رغم الألم والمعاناة.. منتخب فلسطين يرفع الخفاق عالياً في قطر

 خرجوا من تحت الأنقاض ومن بين الردم والحطام، من بين شظايا الصواريخ والأشلاء المبعثرة، من أرض الزيتون يحملون معهم أحلام وطنٍ  يطرق أبواب حريته من تحت الركام، لم يكن طريقاً سهلاً بل مكللاً بالشهادة ورائحة الفداء، هكذا هم لاعبو منتخب فلسطين.

منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي ضد قطاع غزة، توقفت عقارب الزمن وشُلت مناحي الحياة في فلسطين المحتلة، غمامة سوداء أحاطت بالبلاد وعصفت معها رياح الموت والدمار، بترت أحلام الطفولة، تغيرت ملامح مدن بالكامل، وغيرت كثير من المسميات، عُلِقت جميع الأنشطة الرياضية في البلاد، بيد أن هناك مجموعة من لاعبي كرة القدم حملوا رسالة فلسطين، وتوجهوا إلى قطر لخوض كأس آسيا لكرة القدم 2023.

 

لم يخض اللاعبون الفلسطينيون أي مباراة مع أنديتهم منذ حرب الاحتلال ضد قطاع غزة، لكنهم توجهوا إلى مدينة عنابة الجزائرية لإقامة معسكر تدريبي هناك؛ لكي يتمكنوا من الإعداد البدني والذهني قبل خوض بطولة آسيا، حيث يشارك منتخب فلسطين في البطولة الآسيوية للمرة الثالثة على التوالي.

 

وقبل الوصول إلى مدينة أبها السعودية، عانى اللاعبون، لا سيما المحليون ولاعبو المنتخب الأولمبي بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى الملاعب في ظل إجراءات الاحتلال الصهيوني المشددة، والتضييق على الفلسطينيين ومحاولة عزل المدن عن بعضها البعض، إضافة إلى وجود لاعبين من غزة  وهما محمد صالح ومحمود وادي.‏

 

كان من الممكن أن يكون هناك لاعبون أكثر من غزة، لكن ظروف الحرب حالت دون التحاقهم بالمنتخب، فمنهم من قُطعت أخباره ومنهم من ارتقى شهيداً ومنهم من بترت أطرافه وأحلامه.

 

جميع اللاعبين المحترفين وصلوا قطر في  2 كانون الثاني/يناير الجاري، وخاضوا مباراتين وديتين قبل اللقاء الافتتاحي في المنافسات ضد منتخب إيران غداً الأحد (14 كانون الثاني/يناير الجاري).

 

وبالحديث عن استعداد المنتخب الفلسطيني للبطولة، قال مساعد مدرب منتخب فلسطين فهد العتال إن المنتخب خاض هذا التحضير في ظروف فنية ونفسية صعبة نتيجة الأوضاع القاسية والحرب التي تعيشها البلاد.

 

ويشار إلى أن هذا الظهور هو الثالث على التوالي للمنتخب الفلسطيني في البطولة بعد أول مشاركة له في أستراليا في عام 2015، إضافة إلى النسخة التي أقيمت في الإمارات 2019، قبل أن يظهر مجدداً في الدوحة في نسخة 2023.

 

ويلعب المنتخب الفلسطيني في المجموعة الثالثة، إلى جانب منتخب إيران بطل آسيا 3 مرات والإمارات وهونغ كونغ.

 

وبالرغم من أن المهمة لن تكون سهلة أمام الفلسطينيين، إذ لم يفز منتخب فلسطين في أي مباراة حتى الآن في كأس آسيا خلال مشاركتيه السابقتين، أضاف العتال أنه على رغم من الفترة الاستثنائية والدموية التي يخوض فيها منتخب “الفدائيين” كأس آسيا، فإنه يتطلع لتأكيد حضوره وتثبيت هويته وثقافته من بوابة كرة القدم، ورفع العلم الفلسطيني وإيصال رسالة إلى العالم أجمع أن الفلسطينيين “يحبون الحياة” ويصرون على البقاء.

 

أ.ش

المصدر: الميادين