في الذكرى الرابعة لإغتيال قادة النصر الشهيدين سليماني والمهندس

تمر علينا اليوم الذكرى السنوية الرابعة لإغتيال قادة النصر الشهيدين القائدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، ومنطقة غرب أسيا تشهد مرحلة خطيرة وحساسة وهي تتأرجح على حافة الهاوية وعلى شفير حرب شاملة كبرى بين محور المقاومة ومحور الامريكي الصهيوني الغربي..

لندن – د. احمد الزين

 

بعد إستمرار عمليات الاغتيالات الصهيونية الغادرة استهدفت كل من الشهيد رضي الموسوي في سوريا، والشهيد صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت.. وجراء تداعيات الحرب الامريكية الصهيونية الغربية على قطاع غزة، بعد زلزال “طوفان الاقصى” على الكيان الصهيوني، وما تبعه من الانتقام الصهيوني بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب ومجازر وابادة جماعية بحق أهل غزة من اطفال ونساء وشيوخ، وما استوجبه الواجب الانساني والاخلاقي بالرد المشروع من قوى المقاومة في المنطقة لدعم ومساندة اهل غزة الصامدين ومقاومتها الباسلة.

 

وإذ تجدد دول وقوى المقاومة والشعوب المؤمنة الاحتفاء بالذكرى الخالدة للشهيدين سليماني والمهندس، وتؤكد على الولاء والثبات والتمسك بالخط الإيماني والسير على نهجهما على طريق الجهاد والمقاومة، ودرب الدفاع عن السيادة والاستقلال.. وذلك وفاءً لتضحياتهما وإيثارهما وبذل دمائهما الزكية في محاربة الإرهاب الامريكي الصهيوني التكفيري وفي سبيل إحقاق الحق والعدل والتحرير والسلام والكرامة الانسانية.. ولانتهاز هذه المناسبة العظيمة لإستذكار سيرتهما العطرة ومواقفهما البطولية وجهادهما المشرّف..
في عقيدتنا الإسلامية السمحاء، الشهيد لا يموت ابدا بل هو حيّ يولد من جديد، {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}. فالإستشهاد والشهادة ليست موت ونهاية كما يتوهم أعداؤنا، بل هي حياة وبداية، هي حياة للشهداء لان منزلتهم عظيمة في السماء في جنان الخلد، وهي لنا تجديد الوعي والمسؤولية وتنوير العقول وإحياء ثقافة المقاومة للشعوب المقهورة لان دماء الشهداء بمثابة وقود ربانية توهج شعلة الإيمان، ومشعل ينير درب المجاهدين، وتبعث حرارة اليقين والتسليم المطلق لمشيئة الله وقضائه وقدره، وتزهر ثمارا طيبة وثباتا وصمودا، وتقوي ارادة التحدي والتصدي، وتزيد العزم والعزيمة والتصميم للمضي قدما على خط الجهاد ومسار الشهداء الابرار.

 

كان الشهيدان سليماني والمهندس قائدين فذين عظيمين من قادة محور المقاومة، اللذان كانا العون والسند والمدد في الدعم والتمويل والتسليح والتدريب والتخطيط والتعبئة والتوجيه والتصنيع ونقل الخبرات لحركات التحرر وقوى المقاومة في المنطقة وبالاخص المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.. ولهما الفضل الاكبر في تراكم القوة والاقتدار وخلق معادلة توازن الردع وميزان الرعب مع امريكا والكيان الصهيوني..

 

الشهيدين سليماني والمهندس هامتان شامختان، ومثالان ساميان يحتذي بهما الاحرار والشرفاء.. وقدوتان وايقونتان في الإسلام، وقبسان من نور ساطعان في فضاء القيم الإنسانية والأخلاقية .. ينشدان حرية الإنسان وكرامته..، ويدافعان عن حقوق الشعوب المستضعفة في البلدان الخاضعة للسيطرة الأمريكية.. ورفيقا درب لكل المجاهدين والمقاومين من عشاق الحرية والتحرر والسيادة والاستقلال.. وقادة النصر اللذان تواجدا في كل ساحات المواجهة مع الاعداء، وخاضا المعارك البطولية في كل الجبهات من أجل تطهير المنطقة من رجس الإرهاب ونير الاحتلال وكابوس الظلم والاستبداد والعدوان.. وهما مثالان للشرف والكرامة والعزّة والشهامة والآباء والعنفوان.. ورمزان عالميان لمكافحة الإرهاب والتكفير والطغيان… وهما مدرسة ثابتة يجسّدان فيها أعظم معاني التضحية والبطولة والعطاء ويستلهم منها دروسا وعبرا في الإيثار والفداء.. وهما منهاجا مضيئا في نصرة الحق والعدل وإعانة المظلومين وإغاثة المحرومين وحماية المستضعفين من هيمنة قوى الاستكبار العالمي..

 

حطم الشهيدان سليماني والمهندس هيبة الاستكبار العالمي.. وكسرا قوة الطاغوت الأكبر امريكا وحلفائها.. وافشلا مشروعهم الاستعماري القائم على الوحشية والإجرام والعدوانية والغطرسة والاستبداد والاحتلال ونهب ثروات الشعوب.

الشهيدان سليماني والمهندس شهيدا القدس وفلسطين.. لانهما أحبّا وعشقا ودعما القضية الفلسطينية قولا وفعلا ومعنويا وميدانيا، واستشرفا فكرة حفر الانفاق والتحصينات وعززا الصمود في غزة، واستبسلا في نقل الصواريخ والمعدات والتقنية والخبرات العسكرية، وساعدت في التدريبات والاستعدادات لكسر موازين القوى للكيان الصهيوني الغاصب.. فقد عانقت اجسامهما ساحة الجهاد كالأسود.. وعشقت نفسهما الشهادة في سبيل الله وفي سبيل الإنسان الذي اُنتزعت منه الحرية والكرامة وسُلبت منه الإرادة والحركة وخُضع قسرا تحت أنظمة ديكتاتورية ظالمة .. وبجهودهما المباركة وبركات دمائهما الزكية التي تعانقت وتعاونت ورافقت وامتزجت مع جهود المجاهدين المثابرة في فلسطين وتضحيات المقاومين البواسل في غزة ودماء شهدائها الزكية، أثمرت شرارة “طوفان الاقصى” كبداية مشرقة وإشارة موقدة على طريق تحرير القدس والمقدسات وتحقيق النصر المبين باذن الله.

 

ووفاءً وتكريما لجهادهما وإخلاصهما وتضحياتهما، أستحق القائد سليماني التقدير لشجاعته وبسالته ونال وسام ذو الفقار.. ونال القائد المهندس التقدير لبطولته وإقدامه ونال وسام المختار.. وهما مرتبتان كريمتان كذو حدين في سيف علي الكرار سيف ذو الفقار…
الرحمة لشهدائنا..والسلام على الشهيدين سليماني والمهندس يوم ولدا ويوم استشهدا ويوم يبعثا أحياء.

 

أ.ش