وفي مقالة نشرتها مجلة “The American Conservative”، أضاف الكاتب إن بايدن ترك آلاف الجنود الأميركيين منتشرين في الشرق الأوسط بلا جدوى، إذ تعرضوا لهجمات مستمرّة من “جماعات مسلحة عدة”، وفق تعبيره، مردفًا: “استغل بايدن الجنود الأميركيين القتلى الثلاثة أيضًا ضمن حملته الانتخابية”.
وتابع أن الحكومة الأميركية وضعت الجنود في خطر من خلال إرسالهم إلى منطقة يعمّها الفوضى، حيث أصبحوا أهدافًا للأطراف التي تعتبر واشنطن عدوًا، معتبرًا أن الجنود الأميركيين القتلى لم يكونوا في صدد المخاطرة بحياتهم من أجل سلامة المواطنين الأميركيين، بل قتلوا “من أجل لا شيء”.
وأوضح الكاتب أن اللوم يقع على الحكومة الأميركية، مشيرًا إلى أن الأخيرة أرسلت الجنود إلى الأردن من أجل دعم حوالي 900 جنديّ أميركي في سورية، والموجودون هناك بشكل غير قانوني.
كذلك تابع أن صناع السياسة الأميركيين اعتبروا أن الجنود الأميركيين في سورية سيحققون هدف تغيير النظام في دمشق، وردع التدخلات التركية ضدّ السوريين الأكراد، وإنهاء دور روسيا، وكذلك ضبط نفوذ إيران، قائلًا إن واشنطن فشلت في المهام الأربعة المذكورة، وذلك بعد مساعٍ استمرت أكثر من عقد من الزمن.
وأكد الكاتب أن ما كان يقوم به الجنود الأميركيون لا يستحق التضحية بحياتهم، قائلًا إنهم رغم الحديث المستمرّ عن استعادة الردع، إلا أن واشنطن لم تنجح بتحقيق ذلك، مستشهدًا بالهجوم الذي أودى بحياة الجنود الأميركيين الثلاثة.
كما رأى الكاتب أن الردع لم يكن قائمًا أصلًا، مستبعدًا إمكانية تشكيله، أقله بأثمان مقبولة.
ولفت إلى أن العدوّ نفّذ عمليات مضادة بعد الضربات الأميركية التي استهدفت العراق وسورية في أعقاب مقتل الجنود الأميركيين.
وتابع أن خصوم واشنطن أبدوا “إرادة عنيدة” لتحمل الخسائر بينما يحاولون طرد الأميركيين، مشيرًا إلى أن حركة أنصار الله اليمنية تبدي تصميمًا مماثلًا، إذ ازداد عدد الهجمات ضدّ السفن الأميركية والبريطانية بعد الغارات الجوية التي نفذتها هذه البلدان على مناطق في اليمن.
كما قال الكاتب إنه ليس بالأمر الغريب أن يخاطر الجنود الأميركيون بحياتهم “من أجل لا شيء”، مردفًا: “الحروب التي شنتها واشنطن على مدار التاريخ كانت “مشبوهة” في أفضل الأحوال”، مشيرًا بهذا الصدد إلى أن حرب 1812 كانت رسميًا ذات طابع دفاعي، إلا أنها كانت في الحقيقة نابعة من الرغبة للسيطرة على كندا.
وشدد على أن الحرب بين أميركا والمكسيك كانت عبارة عن عمل عدواني للسيطرة المناطقية، حيث كان الخلاف حول تكساس بشكل أساس ذريعة من أجل السيطرة على المناطق من كاليفورنيا إلى المحيط الهادئ.
وتابع أن الحرب الإسبانية الأميركية انتهت عندما قامت الولايات المتحدة بسحق الفيليبينيين “بشكل وحشي” والذين كانوا يطالبون بذات الحكم الذاتي الذي كان يتمتع به الأميركيون.
وأضاف أن حرب فيتنام كانت مأساة كبرى، حيث قوضت الولايات المتحدة بدلًا من أن تقويها.
وقال إن حروب واشنطن في البلقان والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى شكّلت كلها تقريبًا كوارث، إذ جرى هدر الأرواح والأموال دون سبب وجيه.
وخلص الكاتب إلى أن بايدن يكرّر العملية نفسها، وما يقوم به الجنود الأميركيون في العراق وسورية ليس من أجل ضمان سلامة وحرية المواطنين الأميركيين، مشددًا على ضرورة أن يسحب بايدن القوات الأميركية من الشرق الأوسط بدلًا من خوض حرب أخرى غير ضرورية وغير قانونية.
أ.ش