حدود العلاقة بين الولد والبنت

ما نشاهده اليوم من سلوك المسلمين في المجتمع ليس معياراً وملاكاً للحرمة والحلية ، وأن أفعالهم الاجتماعية لا تُحلل حراماً ولا تُحرّم حلالاً.

الشيخ مهدي المجاهد

 

لقد أصبح اليوم الاختلاط بين الرجال والنساء أمرا شائعاً، ففي الجامعات والدوائر والمستشفيات والأماكن العامة يتفاعل الرجال والنساء مع بعضهم البعض.

 

ما نشاهده اليوم من سلوك المسلمين في المجتمع ليس معياراً وملاكاً للحرمة والحلية ، وأن أفعالهم الاجتماعية لا تُحلل حراماً ولا تُحرّم حلالاً.

 

ليس الكلام عن اجتماع النساء والرجال معاً ، بل الكلام عن كيفية هذا الاجتماع ، فنوع السلوك والنظر غير اللائق إلى الجنس الآخر هو سبب تحريم الاختلاط بين الجنسين.

 

 

ما هي حدود العلاقة بين الولد والبنت شرعا؟

 

النظرة المحرمة والمستمرة

 

تكون للنظرة دور فعّال في تكوين الحب الافتراضي بنظرة واحد وهذا ما يسمى بالحب في النظرة الأولى فيمكن أن يحدث لأي شخص ولا فرق هنا بين الرجل والمرأة بما يشعران أتجاه الجنس المخالف وأيهما يكون الأول، لذلك يجب أن نكون حذرين في عدم وقوع في هذا النوع من الحب؛ لأن معظم هذا النوع من الحب لا ينتج إلى خير ويسبب عديد من المشاكل للطرفين فلعدم وجود معرفة بالطرف الآخر فتبدأ العلاقة وسرعان ما نرى أنها تنتهي بالوحدة والاكتئاب، فلهذا السبب يجب علينا أن نكون حذرين ونتقبل الواقع من أجل عدم وقوع في المشاكل المحتلمة.

 

فالعين هي مفاتح القلب، وإذا لم نضع عليها حارس يحرسها فإنها سرعان ما تتلوث وتسبب الأمراض في القلب والروح، إن الحب والعاطفة في غير محلهما لايضران فقط بعلاقة الإنسان مع خالقه، بل يعطِّلان أيضاً الحياة الطبيعية.

 

فيقول أمير المؤمنين عليه السلام: «اَلعَينُ جاسُوسُ القَلبِ وَ بَريد العَقل»

 

وتناولت الآية التالية شرح واجبات النساء في هذا المجال، فأشارت إلى الواجبات التي تشابه ما على الرجال، فتقول: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَـتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾ .

 

ان يمتلك الشخص روابط اجتماعية كثيرة بحيث تكون ناتجة عن كثرة الإتصالت والحوارات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو تكون بالمباشرة في المحادثة سمة إيجابية، إلا ّأن التواصل اللفظي إن لم يكن في ضمن إطار محدد ومشغوف بالأخلاق والالتزام يصبح عبئاً على الشخص، وتجدر الإشارة في وقتنا الحالي أكثر الروابط تكون عبر المواقع التواصل الاجتماعي فيجب هنا أيضاً أن يلتزم بكل المبادئ الأخلاقية والإسلامية وتكون نافذة في هذا المجال، فالكلام الزائد والنكات تثير الشهوة ولا يكون هناك فرق بين المواقع التواصل أو بالمباشرة في كلا الأمرين تهيئ الأرضية للوقوع في العلاقات الآثمة وتحمل مفاسد كثيرة كما تشير إلى هذه المعنى الروايات.
كما ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: « من فاکه امرأة لا يملکها حبسه الله بکلّ کلمة کلّمها فی الدّنيا الف عام»
وجاء في الخبر عن أمير المؤمنين عليه السلام: « مُحادَثَةُ النِّساءِ تَدعُو إلَى البَلاءِ و تُزيغُ القُلوبَ ».

 

أ.ش