في المحافظة المركزية

ذلف آباد في اراك.. مدينة اثرية تحت الارض

الوفاق: يعود تاريخ مدينة ذلف آباد، الموجودة تحت الارض الى الفترة الايلخانية، ومع العثور عليها في بطن الارض، توضح ما تضمه من جوانب مهمة من الاصالة الثقافية والعادات والتعامل الأنساني وأحداث وامور حصلت خلال سنوات عمرها.

2024-01-31

منطقة ذلف آباد التأريخية تقع في سهل فراهان على بعد 30 كيلومترا شمال مدينة اراك عاصمة المحافظة المركزية، وهي منطقة لا نظير لها من بين اقرانها وتؤمها اعداد كبيرة من السائحين في مختلف الاوقات، وتبلغ مساحتها 110 هكتارات وشاهدت 3 حقبات تأريخية، وجرى العثور عليها خلال اعمال التنقيب، وادرجت في العام 2008م في قائمة الآثار الوطنية.

ويعود تاريخ مدينة ذلف آباد، الموجودة تحت الارض الى الفترة الايلخانية، ومع العثور عليها في بطن الارض، توضح ما تضمه من جوانب مهمة من الاصالة الثقافية والعادات والتعامل الأنساني وأحداث وامور حصلت خلال سنوات عمرها.

وقد جاء في كتابي (ناسخ التواريخ) و(روضة الصفا) ان مدينة زلف آباد تحت الارض كانت في الفترة من القرن السادس وحتى القرن التاسع (هجري قمري)، مدينة كبيرة عامرة تقع على طريق التجارة الرئيسي بين قم وطهران واصفهان، لكن هناك روايات مختلفة حول كونها دفنت تحت الارض.

وتفيد بعض الوثائق التأريخية ان تدمير هذه المدينة كان في فترة الحكم القاجاري والسبب هو ثورة الاهالي على الحكام آنذاك. في حين ان مصادر تاريخية اخرى عزت السبب الى حدوث زلزال مدمر ادى الى دفن المدينة تحت الارض.

ويسمي اهالي مدينة فراهان المدينة (بخرابة المدينة تحت الارض) وتحيط المدينة جادتان معبدتان بالاسفلت التي تمتد من مدن فرمهين الى آشتيان وتفرش.

يذكر ان اجزاء كبيرة من هذه المساحة التأريخية ظاهرة على سطح الارض وسط سهل فراهان وبجانب حفيد الائمة (ع) احمد بن علي(ع)، وتذكرنا بالفترة الايلخانية.

ومن الآثار المتبقية في (ذلف آباد)، هو مقر اقامة الساكنين في سهل فراهان، والذي قيل ان (ابو دلف عجلي) قد بناه، وهذا الرجل هو من أسس مدينة كرج. لكن التنقيبات الأثرية في هذه المدينة والتي جرت في العام 2009م والآثار التي عثر عليها، أقامت الدليل على ان هذه المنطقة كانت ذات أهمية قبل (ابودلف) وكان يسكنها اناس صناعيون متحضرون.

في بداية التنقيبات في هذه المساحة التأريخية، والتي تشمل 700 مترمربع فقط، تم العثور على جوانب مهمة من البنى السكنية والعامة، بما فيها بقايا حمام عام، ما ينم عن اعتماد مبادئ وطرق بناء المدن، وبنيت الدراسات التاريخية ان ذلف آباد كانت في حينها مدينة مزدهرة يعيش اهاليها على الزراعة وتربية المواشي وكان لها تبادل تجاري وثقافي واسع، ولها منظومة اجتماعية خاصة وتصنيف وتبويب لمختلف الأعمال والمشاغل.

 

أ.ش