المجرزة المنسية» لأستاذ فقه اللغة والباحث الفلسطيني محمد داود العلي، و«أوراق السجن: من أورقة الكنيست إلى سجون الاحتلال» لباسل غطاس، الذي وثق يوميّاته في سجون الاحتلال على إثر اعتقاله بتهمة تهريب هواتف للأسرى الفلسطينيين، و«طبريا العربية تحت الحكم البريطاني 1918-1948ــــ دراسة اجتماعية سياسية» لمصطفى العباسي، و«القدس: التطهير العرقي وأساليب المقاومة» لأحمد جميل عزم وآخرين.

 

 

وعن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» في بيروت، صدر «تأملات في الفيلم الفلسطيني» لسليم البيك، و«الصهيونية: إسرائيل ومناهضة السامية» (مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية) لخلدون البرغوثي.

 

أمّا «مؤسسة الدراسات الفلسطينية» التي أطلقت خلال العام موقعها باللغة الفرنسية، فقد أصدرت كتاب «كاميرا فلسطين: التصوير الفوتوغرافي وتاريخ فلسطين المهمش» لعصام نصار واسطفان شيحا وسليم تماري، و«المغيّبات: النساء والمدن الفلسطينية حتى سنة 1948» لمنار حسن (ترجمة علاء حليحل)، و«كنيسة المهد في بيت لحم أقدم كنائس فلسطين: دراسة في العمارة والفنون والتاريخ والتراث» لأستاذ التاريخ والآثار في «جامعة بيرزيت» نظمي الجعبة…

 

وعن «مركز دراسات الوحدة العربية»، صدر «الاقتصاد الصهيوني الغاصب والاقتصاد الفلسطيني الأسير» لأحمد السيد النجار، إلى جانب إصدارات بارزة أخرى عن دور نشر مختلفة أهمها «العقلية الصهيونية ولاهوت الإبادة» للأسير الفلسطيني قتيبة بن مسلم، و«رجل يشبهني» لالياس خوري، و«قناع بلون السماء» للأسير الفلسطيني باسم الخندقجي، و«العمارة الجبلية في فلسطين بين واقع الصيانة وآفاق الترميم، بلدة السموع أنموذجاً» لثورة حوامدة.

وفي ذكرى مرور 75 عاماً على النكبة، أقيمت الدورة الأضخم من «معرض فلسطين الدولي للكتاب» في دورته الثالثة عشرة، تحت عنوان «75 عاماً من النكبة إلى الدولة باقون»، بمشاركة أكثر من 390 دار نشر وتوكيل، وكوكبة من الكتاب والشعراء العرب، وأكثر من 61 ألف عنوان، على مساحة أكثر من 6500 متر مربع في أرض المكتبة الوطنية في بلدة سردا قرب مدينة رام الله. كما عقد مركز الأبحاث التابع لـ «منظمة التحرير الفلسطينية» مؤتمره السنوي بعنوان «تاريخ وآثار فلسطين – مراجعة نقدية» على مدار يومين في رام الله، بمشاركة خمسة وثلاثين باحثاً.

 

 

وفي الثالث عشر من آذار (مارس) المتزامن مع يوم الثقافة الوطنية، أقيمت عشرون فعالية في الضفة وغزّة وعكّا ومخيم نهر البارد، واختير الموسيقار المقدسي حسين نازك (1942 ــ 2023)، شخصية العام الثقافية لدوره في تكريس الأغنية الثورية الفلسطينية. وانطلق «مهرجان فلسطين الدولي» بنسخته الـ 22، متخذاً من المفتاح شعاره، إيماناً منه برمزية التمسك بحق العودة وحلمها. نظم المهرجان بالشراكة مع بلدية رام الله التي أقامت أيضاً مهرجان «وين ع رام الله» السنوي بدورته الـ 14، تحت شعار «75 عاماً على مسار العودة».

 

ونظم مهرجان «صيف القدس» في الأردن تحت شعار «نأتيك حباً وشوقاً… عزّاً ونصراً» بهدف تسليط الضوء على الواقع الفلسطيني والمقدسي ومواجهة التهويد وحشد طاقات المؤسسات والجهات العاملة في القدس وفلسطين. ونظمت سرية رام الله الدورة السابعة عشرة من «مهرجان رام الله للرقص المعاصر» تحت شعار «للجسد ألف قصة وقصة»، ونجحت «جامعة دار الكلمة» في بيت لحم في تنظيم مهرجان «حكايا من فلسطين» في مدن عدة في ألمانيا والنمسا.

 

وتحت شعار «انهضي يا قدس»، نظم «مركز يبوس» الثقافي «مهرجان القدس»، لتسليط الضوء على الفنانين المحليين والعالميين في مجالات الفنون الأدائية والبصرية.

 

وبمشاركات نوعية على مستوى المحتوى والتقنية، اختتم مهرجان «أيام فلسطين السينمائية» بتنظيم من مؤسسة «فيلم لاب – فلسطين».

 

وتحت شعار «للسينما العربية، هنا القدس»، عقد «مهرجان القدس للسينما العربية»، بتنظيم من «المسرح الوطني الفلسطيني ـــ الحكواتي»، بهدف تعزيز المشهد الثقافي والفني في القدس وخلق المساحات الثقافية للمقدسيين.

 

وعقد «مؤتمر غسان كنفاني للرواية العربية» برعاية وزارة الثقافة الفلسطينية ونظيرتها الأردنية لهذا العام تحت عنوان «فلسطين في الرواية العربية». وللمرة الأولى، عقد في إسطنبول مهرجان «فلسطين في كتاب -كتب عن فلسطين وكتّاب فلسطينيون». وشهدت فلسطين أيضاً انطلاق المؤتمر الموسيقي الأوّل، الذي يهدف إلى خلق مساحة مشتركة وآمنة للموسيقيين وتوحيد جهودهم وإثراء الحوار بينهم وتلبية احتياجاتهم.

 

وكردّ مقاوم على استثمار الحركة الصهيونية فن الكوميكس لتعزيز سرديّتها الزائفة، أقيم في فلسطين معرض للكوميكس للمرة الأولى، بمشاركة 17 فناناً فلسطينياً ومشاركات أخرى من خارج فلسطين، بتنظيم رسام الكاريكاتور الفلسطيني محمد سباعنة.

 

ونجحت «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ«إسرائيل»» في إفشال مهرجان «3 دقات» التطبيعي، الذي ينظمه ما يسمّى «البيت الإسرائيلي – الفلسطيني» بتمويل من بلدية الاحتلال في القدس.

رغم الإنجازات والولادات الجديدة، ودّع المشهد الثقافي في عام 2023 كوكبة من أعلامه، منهم المؤرخ جهاد صالح، الذي ترأس تحرير مجلة «الثورة» وجريدة «التعميم» وشغل موقع مدير عام الشؤون الثقافية في وزارة الإعلام الفلسطينية وهيئة التوجيه السياسي والوطني، ورئيس تحرير «الزاوية الثقافية» التي صدرت في رام الله، إلى جانب إيليا زريق أحد أبرز المفكرين والأكاديميين في العالم العربي وأهم رواد علم الاجتماع، وموسى أبو كرش مدير تحرير جريدة «الحياة الجديدة» وصاحب الإسهامات الأدبية والقصصية، وأحمد أبو الكاس التشكيلي وأحد مؤسسي جامعة الأقصى الفلسطينية في غزّة، وعماد سمارة أحد مؤسسي «المسرح الوطني الفلسطيني ـ الحكواتي»، والشاعرة والمناضلة مي الصايغ التي شاركت في تأسيس «الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية» وترأست أمانته العامة.

 

وخطف العام أيضاً زكريا محمد (داود محمود عيد شقير) الشاعر والكاتب والباحث الفلسطيني الكبير، الذي رحل تاركاً إصدارات نوعية غزيرة في الشعر والرواية والميثولوجيا والأديان القديمة وأدب الأطفال، وكان عضواً مؤسساً وعضو مجلس أمناء «المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات»، والتشكيلي إبراهيم مؤمنة، والملحن حسين نازك، والتشكيلية ضياء البطل.

 

وكان عام 2023 مميزاً على مستوى الجوائز والتكريمات التي حازها فلسطينيون على المستويات المحلّية والعربية والعالمية. في أيلول (سبتمبر) وصلت رواية «دومينو» للكاتب خليل ناصيف، إلى القائمة القصيرة لجائزة «كتارا»، ورواية «فتى الغور» لكامل أبو صقر إلى قائمتها الطويلة.

 

وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، أعلن عن القائمة الطويلة لـ «جائزة الشيخ زايد للكتاب» التي شملت للمرة الأولى عملاً فلسطينياً، تحديداً في فرع أدب الطفل والناشئة، عبر قصة «الضوء» لإسراء كلش. وبالشراكة مع «مركز خليل السكاكيني»، أُطلقت «جائرة الربيع للفنون البصرية» برعاية سليمان منصور ونبيل عناني اللذين يمثلان أعمدة الفن التشكيلي السياسي والنضالي في فلسطين.

 

وحصلت على «جائزة مؤسسة محمود درويش للإبداع» عن عام 2023، الشاعرة والمترجمة الفلسطينية الراحلة سلمى الخضراء الجيوسي (1936 ـــ 2023) عن فئة المبدع الفلسطيني. وحصد الروائي حسن حميد، «جائزة نجيب محفوظ» عن روايته «ناغوغي الصغير».

 

وفاز وثائقي «اليد الخضراء» للمخرجة جمانة منّاع بـ «جائزة النقاد للأفلام العربية» في «مهرجان كان السينمائي». صوّر الشريط الصراعات بين ما يسمّى «سلطة حماية الطبيعة الصهيونية» وقاطفي النباتات الفلسطينيين.

 

وحصل الفيلم الروائي الطويل «الأستاذ» للمخرجة فرح النابلسي على جائزتي «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» في دورته الثالثة، وهما جائزة أفضل ممثل للفلسطيني صالح بكري، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن الفيلم نفسه.

 

أمّا جائزة لجنة التحكيم في الدورة العشرين من «المهرجان الدولي للفيلم» في مراكش، فقد ذهبت إلى وثائقي «باي باي طبريا» للفلسطينية لينا سويلم.

 

وفي الدورة الرابعة من «مهرجان عمّان السينمائي الدولي»، فاز «اللد» بجائزة أفضل وثائقي عربي طويل وجائزة اتحاد النقاد السينمائيين الدولي لأفضل فيلم. وفي شباط (فبراير) الماضي، ترشح الموسيقار نسيم الأطرش ابن بلدة بيت ساحور قضاء بيت لحم لنيل جائزة «غرامي» عن ألبومه الموسيقي Crisalida.

بدورها، حصلت الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي على جائزة LiBeraturpreis الألمانية عن روايتها «تفصيل ثانوي» (دخلت بنسختها الإنكليزية قائمة «بوكر» الطويلة لعام 2021) وهي جائزة سنوية تمنح لأفضل المؤلفات الأدبية في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. الرواية التي تطلبت عشر سنوات من البحث والكتابة والشطب لتروي لنا قصة فتاة من النقب، اغتصبها جيش الاحتلال الإسرائيلي وقتلها عام 1949، وقصة فتاة أخرى في وقتنا الراهن تحاول البحث عن تفاصيل الجريمة التي ستصادف بعد 25 عاماً على وقوعها في يوم مولدها، أثارت جدلاً بعد عملية «طوفان الأقصى».

 

إذ ألغت المنظمة الأدبية الألمانية «ليتبروم» تكريم شبلي ضمن «معرض فرانكفورت للكتاب» الذي انحاز للسردية الصهيونية وكتم الصوت الفلسطيني. أمر شجبته رسالة احتجاجية مفتوحة صدرت عن 600 كاتب ومثقف وأكاديمي وناشر حول العالم.
اندلع «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، فكان كفيلاً بتغيير واقع القضية الفلسطينية والمحيط الإقليمي والعالمي وبطبيعة الحال المشهد الثقافي.

 

أمر استدعى تكثيفاً غير مسبوق للممارسات الصهيونية بحق الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم. وفقاً لتقرير صدر عن وزارة الثقافة الفلسطينية موجزاً مجمل الانتهاكات الإسرائيلية بحق قطاع الثقافة في فلسطين في عام 2023، فقد استشهد 44 من العاملين في قطاع الثقافة، واعتقل ما يزيد عن تسعة من المبدعين بسبب إنتاجاتهم الفنية من غناء وموسيقى وصناعة محتوى.

 

كما توسعت ممارسات الأسرلة والتهويد في المناطق الأثرية والبلدات القديمة في القدس ونابلس والخليل وسبسطية، ودُمّرت ميادين عامة ونصبٌ تذكارية وأعمالٌ فنية وجداريات خاصة في قطاع غزّة وجنين.

 

وبلغ مجموع ما رُصد من مبانٍ تراثية وثقافية وتاريخية مدمرة في قطاع غزة حوالى 207. وسرقت الآثار وهدمت مؤسسات ثقافية ومسارح ومطابع ومعارض ومكتبات ودور نشر ومراكز للأرشيف.

 

وأغلقت مؤسسات ثقافية في القدس، ومُنعت بعض الأنشطة والفعاليات فيها، وتم الاعتداء على 5 مؤسسات مقدسية، واقتحام 14 مركزاً ثقافياً في الضفة الغربية، منها مكتبتان تم الاستيلاء على محتوياتهما.

 

وحُرم عدد من الفنانين والكتاب السفر للمشاركة في فعاليات خارجية. فالمشروع الصهيوني الذي يهدف إلى استعمار الأرض وإبادة أهلها وطردهم، لا يكتمل من دون الإبادة والتطهير العرقي للثقافة الفلسطينية، أحد أعمدة الصمود والنضال التاريخي الفلسطيني.

 

كما شهد المحتوى الفلسطيني تكثيفاً لممارسات التطهير العرقي الافتراضي والإبادة الافتراضية نتيجة سياسات التضييق والمحو التي اتبعتها أبرز منصات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها فايسبوك.

 

لم تكتفِ الثقافة الفلسطينية بالصمود فقط. رغم خطر الاغتيال والمحو والتدمير الثقافي، تفاعلت الإبداعات الفلسطينية بمختلف أشكالها بجرأة ومسؤولية مع «طوفان الأقصى» وتبعاته، فقد انطلقت مبادرة «مشاع فني» من مجموعة من الفنانين الفلسطينيين ممن قرروا مواجهة التعتيم والتكتيم الإعلاميّين والقمع الممارس من قبل منصات التواصل، عبر إتاحة أعمالهم للعموم بشكل مجاني للنشر والطباعة.

 

وتضامناً مع أطفال غزّة الذين يُقتلون في الحاضنات ومن أمام «كنيسة المهد» في بيت لحم، جسدت الفنانة الفلسطينية رنا بشارة الطفل يسوع على كوفية فلسطينية في حاضنة أطفال.

 

وأطلق طلبة «مدرسة الفرندس» في رام الله أغنية موجهة إلى العالم، لتجتمع قلوبهم الصغيرة للصلاة لأطفال غزة راجين لهم السلام والأمان والعدالة. وفي استجابة مباشرة للعدوان على غزة ونضال الشعب الفلسطيني المستمر، اجتمع 25 فناناً عربياً ليقدموا أغنية «راجعين»، في ما اعتبروه نشيداً عابراً للحدود مجسداً الصمود والمقاومة.

 

وذهبت عائدات الأغنية والفيديو لصندوق إغاثة أطفال فلسطين. وأصدرت فرقة «مسار إجباري» أغنية «روح الروح» لتناجي الجد الفلسطيني خالد نبهان الذي فقد حفيدته وروح روحه أثناء إعداده لعيد ميلادها المتزامن مع عيد ميلاده. وأنتجت فرقة «شارموفرز» أغنية بعنوان «هل» مبتدئة بتهويدة فلسطينية، وهي أوّل إنتاج ذو طبيعة سياسية للفرقة، وأصدرت فرقة «كايروكي» عملها بعنوان «تلك قضية».

 

وبعد 50 عاماً من عرضها الأول، عادت أغنية Leve Palestina السويدية التي كتب كلماتها الفلسطيني من مدينة الناصرة جورج توتاري، إلى صدارة منصات التواصل الرقمي المختلفة، وأنشدها المتضامنون مع فلسطين في مختلف ميادين العالم هاتفين بقلب واحد «تحيا فلسطين وتُسحق الصهيونية».

ولم يكتفِ الشعب اليمني الأبي بالتضامن العسكري والحصار البحري، بل امتطى فنانوه ومثقفوه أمواج الطوفان، مرسلين إنتاجاتهم مسيّرات لدعم فلسطين، ومنها مجموعة من الأناشيد الحماسية والأغنيات، ومعرض تشكيلي داعم للقضية الفلسطينية، ناهيك برقصة البرع اليمنية التراثية على ظهر السفينة المحتجزة «غالاكسي ليدر» في ما يعتبر أعلى أشكال التراث الفني المشتبك والأداء الكوميدي العسكري الساخر من العدو.

 

علي حمدالله

 

أ.ش

المصدر: الوفاق/ وكالات