أهالي دير الزور: المقاومة هي الرادع للعدوان الأميركي

الأهالي أكدوا أن هذا العدوان يقطع الشك باليقين بخصوص تمسكهم بخيار المقاومة الذي يشكل الرادع الحقيقي لكل معتدٍ.

2024-02-05

محمد عيد

 

عاين أهالي محافظة دير الزور السورية (شرق البلاد) آثار العدوان الأميركي على محافظتهم، مؤكدين أن هذا العدوان استهدف مناطق مدنية وممتلكات خاصة، وأدى إلى ارتقاء شهداء في صفوف الأهالي، فضلًا عن أنه استهدف مواقع للجيش السوري الذي كان يحمي البلاد من هجمات تنظيم داعش الإرهابي ويضبط الحدود.

الأهالي أكدوا أن هذا العدوان يقطع الشك باليقين بخصوص تمسكهم بخيار المقاومة الذي يشكل الرادع الحقيقي لكل معتدٍ.

 

 

الأهالي: متمسكون بجيشنا ومقاومتنا

 

مساحات شاسعة من المناطق تمتد على ١٣٠ كم قامت الطائرات الأميركية باستهدافها ابتداء من مدينة دير الزور المكتظة بالمدنيين الأبرياء وصولًا البوكمال قبل المرور بمدينة الميادين، حيث تركز القصف الأميركي والذي لم يميز بين عسكري ومدني أو شيخ وصغير.

 

وكما في كلّ مرة يدفع الأهالي ثمنًا باهظًا من العربدة الأميركية، لكنّهم مع ذلك متمسكون بحضور الجيش السوري والمقاومة كما أكدوا لموقعنا.

 

يديم الأستاذ الجامعي محمود فتيح النظر في آثار الدمار الذي أصاب بيته الواقع قرب الفرن الآلي في مدينة دير الزور. لا يجد الرجل مبررًا لاستهداف المنطقة المكتظة بالمدنيين إلا أن تكون رسالة رعب أميركية لهم تهدف للتخلي عن الجيش السوري وكلّ من يقاتل أميركا وأدواتها.

 

وفي حديثه لموقع ” العهد” الإخباري يؤكد الدكتور فتيح أن المنزل يمكن تعويضه رغم ظروف الحرب والحصار، لكن المشكلة في الكرامة إذا ضاعت فلن تجد من يعوضها، مشيرًا إلى أن أهالي دير الزور عاشوا هذه التجربة المرة مع تنظيم داعش التكفيري وقبله مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي ومع ميليشيا ما يسمّى بالجيش الحر، وهو التمس السلامة عند وصول الجيش السوري للمحافظة التي أعاد إليها الأمان فيما جاءت الضربات الأميركية وهذا العدوان الوحشي لكي يسمح بعودة هذه التنظيمات المجرمة من أجل التحكم بمصير الأهالي.

 

خلَف، عامل في مقهى أكد في حديثه لموقعنا أن أطفاله عاشوا حالة من الرعب الكبير نتيجة القصف الهمجي والعشوائي الأمر الذي دفعه لترك عمله في المقهى على الفور والعودة مباشرة مع رواد هذا المقهى إلى منازلهم حيث كان أثاث البيت قد تبعثر وانقلبت أحواله رأسًا على عقب من هول الصدمة وشدة التفجيرات.

عديّ، طالب جامعي، راح يمسح الدموع من عينيه وهو يتجهز لتشييع شهيدين ارتقيا في حيه بعدما سقطت قذيفة على منزلهما القريب من بيته.

 

“هما صديقا الطفولة لقد تربينا معا” يقول عدي لموقعنا مشيرًا إلى أن الرد على هذا الإجرام يتمثل في تعطيل الهدف الأميركي منه وهو انفضاض الأهالي عن الجيش السوري والقوات الرديفة مؤكدًا أن هذا الأمر لن يتحقق أبدًا.

 

 

فرصة تلو الأخرى لداعش

 

الباحث السياسي عبد المنعم خليل أكد في حديثه لموقع “العهد” الإخباري أن العدوان الأميركي سعى إلى تحقيق عدة أهداف، وهي أنه قصف عدة مواقع كان الجيش السوري والقوات الرديفة تستخدمها ولكنه استهدف المدنيين بالدرجة الأولى وهذا ما يفسر ارتقاء العديد من الشهداء بين صفوف الأهالي المدنيين.

وأضاف أن أحد أهداف هذه الغارات هو بث الرعب بين صفوف المدنيين الذين يساندون جيشهم الموكل بمهمة القضاء على التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش مشيرًا إلى الدعم الكبير الذي يقدمه جيش الاحتلال الأميركي لتنظيم داعش بدليل قيام العدوان الأميركي باستهداف مواقع القوات التي تقاتل خلايا داعش إن كانت في البادية الشرقية أو الغربية والتي كانت كذلك تضبط الحدود السورية العراقية.

 

وختم الباحث السياسي حديثه لموقعنا بالتأكيد على أن واشنطن لن تحقق غايتها مع شعب علمته ظروف الأزمة كيف يميز بين الصديق والعدو وبين من جلب له الأمان ومن يعد تنظيم داعش التكفيري للانقضاض عليه مجددًا.

 

أ.ش

المصدر: العهد