كان الشهيد العميد ذو مناقب اخلاقية سامية ايضا ، ورغم انه عاش في الظل وبعيدا عن الاعلام بسبب طبييعة عمله الهام، الا ان مناقبه العطرة تفوح بين الفينة والاخرى على لسان من عاشروه وعرفوه عن قرب.
يروي احد زملاء هذا الشهيد العظيم ( الشهيد الحاج حسن طهراني مقدم طلب كتابة عبارة ” هنا مدفن من كان يريد ازالة اسرائيل من الوجود” على حجر قبره) في القوات الجوفضائية للحرس الثوري، طبيعة تعامل هذا القائد العسكري الفذ مع القوات والكوادر التي يرأسها ، فيقول : كان من المقرر ان نقوم باختبار (صاروخي) في الهواء الطلق وكان كل شيء جاهزا لاجراء الاختبار، وفجأة أمطرت السماء ، وحينها قلنا للشهيد الحاج حسن طهراني مقدم ” فلنؤجل هذا الاختبار اليوم ” فرد القائد الشهيد قائلا ” لا يمكن .. حتى اذا فشل الاختبار فليس مهما .. هذا العمل يجب ان ينجز اليوم ” .
ويضيف رفيق درب الشهيد طهراني مقدم ” اجريت عملية الاطلاق في ذلك اليوم وكان الشهيد الحاج حسن، أول من توجه الى نقطة الاختبار ، وكان الاختبار ناجحا ، ومن بعده توجه باقي الكوادر الى نقطة اجراء الاختبار ، وقد عمت الفرحة وعانق الجميع بعضهم البعض، وكعادته صلى الشهيد طهراني مقدم ركعتي صلاة الشكر في المكان نفسه، ثم جمع الكوادر ليخاطبهم. وانا قلت في نفسي ( يروي رفيق درب الشهيد) من المؤكد ان الحاج حسن طهراني مقدم يريد ان يتحدث عن الهدية (المكافئة المالية) التي تمنح للكوادر، لكنه لم يتكم ابدا عن هذا الموضوع وقال (( ايها الرفاق، الان قد نجح هذا الاختبار، وهذا يعني بأن الله سبحانه وتعالى نظر الينا نظرة رحيمة .. فتعالوا نقطع وعدا لبعضنا البعض بأن نصلي صلواتنا في أول وقتها بعد الان)).
ويضيف رفيق درب الشهيد طهراني مقدم ” لقد قال هذا الكلام لنا .. لأنه كان دائم الوضوء ولم يترك الصلاة في اول وقتها ابدا وتحت أي ظرف من الظروف ” .
المصدر : كتاب ” بأيد فارغة” للمؤلف مهدي بختياري
أ.ش