لم تنتظر الأندية الأوروبية بدء بطولة أمم أفريقيا في كوت ديفوار حتى تبدي استياءها، إذ قبل بدء المنافسات بأيام بدأت هذه الأندية تعلن تذمّرها منها.
هذا الاستياء والتذمّر سببه أن الأندية مضطرة لأن تبقى من دون لاعبيها الأفارقة، وكثر منهم نجوم، لشهر هو مدة وجودهم في بطولة أمم أفريقيا.
الأندية الأوروبية لا ترغب في تقديم لاعبيها في منتصف الموسم مع احتدام المنافسة، وهذا ما يفقدها العديد من اللاعبين الأفارقة المؤثّرين حتى في فريق واحد، وذلك نظراً لكثرة احتراف اللاعبين الأفارقة في الكرة الأوروبية.
إضافة إلى ذلك، فإن الأندية الأوروبية تخشى أن يتعرّض اللاعبون للإصابة في بطولة أمم أفريقيا، وأن يعودوا إليها مصابين ويبتعدوا لفترة عن الملاعب، وهذا ما سيكون له تأثير على الأندية.
فضلاً عن ذلك فإن الأندية الأوروبية لا تريد عودة اللاعبين من البطولة مرهقين في منتصف الموسم، ما سيؤثّر على أدائهم معها بعد أن يكونوا قد قدّموا أفضل ما لديهم وبذلوا جهداً بدنياً كبيراً مع منتخبات بلادهم.
لكن ما يجدر قوله هو أنّ الأندية الأوروبية تسعى لمصالحها قبل كل شيء، وهي تبدو في حالة استعلائية في تصرّفها مع المنتخبات في بطولة أمم أفريقيا، إذ من حقّ هذه المنتخبات أن تستفيد من أي لاعب في أي نادٍ، كما أن اللاعب يكون في مهمة وطنية تعلو على الاعتبارات كافة، حيث إن اللاعبين يحلمون أن يكونوا بقمصان منتخبات أوطانهم وبتحقيق الانتصارات لشعوبهم.
وكذلك فإنه كما أن الأندية الأوروبية تخشى تعرّض لاعبيها للإصابات مع منتخبات بلادهم في البطولات، فإن العكس صحيح خصوصاً أن اللاعب يبقى فترة طويلة مع فريقه واحتمال إصابته كبير.
ثمة مسألة أخرى أن الأندية الأوروبية تقيس اللاعب لديها بالأموال إذ إنها تدفع مبلغاً كبيراً للتعاقد معه كما إنها تدفع راتبه، ولذا فإنها تعتقد أنها “تمتلك” اللاعب و”تحتكر” قراره وقرار منتخب بلاده.
هذا الأسلوب الذي تتّبعه الأندية الأوروبية كان سبباً في التصريح المفاجئ الذي أدلى به الألماني يورغن كلوب قبل يومين حيث قال إنه يتمنّى خروج منتخب مصر من الدور الأول في بطولة أمم أفريقيا، وذلك حتى يعود محمد صلاح إلى ليفربول سريعاً، رغم أنه اعتبر أن هذا لن يحدث وبأنه يتمنى “الحظ الجيد” للاعبه.
هل يدرك كلوب كم كان معيباً ما قاله بحقّ لاعبه أولاً ومنتخب بلاده ثانياً؟ على الأرجح هو يعلم، لكنه لا يهتم!
أ.ش